المطبخ أقرب طريق لقلب الأمة العربية !
امانى زيان
وطنى حبيبى الوطن الأكبر يوم ورا يوم أحلامه بتكبر .. وفضلت أحلامه تكبر.. حلم بوطن واحد، علَم واحد، قلب واحد.. لكنها ظلت أحلاما !! غنينا أغانى، وعملنا كليبات، وأقمنا مؤتمرات وقمم عربية حتى جامعة الدولة العربية نفسها فشلت فى جمع الوطن العربى على قلب رجل واحد.. أو حتى اتنين !! لكن أخيرا وجدنا الحل..
زى ما كان الطريق لقلب الزوج معدته.. اتضح إن الوصول لقلب عربى واحد طبخته.. انتشرت برامج الطبخ الآن فى كل القنوات الفضائية.. وبدأنا نتعرف على بعض من أكلاتنا.. ونقرب من بعض بوصفاتنا، ونتداخل ونتعمق فى ثقافاتنا المختلفة.. والحقيقة أنه من الاختلافات فى الطبخات تستطيع بسهولة أن نعرف الفروقات بين كل دولة وأخرى ومن هذه الاختلافات نستطيع أن نعرف الفروق فى طباعنا وشخصياتنا.. فمثلا فى سوريا.. يتفننون فى عمل الكبيبة فلديهم سبعة أنواع من الكِبة التى نسميها نحن كبيبة.. ومن فروق المسميات نعرف صفات البلد.. السوريون يقولون كِبَّة.. أما المصريون فيقولون.. (كُبيبة) تحس كدة المصرى رايق.. عنده وقت.. الفطاير يسمونها صفايح.. المصريون فطيرة.. المحشى بدون لحمة يسمونه السوريون(يلنجى)، أما نحن فنطلق عليه (محشى قرديحى) والفرق بين أنواع المحاشى أيضا يظهر باختلاف الطباع والمستوى المادى والاجتماعى.. فمثلا المصريون .. عندهم محاشى بالرز واللحمة.. أو من غير.. كوسة بتنجان.. بصل طماطم.. حتى ورق الخص حشوه.. الشوام إما رز سادة أو لحمة سادة.. محددين.. نذهب للخليج نجد عندهم أكلة يسمونها محشى.. ألا وهى خروف متبل ومحشو من الداخل !! هذا هو المحشى الخليجى مستويات !!
أما المقلوبة فمنها الأردنية وهى بالزهرة (الكرنب) لكن الفلسطينيين يعملوها بالخضار لكن السوريين يطبخوها بالباذنجان فقط لا غير.. أما الفتة فلها أشكال وأسماء.. فمثلا فى فلسطين تكون بالمكسرات وبالفراخ وليس باللحمة واسمها الفتة الغزاوية.. فى المغرب اسمها (الرفيسة العمية) خبزا بصل وعدس وإذا كان البيت متيسرا يضيفوا لها إما فراخ أو لحمة..
دول الخليج تدخل الدقيق كثيرا فى أكلاتهم والسكر رغم أنه أكل حادق.. مثل(الفتيت) من السعودية و(الخبيصة)فى الإمارات، والخنفروش، والتشابهات بين الأكلات مع اختلاف المسميات.. مثل الكشك المصرى والسليق السعودى.. ثم بعد ذلك نلاحظ طبيعة الدول من أسماء أكلاتها.. بمعنى المغرب مثلا، يسمون الكوارع (كرعين) ويطبخونها مع الحمص.. الطعمية عند الشوام فلافل وأيضا بالحمص، الفريك المصرى يسموه فى سوريا فريكة.. والشطيطة المصرية يسمونها فى الأردن قلاية بندورة.. أما أكلة اللحمة بالبصل وهى من أكثر الأكلات انتشارا بين الشعوب العربية فهى عند العراقيين مثلا اسمها (المخلمة) وعند المغاربة اسمها (بسطيلة ويضيفون لها الأراصيا.. وليبيا بها أكلة اللحم بالبصل والكمون واسمها (كمونية) وهى أيضا موجودة بمصر.. أما عن غرابة الأسماء فحدث ولا حرج.. ولا أدرى إن كانت غرابتها ستساعد فى تقارب شعوبنا أم العكس.. ليبيا مثلا عندها أكلة باسم (الكيما) عبارة عن لحم مفروم وبصل وثوم.. أما الإمارات فعندهم أكلة باسم (المشخول) وهى أرز مع لحم وتسوى فى المشخلة !! أى المصفى، وأكلة أخرى باسم (الخنفروش) من الدقيق سكر خميرة وبيض، أما السعودية فعندهم أكلة اسمها (المطازيز) !! ولها اسم آخر (القبابيط) وهى أكلة شعبية من الدقيق واللحم والخضار.
• تكامل المطابخ العربية!!
وبغض النظر عن غرابة الأسماء أو معانيها .. لكن أصبحنا نعرف معلومات عن بعضنا البعض .. حتى لو من خلال الطبيخ .. ونجد فى المطبخ المصرى أكلة سورية وفى المطبخ الخليجى أكلة مصرية وفى المطبخ السعودى أكلة مغربية .. وهكذا .. بدأت اللهجات تُفهم وأخذنا نستوعبها فى سهولة .. يا ترى هل يجب أن نبدأ الآن فى عمل برامج فى الحب مثلا فى كل دولة حتى يزيد التقارب والتعلق .. أو برامج فى أهمية كل دولة عربية مكانتها .. أم أن وقتها ستتسع الفجوة التى ملأتها برامج الطبيخ نوعا ما مرة أخرى ؟! أعتقد نخلينا فى الطبيخ أحسن .
أصبح بسهولة عمل أى طبخة من أى بلد فى أى وقت، وذلك بمساعدة برامج الطبخ التى انتشرت عبر القنوات الفضائية، بل برنامج للأكل المغربى تعلمنا منه (البسطبلة باللحمة أو الفراخ)، برنامج للأكل الخليجى عرفنا منه طريقة عمل (الكبسة، والمثدى) وأيضا (البريانى) الهندى الأصل، حتى البرامج الخاصة بالأكل المصرى أصبحت تقدم حلقات خاصة لأكلات عربية.. فنجد شيف مصر، يطبخ (كسكسى ليبى بالخضراوات) والأغرب أنك من الممكن أن تفتح قناة تونسية فتجد شيف تونسى يطبخ (كشرى مصرى) ببراعة لافتة.•