السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الصناعات الحرفية.. تتحرر من قبضة الصين!!

الصناعات الحرفية.. تتحرر من قبضة الصين!!
الصناعات الحرفية.. تتحرر من قبضة الصين!!


بين مؤيد ومعارض.. أسطوات مصر يرحبون بقرار وقف استيراد الفوانيس من الصين بدءا من إبريل الجارى وشعبة المستوردين تستغيث، القرار غير قانونى.. فالفانوس المصرى له طابع خاص لأن صناعة الفوانيس من الصناعات التى تنفرد وتتميز بها مصر التى خرج منها أول فانوس للنور خلال العصر الفاطمى حينما أعجب المعز لدين الله الفاطمى بطريقة استقباله التى استقبله بها أهل مصر أثناء دخوله للبلاد.

على مدى العقود المنصرمة والفانوس المصرى يشهد إقبالا ورواجا إلى أن دخل المنتج الصينى للبلاد، إلا أنه مع قدوم قرار وزير التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، الدكتور منير فخرى عبدالنور، الذى ينص على وقف استيراد المنتجات ذات الطابع الشعبى والنماذج الأثرية بهدف الحفاظ على الفن الشعبى والتراث الوطنى، كان لابد من النزول إلى أماكن تمركز عمال وبائعى تلك الصناعة اليدوية لمعرفة مدى تأثير ذلك القرار عليهم.
لمعرفة آراء صنايعية مصر فى هذا القرار كان لـ «صباح الخير» جولة داخل أكبر ورش الفوانيس فى خان الخليلى والسيدة زينب الذين رحبوا بهذا القرار على الرغم من أنه جاء متأخراً فإنه بداية جديدة لعودة الروح  إلى الصناعة المصرية.
• آراء!!
ومن تحت الربع أشهر مكان يولد فيه الفانوس المصرى قال حسين أبوحمادة -65 سنة - صاحب محل فوانيس بخان الخليلى، انه سعيد جدا بهذا القرار، لأنه سيعيد للصناعة المصرية مكانتها من جديد فهو يعمل فى صناعة الفوانيس منذ 30 سنة بالوراثة، ولكن يؤكد أن الحال تغيير تماما من حوالى 10 سنوات، عندما تحول الصنايعية إلى بائعين تركوا مهنتهم الاساسية وجروا وراء الاستيراد لتحقيق الأرباح.
وأكد ان الفوانيس الصينية هى فى الأساس بلاستيك يتجمع مع بعضه ويستورد بمبالغ قليلة بمعنى أن المستورد يشترى بضاعة من الصين بـ 100 ألف جنيه يحقق مكاسب بحوالى مليون جنيه فى شهر رمضان فقط، فالحال تغير تماما، زمان كنا نبدأ الموسم بعد عيد الفطر، لأننا كنا بنصنع الفانوس بأيدينا ونشترى المواد ونجمع ونخلق فانوساً فطوال السنة نشتغل لكن الآن وبعد الاستيراد قبل رمضان بشهرين الكبار يستوردون ويبيعون للبائعين الصغار.
لكن بعد قرار الوزير بمنع استيراد الفوانيس هيشجع لرجوع الصنايعى المصرى الأصيل وحرفيته.
وقال يحيى أبوعبيد - 50 سنة صاحب ورشة فوانيس تحت الربع فى خان الخليلى: مصر مبقاش فيها صنايعية، من 15 سنة كله بيجرى ورا الفلوس على حساب المنتج، كان زمان صاحب الورشة يقف على يد العامل لحد ما يخلص السلعة ويطمئن أنها أفضل حاجة عنده، لكن الآن صاحب الورشة والعامل بيحصلوا على الفلوس من غير تعب وشقى لأنفسهم بيستوردوا بالرخيص ويبيعوا بالغالى من غير ما يشوف العيوب وجودة المنتج اللى بيبعه وعلى الرغم من أن قرار الوزير جاء متأخراً لأن فرش الفوانيس يبدأ من أول رجب والحكومة عارفة كده وخلاص المستوردين استوردوا الفوانيس.. فإن هذا القرار سيجعل الصنايعى المصرى تعود له الروح من جديد لأن كل الشوارع فى مصر  «موسكى، عتبة، رمسيس، السيدة عائشة» فيها عمال اسمهم «باعة جائلون» هم فى الأساس أسطوات مصر اللى الاستيراد قفل بيتهم وجعلهم يشترون أدوات بأقل الأسعار ويبيعونها للمصريين اللى بيجروا وراء الحاجة الرخيصة.
