السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صلاح الشرنوبى .. أول من قدم الأغنية «المشرنبة»!

صلاح الشرنوبى .. أول من قدم الأغنية «المشرنبة»!
صلاح الشرنوبى .. أول من قدم الأغنية «المشرنبة»!


يعود من جديد الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبى إلى قلب الحدث، مقررا الخروج عن صمته ولقاء جمهوره بمجموعة من الحفلات الغنائية التى سيقوم بإحيائها خلال الفترة المقبلة وباقة كبيرة من أشهر ما قدم لنجوم الغناء من ألحان على مدار رحلته الفنية الطويلة،
الحقيقة أن هذه الألحان لم تصنع تاريخ صلاح الشرنوبى وحده, بل أيضا صنعت تاريخ كبار نجوم الغناء وعلى رأسهم: الفنانة الجزائرية الراحلة وردة، ميادة الحناوى، سميرة سعيد، لطيفة، جورج وسوف، مدحت صالح، إيهاب توفيق، وغيرهم من النجوم الذى وجدوا فى الشرنوبى حالة فريدة من نوعها، ظهرت لتعلن اعتراضها على السائد ومعها مزيج من التراث والإيقاع المعاصر، حالة كانت بمثابة همزة الوصل بين الأجيال.
كانت البداية فى أواخر الثمانينيات فى محافظة الإسكندرية، وما هى إلا مجهودات محلية محدودة على مستوى المحافظة، ولكن فى عام 1990 كان موعده مع القاهرة، هكذا حتى عام 1991 حيث البداية الحقيقية واللقاء الساحر بينه وبين المطربة الجزائرية الراحلة وردة.
• بتونس بيك
لم يكن الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبى على علم بما ينتظره فى مدينة القاهرة، لم يكن يدرك أن ساعة الانطلاق قد حانت، فها هى الدنيا تضحك له وها هو الحظ يحالفه ولتكون أغنية «بتونس بيك» للعظيمة وردة - التى حظيت بجماهيرية على مستوى الوطن العربى بمختلف بلدانه - الانطلاقة، وليكون صلاح الشرنوبى على أعتاب مرحلة جديدة بتوقيع كبار نجوم الغناء.
قبيل الحديث عن تلك المرحلة كان لابد من الوقوف أمام عدة مصطلحات كانت الأكثر تأثيرا فى مشوار الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبى من أبرزها مصطلح «الصهبا» الذى استوقفنى ودفع بى لسؤاله عن ما وراء هذا المصطلح من حدوتة ليجيب قائلا: «فى البدايات كانت الأغنية الشعبية السكندرية الأكثر تأثيرا فى، وقد بدا هذا التأثير واضحا من خلال اعتمادى على آلة الأوكورديون، على سبيل المثال أغنية «مغرم يا ليل»، أغنية «بحب فى غرامك»، وأيضا أغنية «حرمت أحبك»، وفى تلك الأثناء كان إحساسى بالصهبا أو «الفن الشعبى الارتجالى» إحساسا قويا وواضحا، فقد كنت شديد التأثر بالمواويل السكندرية التى نشأت عليها وأيضا الإذاعة السكندرية، ولكن تدريجيا ومع تقدم العمر بدأ التنوع يبدو واضحا من خلال أعمالى».
• إصرار شديد على قدرة موهبته على اقتحام عالم الموسيقى ووضع بصمة حقيقية من خلاله حيث أشهر وأبرز الأعمال الغنائية لكبار النجوم دون التفكير فى دعمها بالدراسة نقطة فى غاية الأهمية.. هل هى جرأة أم ثقة؟!
- مما لا شك فيه أنها جرأة وإن كانت ليست عن قصد، كانت ومازالت فى تركيبتى الشخصية، أحيانا كثيرة أجدها هبة من عند الله، ولكن ربما لم أسع لدعم هذه الموهبة بالدراسة الرسمية للموسيقى، ولكن هذا لا ينفى اعتمادى بشكل دائم على الاطلاع والقراءة فى الموسيقى، خاصة أننى بدأت عازفا فى فرقة إذاعة الإسكندرية وأيضا فرقة الجامعة، من خلال لون غنائى يتسم بتنوع الآلات الموسيقية على عكس ما كان سائدا من موسيقى مختزلة قائمة على قلة الآلات الموسيقية والمقامات والوتريات إلى أن قدمت مدرسة الشرنوبيات التى تطرقت للموسيقى الشرقية، ولكن من خلال لون مختلف خاص بها لم يسبقنى فيه إلا الفنان سيد مكاوى من خلال أغنية «وحياتك يا حبيبى»، و«من غير ليه» لمحمد عبد الوهاب، لذلك وجب على التعرف على الكثير عن عالم الموسيقى.
