التكنولوجيا سهلت مهمتها وزادت من سطوتها!
نهي العليمي ريشة كريم عبد الملاك
«طوبة على طوبة خلّى العركة منصوبة»، «الخناقات دى الفلفل والشطة بتاع الجواز».. وغيرهما من الجمل الشهيرة فى أفلامنا المصرية على لسان الحماة مارى منيب، التى تقمصت الشخصية التى كانت منذ الخمسينيات وحتى وقتنا هذا تُصور فى الأفلام والمسلسلات على أنها أم الابن التى تتحول لوحش فى مواجهة زوجة ابنها، ومع اختلاف الوقت ومن مارى منيب فى: حماتى قنبلة ذرية وحماتى ملاك والحموات الفاتنات وأم رتيبة..
إلى كيد الحموات وماجدة زكى، لم يتغير هذا الشكل ولم نتوقف عن الضحك وضرب المثل بتسلطها وغيرتها فى الدراما.. فهل بعد كل هذه السنوات والتغير الاجتماعى الذى نلمسه حولنا ما زالت الحماة على أرض الواقع هى هى؟! أم هناك طبعة حديثة للحماة فى 2015!!
• حماتى انتيمتى
الفيس بوك هو اللى قربنا لبعض» هكذا بدأت معى المهندسة سارة محمود - متزوجة منذ 5سنوات - كلامها وتكمل: «حماتى طبيبة وأنا مهندسة وكانت علاقتنا عائلية محدودة لظروف عملنا، ولكن ما قوى علاقتنا هو الفيس بوك، فبدأت أكتشف التقارب فى الأفكار والآراء وأعمل «شير» على بوستاتها ونكاتها وأستفيد من نصائحها، وأصبحت علاقتنا أقرب، فنحن معا 24ساعة على النت وعندما نجلس يوم الجمعة معاً فى لمتنا العائلية نعلق على ما تشاركنا فيه على الفيس بوك .. فالحماة الآن أصبحت أكثر انفتاحاً ولم تعد النظرة الضيقة لزوجة الابن التى خطفت ابنها منها .. وكذلك الزوجة اليوم أصبحت لها مشاغلها وشخصيتها المستقلة وحدود لا تسمح لأحد بتجاوزها والتدخل فيها حتى أمها وحماتها، وأصبح ذلك مقبولا ً فالصورة الآن تغيرت تماماً».
ترفض بشدة رندا أحمد - خريجة كلية اقتصاد وعلوم سياسية متزوجة منذ 15سنة - الصورة التقليدية التى توصم بها الحماة بأنها متسلطة ولا تطيق زوجة ابنها وتقول: «حماتى ست طيبة جداً ولا تتدخل إلا عندما يطلب رأيها، ولطيفة جداً معى، بل على العكس هى صديقة لى وأستشيرها كثيراً، وأحب رأيها وذوقها وأناقتها، وروحها شابة جداً فتشجعنى على هذه الصداقة. ودائماً ما نرغى على «الواتس آب».
أما نوران محمد - محاسبة ومتزوجة منذ 10سنوات - فتتكلم عن حماتها: «أنا حماتى أقرب لى من والدتى ليس فقط فى السكن وإنما أيضاً فى الأفكار والآراء، فهى أصبحت انتيمتى بعد الجواز مباشرة، فكانت دائماً تسأل على وتساعدني فى حياتى الجديدة ، ونخرج للشوبينج معاً، وتقف فى صفى، حتى إن زوجى دائماً يقول «أشعر أنها حماتى أنا وليست أمى»!! وهى صاحبتى على الفيس بوك والحوار بيننا لا ينقطع على «الواتس أب».
