«سلسال الدم» من أجل محاربة الثأر فى الصعيد

ماجى حامد
عقب النجاح الذى حققته أحداث الجزء الأول منه، ها هو «سلسال الدم» يعود بجزئيه الثانى والثالث، حيث نواصل حاليا مشاهدة أحداث الجزء الثانى من المسلسل، الذى ما زال صناعه على موعد مع تصويره فى استديو السمنودى بمنطقة شبرامنت، إلى جانب أحداث الجزء الثالث الذى من المنتظر أيضا عرضه بمجرد انتهاء الجزء الثانى.
فمن داخل كواليس العمل كان للصبوحة هذا الموعد مع نجوم العمل الذين تواجدوا لاستكمال تصوير مشاهدهم من خلال المسلسل بقيادة المخرج الكبير مصطفى الشال فى حضور خاص للكاتب الكبير مجدى صابر، الذى فاجأ أبطال العمل بقدومه برفقتنا لنشاركهم معا كواليس التصوير فى ذلك اليوم، الذى شهد تصوير مجموعة من مشاهد المسلسل لأبطاله النجمة عبلة كامل أو «ناصرة»، النجمة الشابة راندا البحيرى أو «عالية»، والنجمة الصاعدة أميرة هانى أو «رشيدة» حالة من التفاهم والتعاون والوعى التام بقيمة ما يقدمونه، بدت واضحة وضوح الشمس بين جميع نجوم «سلسال الدم» منذ بداية اليوم، فقد حضروا جميعا إلى مكان التصوير مرتدين ملابسهم الخاصة بالعمل، وعلى استعداد تام لإعلان مخرج العمل عن بدء التصوير، ففى البداية حضرت النجمة الشابة راندا البحيرى إلى الاستديو فى زى عالية وعلى الفور بدأت فى التحضير لأولى مشاهدها لذلك اليوم والتى تجمعها بالفنان الشاب «أحمد إبراهيم»، ومن ثم حضرت النجمة عبلة كامل وأيضا فى زى ناصرة، وكالمعتاد فقد بدت لنا النجمة عبلة كامل بمثابة الأم لجميع الحاضرين، فالجميع كان فى انتظارها، وبمجرد حضورها التفوا حولها سواء أثناء التصوير أو حتى أثناء الاستراحة التى تعد الفرصة لاجتماع فريق العمل فى غرفتها لتبادل الأحاديث والاستمتاع بصحبتها، والحقيقة أن هذا ليس من فراغ بل هو نتيجة حتمية لمدى المحبة التى تشع منها والتى تضفى شعورا بالدفء على جميع أرجاء المكان وبين جميع الحاضرين.
• ناصرة تبادل الخبرات
بذكاء شديد نجحت النجمة عبلة كامل فى سد الفجوة بين جيلها وجيل الشباب الذى يشاركها بطولة العمل وعلى رأسهم النجمة الشابة راندا البحيرى التى تقوم بدور ابنتها «عالية» وأيضا النجمة الصاعدة أميرة هانى التى تقوم أيضا بتجسيد دور ابنتها «رشيدة»، واللتان تصادف تواجدهما فى ذلك اليوم لتصوير بعض المشاهد التى تجمعهما بالنجمة عبلة كامل، فأثناء التصوير ظهرت تلقائية علاقة الأم بابنتيها سواء أمام الكاميرا أو خلفها، شكل أداء كل من راندا وأميرة وحرصها الشديد على تقديمهما لأفضل ما لديهما من أداء، بالطبع وفقا لنصائحها لهما أثناء التصوير بحكم خبرتها وتاريخها الفنى الطويل حتى إنها فى كثير من الأحيان كانت تطالب بإعادة المشهد من أجل إحداهما لمجرد إنها تشعر بأن لديها ما هو أفضل.
لم يكن منصفا أن أذهب إلى مكان التصوير دون أن أستأذن فى دخول غرفة النجمة عبلة كامل والاستمتاع ببعض الدقائق فى رفقتها والحديث عن العمل فى دردشة بعيدة تماما عن الصحافة، والحقيقة أنه لم يكن بوسعى سوى احترام رغبتها فى عدم النشر، وخاصة أن موقفها لا يعد موقفا شخصيا من «الصبوحة» بل هو موقف عام تجاه.
•المخرج الديمقراطي
من غرفة النجمة عبلة كامل إلى غرفة المخرج الكبير مصطفى الشال الذى أيضا وجدته على مدار اليوم كالآتى: «مخرج ديمقراطى، قادر على تطويع أداء كل ممثل من أجل تقديم الأفضل، هذا على مستوى العمل وعن أجواء التصوير، أما عن المسلسل وأحداثه وما يتوقعه المشاهد من خلال أحداث الجزء الثانى والثالث فقد قال مصطفى الشال: «استنادا إلى وجود العديد من الأحداث الخاصة بالجزءين الأول من المسلسل والتى لم تكتمل من خلاله، لم يكن هناك مفر من تقديم جزء ثانٍ وأيضا ثالث، فللأسف الجزء الأول أثار جدلا نظرا لانتهائه دون إعلان كلمة النهاية لأحداثه ودون تنويه قناة عرض المسلسل لوجود جزء ثانٍ منه، من المنتظر عرضه قريبا، ولكن بمجرد عرض الجزء الثانى، الحمدلله الأصداء جاءت جيدة، خاصة فى ظل مفاجآته التى بدأت بظهور «يوسف» أو الفنان «هادى الجيار»، وها نحن لانزال فى انتظار العديد من المفاجآت، على سبيل المثال ظهور هيما «ابن دياب» أو «ضياء عبدالخالق» الذى يجسد دور الابن أيضا، هذا بالإضافة إلى العديد من الأسرار وراء اختفاء وظهور هؤلاء النجوم، التى ستشهدها الأحداث القادمة».