وفى مكان آخر حيث أكبر ورشة تصنع فوانيس فى مصر هى ورشة  «أم إبراهيم» ورشة كبيرة فيها أكثر من 150 عاملاً توجد فى السيدة زينب منذ حوالى 60 سنة هى المسئولة الأولى عن صناعة الفوانيس المصرية الأصلية بعيدا تماما عن الاستيراد تقوم الورشة بصناعة الفانوس من بدايته إلى نهايته. أما محمود العزاوى 45سنة - صاحب الورشة - فيقول: إن هذه المهنة وراثة أبا عن جد نعمل فيها منذ سنوات ومانعرفش صناعة غيرها، حيث إنهم يصنعون الفانوس من أول ما يكون بلاستيك ويتركب فيه الشمعة لحد الفانوس اللى بيغنى ويرقص وهما لا يعملون فى الاستيراد نهائيا، ويقول بالعكس: الصينيون كانوا بييجوا هنا عشان نصنع لهم الفانوس البلاستيك خاصة أن مصر كان فيها مصانع بلاستيك كثيرة لكن معظمها اتقفل بسبب الاستيراد وكنا بنصنع لهم الفانوس لحد ما خدوا الصنعة مننا وعملوا سوق ليهم يضرب سوقنا وأخفوا الصنايعى المصرى.
 وأكد صابر نصر - 35سنة، صنايعى فى الورشة، أن قرار الوزير منير فخرى قرار حكيم وخاصة مع إغراق المنتج الصينى للسوق والشارع المصرى خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنه رغم أنه يتم استيراد المنتج الصينى، فإنه منتج يتلف سريعا على عكس المنتج المصرى المصنوع على اليدين.
ولفت إلى أن القرار سيفتح الباب أمام عودة العمالة المصرية للعمل مرة أخرى بعد أن تسبب استيراد الفوانيس فى حالة من الركود وغياب الصنايعية عن العمل بعد أن اتجه التجار للاستيراد من الخارج للمنتج الصينى، مشيرا إلى أن التجار المستوردين للفوانيس كان سعيهم الأساسى نحو الربح والحصول على المال، ولذلك تحولوا لاستيراد المنتج الصينى الذى يعتبر أفضل من قيامهم بتصنيع المنتج المصرى الأصيل لأنه يستغرق وقتا وجهدا ويتطلب العديد من المكونات اللازم توافرها من أجل التصنيع.
• عشوائية!!
ومن جانبه أكد أحمد شيحة - رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية - أن جميع القرارات الصادرة بشأن استيراد السلع من الخارج قرارات عشوائية ومخالفة للقوانين المنظمة.
وبشأن قرار وزير الصناعة والتجارة بمنع استيراد فوانيس رمضان من الخارج، قال إن هذا قرار سيضر بالمستوردين، معبرا عن استيائه من هذه القرارات، التى تصدر دون دراسة للسوق.
وقال «إن وزير التجارة والصناعة ليس لديه أى خلفية عن تجارة الفوانيس، وحجم هذه البضاعة التى يتم استيرادها»، مؤكدا «أنه ليس هناك استيراد للفوانيس إلا من دولة الصين فقط».
وأشار رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية إلى أن الكمية التى يتم استيرادها لم تتعد الـ400 ألف فانوس، بسعر من دولار إلى دولار ونصف، وهذا أعلى سعر للفانوس، بما يعنى أن القيمة الإجمالية تقدر بحوالى 500 ألف دولار، وهو ما لا يضر أو يؤثر على أى صناعة مصرية أخرى.
وأضاف شيحة أن جودة ونوعية وجودة الفوانيس التى يتم استيرادها أفضل بكثير من التى يتم صناعتها فى مصر، ففى مصر يتم تصنيع الفوانيس القديمة من الحديد الذى قد يحدث أى خدوش أو جروح للأطفال عند استخدامها، مشيرا إلى أن مثل هذه الفوانيس غير صحية، قائلا: «إنهم يمنعون استيراد الفانوس الصحى ويستبدلونه بفانوس غير صحى للأطفال».
وأعرب عن غضبه من التاريخ المحدد من قبل الوزارة، وهو رفض دخول أى شحنات من الفوانيس إلى مصر اعتبارا من 5 أبريل 2015  موضحا أن التجار قاموا بالتعاقد على هذه الشحنات قبل إبريل بشهرين، وأن مدة الاستيراد 3 أشهر من تاريخ التعاقد وحتى دخولها مصر، وهذا ما يعود على التجار والمستوردين بالضرر، مشيرا إلى أن قراراً مثل هذا كان من المفترض أن يصدر قبل 6 أشهر.•