الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فرح أكرم .. وغطسة تاريخية

فرح أكرم .. وغطسة تاريخية
فرح أكرم .. وغطسة تاريخية


تمثل رياضة الغوص والنزول إلى الأعماق أحد أهم روافد  السياحة والتنشيط السياحى والهوية المصرية الخالصة، حيث تتمتع مصر بشهرة عالمية فى هذا النوع من الرياضة المرتبط بالمياه الزرقاء فى محيط البحر الأحمر. وكم من أبطال وبطلات للعالم تواجدوا حول هذه الأعماق.

ومؤخرا سجلت البطلة المصرية الناشئة 21 عاما فرح أكرم اسمها بحروف من ذهب فى سجل الغوص العالمى عقب وصولها لعمق 153.4 متر فى أخطر وأصعب منطقة للغوص فى العالم «بلوهول» بالبحر الأحمر منطقة دهب التى يُطلق عليها فى عالم الغواصين أنها «مقبرة الغواصين» لكثرة ما وقع فيها من ضحايا نتاج الوعورة التى نسجتها الطبيعة فى الأعماق ومفاجأتها للغواصين.. الذى يعانى كثيرا فهم من قلة الخبرة بهذا المطب فى البلوهول الذى أصبح يضارع فى شهرته بحر المانش.. وجاءت فرح أكرم طالبة الهندسة المصرية لتدون اسمها ضمن رائدات ورموز الرياضة المصرية فى الغطس كأول مصرية وشرق أوسطية تصل لغطسة عمقها 153 مترا. القصة على لسان فرح حصريا:
قالت : البداية كنت سباحة للمسافات القصيرة بالنادى الأهلى وحصلت على بطولة القاهرة والجمهورية فى سباحة الصدر لمسافة 50 و100 متر ولكن فى سن السادسة عشرة تركت السباحة ولكن صدفة قادتنى نحو الدكتور عبدالرحمن المكاوى مدرب المنتخب القومى الشهير الذى جذبنى بقوة نحو الغوص فى الأعماق بدلا من السباحة.
فى الثامنة عشرة من عمرى كنت فى مقدمة الفتيات فى الغوص وحصلت على «كورسات» تدريبية مكثفة من الخبير طارق عمر، بدنية وذهنية وفنية تفوق ما يحصل عليها منتخب سباحة وخاصة اليوجا التى أمارس يوميا مع د. عمرو المغربى.
فالغطس قصة وحالة من التوحد والتعايش مع النفس والآخرين. وهى عمل جماعى منظم فلك أن تتصور أن التدريب لهذه الغطسة بدأ منذ نهاية شهر رمضان الماضى وجئت دهب مع «والدتي» وأسرتى التدريبية بقيادة د. عبد الرحمن المكاوى والكابتن طارق عمر والعديد من أفراد فريق الغطس ونقلات تدريبية عديدة بدأت من 90 ثم 100 ثم 120، وهكذا.
أما عن صعوبة هذا الرقم نحو الأعماق فتقول فرح: إنه الخطر الكامن فى المنحدر القاسى الذى يوجد تاليا لـ120 مترًا.. حيث إن على الغاطس أن يسير نحو 300 متر بعرض المياه وهو انحدار تدريجى. بدون شدة ولا حبل بل والعدة الكاملة فوق أكتافنا .. وأحمل معها أحلامى وطموحى فى الغوص أمتارا أخرى لتسجيل رقم قياسى، وهو ما حدث والحمد لله.. طبعا سعدنا جميعا.
• وماذا بعد:؟!
- تقول فرح : الوصول للرقم القياسى  لأستاذ الغوص المصرى ومدربى طارق عمر  الذى وصل لعمق 209 أمتار فى البلوهول وهو شخصية غاية فى المثابرة والصبر.
• والمغامرة فى الغوص؟
- إن هذه الرياضة لها ممارسون وهواة وشهرة عالمية وواحدة من أدوات الدعاية الممتازة لمصر أنها واحة للأمن والأمان والدليل ممارسة الغوص بكل حرية وانطلاق.
• التفوقان الدراسى والرياضي؟
- الدراسى حاليا بالسنة الثالثة كلية الهندسة بالأكاديمية البحرية وتقديراتى امتياز والذى لا يعرفه الكثيرون أن جميع لاعبى ولاعبات الغوص متفوقون دراسيا، لقد سألنى مديرو اللعبة قبل دخول منافساتها هل سيؤثر ذلك على تفوقك الدراسي؟ قلت لا.. فكانت الموافقة بالانخراط فى اللعبة.
• وهل هناك سن لاعتزال الغوص؟
- إطلاقا والمنافسة فيها مفتوحة السن.
• وهل تمارسين أى رياضة أخرى؟
- السباحة وتدريبات «الجيم» وتدريبات اللياقة البدنية.. والذهنية.
• والنظام الغذائي؟
- بنظام دقيق وعالٍ ولكن شوية بروتينات زيادة مع السوائل والعصائر «الطازجة» لابد أن يكون كله «فريش».
• وجو الغوص؟
- تعاون وحب وصداقة لأننا جميعا فى مركب واحد وحذر مشوب بالإيمان والثقة فى الله.
• والأمل؟
- أكون أحد جنود مصر الذين يقدمون أى شيء يحمل تقديرًا لهذا الوطن الغالى. •