• تكنولوجيا حشرية
على العكس، فما يراه البعض أحياناً ميزة يراه البعض الآخر عيباً.. سلمى متزوجة منذ 14سنة تقول: «مهما تطور العصر فالحماة حماة تغير على ابنها وفضولية.. صحيح تغيرت العلاقة ولم تعد مثل مارى منيب التى تعطى المكسرات لترى أسنان زوجة ابنها، ولكن أصبح التدخل الآن أسهل من زمان، فمثلاً هى على الفيس بوك عندى وعند زوجى وأولادى وبسبب طبيعة كتابة كل شىء على الفيس بوك فهى كأنها «عايشة معانا»: أكلنا إيه رحنا فين بنعمل إيه ناموا إمتى الولاد، وليست هذه المشكلة، ولكن نقدها الدائم هو ما يزعجنى فلو ابنى «أون لاين» على الفيس بوك أو الواتس آب تتصل بى وتؤنبنى «ابنك لسه صاحى ليه؟ مش عنده مدرسة؟؟ أنا أولادى كانوا بيناموا من 8» أو لو ابنتى فى كافيه مع صاحباتها أو فى درس ونزلت صورها مع صاحباتها تتصل بى: «إزاى تسيبى بنتك لوحدها فى كافيه أنا بناتى ماكنوش بيخرجوا لوحدهم!! البنت صغيرة على الدروس أنا كنت بذاكر لولادى!! أو البنات غلط ينزلوا صورهم كده!! دائماً تتابع الأخبار وتؤنبنى أنا».
وتشاركها الرأى ليلى - متزوجة من 5سنوات - تقول: «حماتى طول الوقت مع زوجى على الموبايل وتتابع كل أخبارنا عن طريق السؤال المباشر أو الفيس بوك وتتدخل فيها، فتقول «ماتكتبيش بوستات عن ابنى» ، أو «ليه منزلة صورتك على الفيس بوك ما يصحش» ! وتريد أن تكون حياتنا على مزاجها.. أشعر أنها نفس الحماة التى تعودنا على شكلها زمان، ومع أنها تعمل ومشغولة، ولكن تكنولوجيا العصر سهلت تدخلها وأرضت فضولها.
• تقليدية ولكن
أما لبنى ياسر - محاسبة فى أحد البنوك ومتزوجة من 7سنوات - فتقول: «برامج الطبخ على القنوات، الفيس بوك، الزحمة فى الشوارع والمرور كل هذا غير من حالة الفضا الذى قد تعيشه الحماة، فتتدخل لو فضولية فى حياة أولادها وتضايق زوجاتهم، فأنا حماتى تقليدية تريد أن تتدخل وتفرض رأيها، ولكن كل ما حولنا يشغلها فخف كثيراً تدخلها فى حياتنا وزياراتها المفاجئة والطويلة بعد قناة فتافيت التى تتابعها كلها وانتشار أسماء لشيفات على قنوات أخرى، وأيضا بعد ما أصبح لها حساب على الفيس بوك وهذا لطف من ربنا».
• توتا .. لى لى .. برى
مزيج من الدهشة والخضة شعرت بها شهيرة محمد عندما فتحت الباب لحبيبها الذى جاء يخطبها من أهلها ووجدت شابة شقراء رشيقة تتأبط ذراعه، ثم قال لها «ماما».. فلم تكن قد قابلتها قبل ذلك ولها بعض الصور التى رأتها على الفيس بوك، ولكنها كانت قبل أن تلتزم بالريجيم القاسى الذى جعلها أكثر نحافة منها.. وليس هذا فحسب، فتكمل شهيرة محاسن حماتها قائلة: بشرتها نضرة ومشرقة دائماً فهى تسافر للخارج وقامت بحقن وجهها بالبوتكس والفيللر وهى تحب الرياضة وملتزمة بالتمارين وفوق كل هذا أخبرتنى أنها تريد منى أن أناديها «لى لى» كما يناديها أصدقاؤها وأسرتها.. وأنا الآن متزوجة منذ أربع سنوات وحماتى لا تمت بصلة لحموات الدراما المصرية، فهى مشغولة بين صديقاتها والنادى ودكتور الريجيم والسفر والرحلات يعنى «عايشة حياتها.. وسايبانى أعيش حياتى».
تشاركها الرأى رنا.س - متزوجة منذ خمس سنوات - التى تقول: «أنا حماتى دلوعة وشيك طول عمرها، ففى فرحى ظن صديقاتى أنها أخت العريس وهى ترفض بشدة أن أناديها طنط أو يناديها أولادى «نانا» فهى تصر أن نناديها «توتا» وهى مع أنها لاتتدخل كحموات الأفلام الأبيض والأسود فى حياتنا، إلا أنها تتدخل بشكل آخر فى أسلوب لبسى، لا ترضى عن حجابى تنتقد أكلى وديكور بيتى وتنتظر منى أن «أداديها» كطفلة كما يفعل زوجى ووالده معها، ولا تمت بصلة للشكل التقليدى للأمهات الرصينات العاقلات».