ويضيف قائلا: «للأسف سلسال الدم واجه العديد من المعوقات منذ بدء تصويره نظرا للظروف السياسية المحيطة، التى تسببت فى تأجيله لأكثر من مرة، ولكن فى النهاية تم عرض الجزء الأول الذى لم نكن نتوقع كل هذا النجاح الذى حققه، فهو القاعدة الأساسية لدى المشاهد، ومن ثم تم عرض الجزء الثانى والذى بفضل نجاح الجزء الأول، استطاع أن يحقق صدى جيداً منذ إذاعة حلقاته الأولى، والدليل كم الإعلانات التى يشهدها المسلسل، وهى سابقة لم تحدث فى تاريخ الدراما أن يتم عرض 30 دقيقة دراما مقابل ساعة إعلانات، بالإضافة إلى سبق آخر وهو تقديم موسم موازٍ لموسم دراما رمضان نجح فى فرضه مسلسل «سلسال الدم» وهو ما شجع العديد من الأعمال على خوض التجربة مع ضمان نجاحها والتفاف المشاهد حولها، وبالتالى الحصول على حقها من خلال حكم المشاهدين عليها، على عكس الحال فى رمضان، فالوضع يبدو أصعب بكثير فالعديد من الأعمال تتعرض للظلم خاصة فى ظل ضيق الوقت وكثرة عدد الأعمال الدرامية المعروضة».
أما عن الجزء الثالث فقد أكد: «الجزء الثالث ما هو إلا استمرار لتواصل الأجيال، حيث جيل الأبناء الذى سيضم كلا من نرمين ماهر، رامى وحيد، أحمد عبدالله، وفاء قمرى وضياء عبدالخالق، ومن خلاله يتضح ماذا يحصد الإنسان نتيجة زرعه، وقد وقع الاختيار على هذه الباقة من النجوم الشباب وفقا لجلسات عمل جمعت بينى وبين كاتب العمل ومنتجه، فنحن لايزال أمامنا شهران تقريبا للانتهاء من تصوير المسلسل ليصبح الجزء الثالث جاهزا للعرض عقب شهر رمضان.
• عالية: أنا محظوظة
راندا البحيرى أو الشهيرة بـ «عالية» فى موقع التصوير كان لنا أيضا لقاء خاص معها ولكن من أمام غرفتها التى لم ترتد عليها إلا فى حالات نادرة فيما عدا ذلك فهى دائما بين الناس تتبادل الأحاديث، فقد بدت شخصية اجتماعية، محبة للتواصل مع الآخرين، ولعل من أشهر أحاديثها لهذا اليوم، حديثها مع الصبوحة عن شخصية «عالية» وجديدها من خلال الجزءين الثانى والثالث وعن العمل مع المخرج مصطفى الشال. وأيضا النجمة عبلة كامل عقب غياب طويل «الحمدلله فأنا أعتبر نفسى محظوظة للمشاركة فى هذا المسلسل، فقد أكرمنى الله بدور عالية وبالعمل مع فريق عمل بقيمة وحجم فريق عمل مسلسل «سلسال الدم» بداية من النجمة عبلة كامل والمخرج مصطفى الشال وأيضا الإنتاج الذى تحمس للعمل وعليه قدم من أجله جميع الإمكانيات حتى يخرج للنور على هذا المستوى الفنى الرائع، والحقيقة أن الكاتب مجدى صابر أبدع لنا سيناريو، يعد من أروع السيناريوهات التى قرأتها فى حياتى الفنية، لهذا كان على أن أكون جديرة بالثقة التى وضعوها جميعا فى، من خلال استعدادى التام للدور.
• رشيدة.. مواقف طريفة
أيضا النجمة الصاعدة أميرة هانى التى حضرت للقاء النجمة عبلة كامل أمام الكاميرا من خلال أكثر من مشهد. أميرة أو «رشيدة» بدت واضحة من خلال ذلك اليوم شخصيتها المرحة خاصة خلف الكاميرا مع جميع الحضور ولا سيما النجمة عبلة كامل التى خصتها ببعض النصائح أثناء التصوير، وأيضا ببعض المواقف الطريفة فيما بينهما والتى أذكر منها موقفا خاصا بأحد المشاهد التى تعبر من خلاله أميرة عن انزعاجها من وقوع حادث لزوجها، حيث جاء أداء أميرة غير ملائم لفجاعة الموقف مما دفع بالنجمة عبلة كامل لأداء المشهد فى محاولة منها لمساعدة أميرة للوصول إلى أفضل أداء، ولكن بمجرد أداء أميرة للمشهد الذى جاء مبالغا أصيب الحضور بنوبة ضحك اضطر على أثرها المخرج مصطفى الشال إلى إعادة المشهد من جديد لأكثر من مرة.
