الندل في هدوم الشهامة
مسعود شومان وريشة كريم عبد الملاك
قَسِّمونا اتنين وفتفتونا حِتت.. الحُزن فى البراد وفى كوبَّيات الشاى.. هوَّ إحنا عايزين إيه.. اللى سألنى الناى واللى سألنى معاه على لسانه إزاى وليه بقينا كدا.. الجرح كله ليل والقمر خاصمُه ونسينا حواديت السمر وقعدنا نبكى الغربة ونشتهى التربة ونحسد الأموات.. يارب ليه بقينا حبة رمل متخلطين فى الوَسخ وبقينا نكتة قديمة محفوظة فى الدفتر وكل ما بنكتر يزيد وجعنا الحزن.
ياللى وسعتوا الخرابة لموا قشاقيشها
طعم المرار بيزيد وإمتى ها نعيشها
ما سكتت العصافير لمَّا اتنتف ريشها
فكرتها جنينة عملت موال للشجر
وكتبتها حدوتة من بلاد القمر
وجريت بروحى لقيت جناحى انكسر
امتى المطر يغسل سوادها وقلب غشاشها
صفِّيها بالغربال
واغسلها م العَفَرة
وهزَّها وشهِّد عليها الشمس
واسمع نَفَسْها وهيَّ بتغنى
وافهم خشونة جسمها باللمس
عوِّدها على صوتك وترجم ريقها
دوبها تحت اللسان
وفوت على التجاعيد
حمّلها على مُهرتك
خلِّى زنود العيال تعرفها
ازرعها فى عيونهم
واكتبها فى الكراريس
واحصدها ساعة ما ترضى
وامشى وراها بلاد
وافهم كلامى قبل ما يخلص
وبعد ما يتعاد
النور ما بيخلفش غير النور
أما الضلام ولاّد
والغُنا قادر عليه ياولاد
هِنا مقص وهِنا مقص
طالع نازل ومفيش قص
ها يقصقص إيه فى الفستان
والفستان ع الشماعة
وكمامُه قصاقيص أحزان
سامعين صوتها يا جماعة
سامعينها وإحنا بنرقص
هِنا مقص وهِنا مقص
نقطى بالدمع يالوله
واهربى م الدنيا الغوله
والعبى ويانا الأولى
صوت قدمك ع الأرض اتحس
هِنا مقص وهِنا مقص
ومقصى حامى حامى
فى الضلمه ماسكُه حرامى
ها يقولك إنه الحامى
مع إنه متقيّد لص
هِنا مقص وهِنا مقص
غنِّى وطيرى بغنواتك
صوتى بيحلف بحياتك
ويشم عبير ورداتك
وبروحك ع الدنيا يبص
هِنا مقص وهِنا مقص
وشوش يا بحر الحجارة وخليها تقدَّر صوتى.. عرَّفها بيَّ وقول لها إنى قديم فى غُنايا.. خليها تسمع معايا عَرَق الصبايا وهوَّ بينقط.. وجع الأحبة لما بيخبط وفرحة العصافير لمّا بتلقط من كل شجـرة زهوة الموال.. أكِّــد كلامى لو يغوص فى الرمل أو يروح للشجر وقول لها كل الكلام اتقال ودا كلامى الجديد م الرفرفه صايدُه كأنه ريش محدوف من الجنة.. كأنه طير أخضر بيكتب سطر بالحنة ونقش بارز لو تلمسيه ها يدوب.
كل اما ازيح الجبل يتحط
بينى وبينك ألف خط وخط
اتلخبطوا على بعضهم زى شلة خيط
فيها من الإسود عتامته
وم الأبيض عباطته
وم الأحمر هياجه
وم الأخضر بساطته
وكل لون عامل له بحر وشط
غرقان فى موجة من الخيوط
باعوم وأنا مربوط
كأنى كورة سفنج
على كل رِجل تنط
من إيد لإيد همدانة
دمعة كبيرة لو تكون مطرة
تنزل تجرَّحها الحجارة
والجبل شامخ
بتجرَّب السقعة وكل إيد تعرق عليها
وتسمع الأنات ولا حد يسمعها
مجروح كأنى أوضة ع الشارع
كل العيال سامعين أنينى
واللى ما بينك وبينى
جبل قديم
والرمل تحتى وفوقى
ودراعى بيشاور لطير شبهى
وعنيا ماليها الدموع
ها تعمل إيه فى جبال من الجرانيت
(مقطع من ديوان قصيدة قيد الطبع)