المتحدث الرسمى باسم الفولكلور البدوى

محمد حمدي القوصي
فرقة مطروح.. حالة خاصة من التميز
عندما تشاهد مجموعة من التابلوهات الفنية الراقصة المصحوبة بأغانٍ سيناوية تراثية تقدمها فِرقتا «مطروح القومية للفنون الشعبية» و«العريش للفنون الشعبية»، فأنت فى حضرة المتحدثين الفنيين الرسميين عن الفولكلور البدوى الأصيل الذى يبهرك ويخبرك بأن الأمانى والأغانى «لسه ممكنة» على أرض مصر.
جذبت فِرقة مطروح القومية للفنون الشعبية أنظار العالم بعروضها المتميزة لما تقدمه من رقصات وأغانٍ مأخوذة من مستودع التراث السيناوى، مما ميّزها عن غيرها من الفِرق العاملة فى هذا المجال، ولا تزال مشاركتها فى المهرجانات داخل مصر وخارجها شاهداً على هذا التميز.
فى البداية، قال مطرب وملحن الفرقة سلومة عبد الله: «إن فرقة مطروح القومية للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة تأسست عام 1974، بهدف تقديم الموروث الشعبى والفنى والموسيقى الخاص بمطروح والحفاظ عليه لتتوارثه الأجيال، مضيفاً أن الفرقة تقدم عروضاً فنية لا تخلو من التعبير الحركى والدرامى والموسيقى للبيئة البدوية المطروحية».
وأوضح عبد الله أن الفرقة تتكون من 40 عضواً ما بين مطربين وعازفين وراقصين شعبيين، مشيراً إلى أن مدير الفرقة يسرى زكريا، ومدرب الفرقة عوام مصطفى، ومؤسس الفرقة الموسيقى يحيى عبدالله الذى يعمل بها حتى الآن، ومؤسس التعبير الحركى للفرقة كل من سمير حماد، وعلى التونى، ومصمم الرقصات محمد فرغلى، أما أبرز أعضاء الفرقة الحاليين، فهم مفرّح مرسى، وفتحى مبروك، وحسن عبد المنعم، وأحمد فتحى.
وتابع قائلاً: إن الآلة الرئيسية التى تستخدم فى أغانى ورقصات الفرقة هى آلة «المجرونة» التى تشبه الأرغول، ومن أبرز أغانى الفرقة «غناوة علم»، و«المجرودة»، و«الشتاوة»، و«ضمة القش»، و«الصج»، و«بنت بلادى زينة»، مبيناً أن الفِرقة تعتمد فى عروضها على رقصات «الفرح البدوى»، و«الفرح السيوى»، و«السامر»، و«الجلامة».
ولفت الانتباه إلى مشاركة الفرقة فى جميع الأعياد القومية للمحافظات فى مصر، فضلاً عن مشاركتها عربياً فى مهرجانات عربية للفنون الشعبية فى الإمارات والمغرب والأردن والعراق وتونس واليمن وليبيا، وكذلك المشاركة فى مهرجانات عالمية فى اليونان وقبرص وإسبانيا وإيطاليا وبولندا وألمانيا الغربية وكوريا الجنوبية وأذربيجان، ونيجيريا ورواندا فى إفريقيا.
وأفاد مطرب وملحن فِرقة مطروح القومية للفنون الشعبية بأن الفِرقة حصلت على المراكز الأولى، كما حصدت العديد من الجوائز والإشادة من النقاد والمتخصصين من ناحية، والإقبال الجماهيرى الكبير الذى تحظى به أعمال الفِرقة خلال مشاركتها الفنية فى الداخل والخارج من ناحية أخرى.
وكشف عبدالله النقاب عن ضعف الميزانية التى تخصصها هيئة قصور الثقافة للفِرقة لدرجة أن أجر العضو بالفِرقة لا يتعدى 170 جنيها فى الشهر، مما يدفع البعض إلى الاعتذار عن المشاركة فى بعض العروض أو الانسحاب نهائياً منها، ناهيك عن عدم وجود أى دعم يوفر الاستمرارية للفِرقة.
وأضاف: «لا أخفيك سراً أننا ليس لدينا سوى فريقين فقط مخصصين لأداء ثمانى رقصات، كما قمنا بشراء بعض الآلات الإيقاعية مثل الدفوف والطبول على نفقتنا الخاصة، مما يؤكد عدم اهتمام الهيئة بمعاناة الفِرقة مادياً».
وتساءل مطرب وملحن فِرقة مطروح القومية للفنون الشعبية: «كيف نحافظ على استمرارية الفِرقة وأعضائها لتقديم التراث البدوى الواجب المحافظة عليه فى ظل هذا الوضع المؤسف؟!»، متمنياً أن يتحرك المسئولون فى وزارة الثقافة للاهتمام بالفِرقة فى ظل حالة الظلم التى يشعر بها أعضاؤها مقارنة بالنجاح الجماهيرى الذى تحققه فى جميع مشاركاتها الفنية فى داخل مصر وخارجها. •
فرقة العريش العالمية
تقدم فِرقة العريش للفنون الشعبية العديد من الرقصات والأغانى العرايشية المنوعة والمميزة التى تعكس الفولكلور البدوى، ولا غرابة فى أن تجدها تحصد المراكز الأولى والجوائز خلال مشاركاتها فى المهرجانات المحلية والدولية.. قال مدرب الفِرقة جامع عبدالرسول: «إن فِرقة العريش للفنون الشعبية أسسها عدد من أبناء سيناء من المخرجين ومصممى الرقصات الشعبية عام 1982، لتقديم الفولكلور البدوى من ناحية، والحفاظ على التراث السيناوى من ناحية أخرى»، مشيراً إلى أن الفِرقة تتكون من 45 عضواً ما بين مطربين وعازفين وراقصين شعبيين، من بينهم عمرو عبدالكريم، ومحمد إبراهيم، وسامح كامل كما تضم الفِرقة عدداً من المطربين المتميزين، منهم غريب مؤمن وحميد إبراهيم، وهناك عازف العود والسمسمية الرئيسى بالفِرقة الفنان تيسير عبداللطيف وغيرهم.. وأضاف أن برنامج الفِرقة يضم رقصات متنوعة، منها رقصة «الدحية»، و«الدبكة السيناوى»، والفرح السيناوى «البدوى، والعرايشى»، و«السبوع» بالإضافة إلى رقصات «الحصاد»، و«الصيادين»، و«السمانة»، و«البردويل» و«المرواس» و«المهباش» وغيرها من الرقصات التى تعبر عن التنوع الثقافى فى سيناء.. بدوره، أشار عازف العود والسمسمية بالفرقة تيسير عبداللطيف إلى أن الفِرقة تستعين فى عروضها الفنية بمجموعة متنوعة من الآلات، منها «العود»، و«السمسمية»، و«المجرونة»، و«الناى»، منوهاً إلى أن الآلات الإيقاعية تلعب دوراً مهماً فى أغانى ورقصات الفِرقة، ومن بينها طبول «المرواس» المصنوعة من جلد الجمال، التى تحمل اسم إحدى أشهر الرقصات السيناوية.. إلى ذلك، أعرب مطرب فِرقة العريش للفنون الشعبية غريب مؤمن، عن أسفه لضعف الدعم المادى المخصص للفِرقة، رغم النجاح الكبير الذى تحققه الفِرقة عند مشاركتها فى المهرجانات الدولية، ورغم ذلك لا يزال أعضاء الفِرقة متمسكين برسالتها المهمة والمتمثلة فى تقديم التراث السيناوى الأصيل، والحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة.•