أميرة أيضا تحدثت إلينا عن المسلسل ودورها من خلاله وعن العمل مع النجمة عبلة كامل قائلة: «بصفة عامة سلسال الدم يعد تجربة ممتعة بالنسبة إلى بكل عناصره، بداية من كونه يجمعنى من جديد بالنجمة الكبيرة عبلة كامل عقب أعوام، وصولا إلى النص الذى أبدعه لنا الكاتب الكبير مجدى صابر، وبالتحديد شخصية رشيدة فهى مكتوبة بأدق تفاصيلها وهذا ساعدنى كثيرا أثناء العمل عليها وسهل على الكثير، فمن خلال الجزء الثانى سنجد اختلافا كبيرا فى شخصية رشيدة، فهى لم تعد الطفلة كما كانت من خلال أحداث الجزء الأول، فقد أصبح لديها اهتمامات أكبر وأهم وعلى رأسها قضية الثأر، فهى شخصية مبالغة للغاية فى حزنها، سعادتها، غضبها، حقيقى أنا سعيدة بها فهى بالنسبة إلى نقلة فنية ستجعل منى أكثر تريثا فى اختياراتى خلال الفترة القادمة».
مازلنا نواصل الأحاديث الجانبية والحديث التالى هو للكاتب الكبير ومبدع هذا العمل الدرامى مجدى صابر صاحب الفضل فى لقاء نجوم «سلسال الدم» والتقاط بعض المشاهد الحية من خلال المسلسل لساعات طويلة، جمعت بين الحديث والمشاهدة والترقب وأيضا التنبؤ بما سيحمله لنا الجزءان الثانى والثالث من «سلسال الدم» خلال الحلقات القادمة من أحداث ومفاجآت، لهذا السبب كان لنا هذا الحديث معه الذى أكد من خلاله: «تصاعد واضح من خلال الجزءين الثانى والثالث، فنحن نقدم دراما صعيدية اجتماعية حقيقية لبشر بكل أنماطهم، أيضا بمحاسنهم ومساوئهم، ولكن فى إطار من التشويق والإثارة، وهذا فى حد ذاته التحدى الأصعب والجديد على الدراما الصعيدية، فأنا ككاتب اعتدت السعى وراء الحدث وتحديدا الخارجى فهى قدرة أنعم على بها الله وهى القدرة على خلق الحدث حتى يظل المشاهد منجذبا لمتابعة العمل الدرامى، فأنا لا أحبذ المشاهد الحوارية وجلسات الصالونات، لذا سنشهد العديد من المفاجآت خلال الأحداث القادمة، وتحديدا من أسرار الكتابة الخاصة بى التى أخص بها «صباح الخير»، عندما لمست النجاح الذى حققه «ضياء عبدالخالق» فى دور دياب قررت أن أعود به بعد مقتله فى الجزء الأول فى دور الابن غير الشرعى «هيما» وهى شخصية بالتأكيد مختلفة، قد يرى البعض فى ذلك نوعا من المغامرة ولكنها مغامرة محسوبة، فعلى الكاتب أن يستفيد من نجاح عناصره وتوليفها من أجل مصلحة العمل الدرامى، على المستوى الآخر هناك تطور ملحوظ فى الصورة من خلال الجزء الثانى، وهذه من السلبيات التى وقع فريستها المسلسل فى جزئه الأول وكان علينا تجنبها من خلال الجزء الثانى وذلك باستخدام أحدث كاميرات التصوير للوصول إلى أفضل صورة، وأيضا الاستعانة بمخرج معارك لتقديم مشاهد معارك محترف».
• لكل بطل قضيته وعالمه
أما عن تحمسه من أجل الشباب فى كتاباته فقد قال: «الاستعانة بالشباب من خلال أعمالى أمر حتمى لا مفر منه وإذا لاحظنا منذ «الرجل الآخر» أو غيره من أعمالى سنجد أنهم جميعا يصبحون نجوما عقب ذلك، فأنا ألعب على البطولة الجماعية، لا النجم الأوحد، بل سنجد أن لكل بطل قضيته وعالمه».
ومن جديد يواصل حديثه عن المسلسل قائلا: «هناك نقلة زمنية فى المجتمع الصعيدى نشهدها معا من خلال أحداث الجزء الثانى تصل إلى عام 2011 لذلك كان علينا أن نتحدث عن الصعيد اليوم بكل قضاياه وصراعاته وفقا لتتابع زمنى ومعاصر للأحداث، فأنا رفضت تقديم الصعيد باعتباره جزءا منعزلا عن العالم، فقد كان على أن أقدمه فى تفاعل مع المجتمع المصرى بأكمله.•