أما «برى» فهو الاسم الذى تحب بهيرة أن يناديها به أولادها وأحفادها وزوجات أبنائها فعلى الرغم من أنها تجاوزت الستين من عمرها، فإنها تشعر كأنها فى العشرين ولاتحب أن تشعر بالتقدم فى السن عندما ينادونها ماما أو تيتة وتقول عن حماة 2015:«عمرى ما حسيت إنى ممكن أكون زى مارى منيب وأشكال الحموات فى السينما والتليفزيون لأنى ببساطة مش فاضية للمشاكل عندى عملى الذى أعشقه كمهندسة ديكور، ودائمة السفر، وأحب أن يكون الوقت الذى أقضيه مع أولادى وزوجاتهم وقتا لطيفا، فلا أنكد عليهم وعلى نفسى ولا أتدخل فى أمورهم لأن كل واحد أدرى بظروفه».
حموات حول العالم
• اليابان
العلاقة بين الحماة وزوجة الابن شغلت العالم كله، ففى دراسة يابانية حديثة وجدت أن النساء الكبيرات فى السن اللاتى يتلقين الرعاية فى بيوت أبنائهن قد لا يعشن طويلا مثل نظيراتهن اللاتى يعشن مع بناتهن أو حتى وحدهن. ووفقا للباحثين اليابانيين فإن الشرخ الأزلى فى العلاقة بين الحماة والكنة - زوجة الابن - قد يكون السبب الرئيس لسوء حالة الحماة الصحية لاحقا فى الحياة بعد سنين من المجادلة والمشاكلة مع كنتها. وخلال الدراسة التى استغرقت أربع سنوات وضمت 200 رجل وسيدة من كبار السن. أظهرت التحاليل أن بقاء الحماة فى بيت ابنها وتلقيها الرعاية من زوجته يمكن أن يؤثر سلبيا على حالتها الصحية. (ولم تذكر الدراسة سبب تدهور الحالة الصحية).
ويقول الباحثون من جامعة تسوكوبا: «تعد هذه النتائج استفزازية لأنها تفترض أن الحماة التى تعيش مع كنتها تملك هامش نجاة أقل من الحماة التى تعيش مع ابنتها، وهذه ضريبة أو جزاء بقائها فى بيت ابنها وزوجته.
• البرازيل
كشفت دراسة لمعهد «جيتوليو فارغاس» البرازيلى، والمختص بالشئون الاجتماعية والأسرية والزوجية والمرأة، أن الإحصائيات العالمية تجمع على أن 40% من الحموات يشعرن بالغيرة من زوجات أبنائهن، وتعتبر هذه الغيرة مصدراً كبيراً للصراع بين الطرفين. وأوضحت الدراسة أنه عندما تكون الزوجة صغيرة فى السن وفى بداية الزواج، فإن صبرها يكون محدوداً مع الحماة، خصوصاً إذا كانت تعيش معها، وجاء فى إحصائية أجراها المعهد مع نحو 1800 امرأة من مختلف الجنسيات عبر الإنترنت أن العلاقة بين الحماة وزوجة الابن تحسنت كثيراً بعد 10-15 سنة من الزواج بنسبة 72%, ولكن هناك حالات مستعصية ظل التناحر فيها مستمراً بين الطرفين.
كما أن الزوجات اللواتى عشن فى بيت الحماة لمدة أطول عانين أكثر من تلك اللواتى عشن فى بيت مستقل مع الزوج.
• الهند
قامت إحدى مدارس الهند منذ عامين بتعليم الفتيات اللائى هن فى مقتبل العمر، كيف يصبحن زوجات أبناء مثاليات، فى محاولة للحد من نسبة حالات الطلاق المتصاعدة فى الهند.
وقد استطاع أكثر من 4 آلاف فتاة أن تنهى بنجاح الدورة التى تستغرق 3 أشهر بمركز «مانجو سانسكر» فى «يوبال».
وأوردت صحيفة «إيشيان نيوز إنترناشيونال» أن الدورة تهدف لتدريب الفتيات على القيم الأسرية وغرس روح التعاون الأسرى فى نفوس زوجات المستقبل حتى تعكس صورة مثالية لزوجة الابن، وحتى يتسنى لها الانخراط فى الوعاء الجديد، وتصبح كأنها واحدة من أفراد أسرة زوجها تتألم لآلامهم وتفرح لفرحهم. •