«استيفا» يحتاج الاستيفا

يارا سامي
«استيفا» المسلسل الوحيد الذى يضم 15 نجمًا من مصر والوطن العربى، بهذه الجملة التى ملأت إعلانات الكبارى والميادين، تخيلت أننا أمام أكبر عمل درامى من حيث الإنتاج والتمثيل خاصة مع الترويج أن من بين أبطال العمل فنانين وفنانات بثقل منى زكى وخالد النبوى وكندة علوش.
ففى إطار من الإثارة والغموض، تدور أحداث المسلسل استيفا حول ضابط شرطة «الفنان عباس أبوالحسن» الذى يقوم بالتحقيق فى مجموعة من الجرائم للوصول للجانى.. المسلسل مكون من 30 حلقة منفصلة متصلة وكل حلقتين تدوران حول جريمة واحدة. وفى كل جريمة يستضيف «عباس أبوالحسن» نجمًا أو نجمة لمساعدته فى الكشف عن الجانى مع إقامة مسابقة للجمهور لمعرفة من القاتل وتخصيص جائزة مالية للفائز.
فكرة المسلسل فى حد ذاتها ليست بالجديدة، فجيل آبائنا كان يتابع مسلسل الجرائم الشهير 25787120 عبر أثير البرنامج العام وتطورت الفكرة مرارا مع ظهور التليفزيون وحتى مسلسل «من الجانى» الذى عرض قبل حلول شهر رمضان مباشرة، حتى إن البعض أشار إلى أن مسلسل «استيفا» مقتبس من مسلسل الغموض والتشويق الأمريكى Csi، باعتبار أنه يستعين بالمحققات من النساء وهو الأمر الذى لم نعهده فى مجتمعنا العربى.
لم أر من النجوم المشاركين فى العمل أداءً مبهرًا رغم أن سيناريو المسلسل مكتوب بشكل جيد، حتى إن المسلسل لم يحظ بنسبة مشاهدة عالية مثلما حظى مسلسل «لعبة إبليس» للفنان يوسف الشريف، رغم أن فكرة المسلسلين قائمة على الإثارة والتشويق وإطلاق مساحة كبيرة للمشاهد للتفكير وإعمال العقل ورغم الترويج الكبير والحصرى للمسلسل بأنه المسلسل الوحيد الذى يضم أكبر عدد من النجوم فى الوطن العربى، فلم يكن هؤلاء النجوم الحافز وراء متابعة المسلسل لعدم وجود عنصر الجذب فى المحتوى خاصة أن طبيعة المشاهد المصرى ناقدة لاذعة ومتطلعة دائما إلى الجديد والمميز خارج الصندوق.
نهاية، مسلسل «استيفا» كان يحتاج إلى سيناريو مخدوم بشكل أفضل أو ربما يحتاج إلى إصرار أكبر من المخرج على إبراز أداء الممثلين بشكل أكبر.. مسلسل «استيفا» يحتاج الاستيفا.•