• مما لا شك فيه أن «بتونس بيك» للنجمة الكبيرة وردة كانت البداية التى تلتها سلسلة طويلة من الأعمال الغنائية الناجحة.. تعليقك؟
- عندما بدأت كان فى استقبالى أحضان كثيرة غمرتنى بثقتها الشديدة، فهذه الأحضان وجدت فى فكراً جديداً، دخيلاً على عالم الموسيقى، بالفعل كانت البداية مع «بتونس بيك» التى حققت نجاحًا، ومن نجاح إلى نجاح فوجئت بجميع النجوم الشباب وقتها يتوافدون للعمل معى بداية من ميادة الحناوى، لطيفة، جورج وسوف، هشام عباس، إيهاب توفيق، فارس وغيرهم ممن سعوا للعمل مع ذلك الشاب الذى ظهر ومعه لون خاص به أو مدرسة الشرنوبيات كما أطلق عليه الكثير.
• مدرسة الشرنوبيات
• الآن حدثنى عن مدرسة الشرنوبيات؟
- مدرسة تجمع بين الشرقية الأصيلة والإيقاع المعاصر، فأنا ولا مرة حاولت التخلى عن عروبتنا أو تراثنا، ولكن دائما كنت أسعى إلى التطوير ومن مرحلة بتونس بيك إلى مرحلة «على البال» لسميرة سعيد و«وعدى» لمدحت صالح، كان التطور ملحوظا.
• عقب هذه الرحلة الطويلة من العمل الموسيقى لمن تدين بالفضل؟
- للمخزون السمعى الذى اكتسبته من خلال الاستماع إلى تراثنا الموسيقى العريق والأصيل، الذى تعاملت به كعازف من خلال تراث سيد درويش وداود حسنى وغيرهما، ممن تأثرت بهم، أيضا المدرسة الوهابية وبليغ حمدى ونجاحه مع الشارع بدون تكليف وببساطة شديدة، كل هذا جعل من البساطة نمطا فى حياتى أسعى إليه ولدى كل الثقة أنه الأسلوب الأمثل فى تقديم الفن الجيد الراقى.
• وردة رحلة فنية يغمرها الحب والثقة ماذا تعنى لك؟
- الفخر، فأنا صلاح الشرنوبى بكل محبة وثقة أعترف أننى فخور أننى فى يوم من الأيام كان لى الحظ بالعمل مع وردة، فقد كنت فى مهب الريح حتى التقيت بها لتكون البداية الحقيقية بالنسبة لى.
• وما هو تفسير ما حدث بينك وبينها فى الفترة الأخيرة قبل رحيلها وحقيقة رفضك للتعاون معها من خلال آخر ألبوماتها؟
- عشق كبير ونجاح أكبر جمع بينى وبين وردة، ومعزة كبيرة فى قلبى كانت تحتم على نقل الصورة بكل صراحة لها، كل هذا الحب هو السبب الرئيسى وراء مصارحتى لها فقد كنت لأعوام طويلة مهيمنا على كل محتويات ألبومات وردة وما من مرة قدمت خلالها عملاً معها إلا وكنت على ثقة أنه سيضيف شيئا وهذا ما لم أجده من خلال آخر ألبوماتها، لذلك قررت الاعتذار بغض النظر عن فكرة تقديم أغنية واحدة أو الألبوم بأكمله، فقد سبق وقدمت لها - بإصرار شديد منها - أغنيتين من خلال ألبوم من إنتاج محسن جابر وأيضا أغنية «أسهرك» مع هاى كوالتى وغيرها من الأغانى، ولكن عندما أعلم أنها تريد التعاون مع تامر حسنى كان على أن أصارحها خاصة لكون هذا التعاون أبعد ما يكون عن وردة وعالمها الغنائى.
• «مليت من الغربة» وراء هذه الأغنية حدوتة على حد علمى.. فماذا عنها؟
- باختصار هذه الأغنية طلبت منى خصيصا فهى رسالة إلى كل مغترب عن بلده ولاسيما الجزائر التى كانت وقتها تشهد اغتراب الكثير من مواطنيها وتحديدا فى فرنسا، لهذا لاقت استحسان الجميع ولمست مشاعرهم، فدائما ما تلقى أغانى الغربة حبا وإعجابا لدى الشعوب التى تشهد مهاجرين ومغتربين عن أوطانهم وبالفعل غنت بها وردة وحققت أكبر نجاح.
• بصراحة شديدة هل حالة الصمت التى التزمت بها خلال الأعوام الماضية رافضا الحديث عن أحوال بلدك وأحوال فنها ذات صلة بشعور ما بالغربة بداخلك؟
- أحيانا يكون الصمت هو هم بداخل الإنسان يعجز بسببه عن الحديث متسائلا: «ماذا أقول؟!» ومع كثرة الهموم يميل الإنسان منا للصمت على يقين أنه الحل الأمثل له، هذا بالضبط ما أصابنى حيال ما حدث ليس فقط على مدار الأربعة أعوام الماضية وإنما قبل ذلك بكثير، خاصة إذا تحدثنا عن الشأن الفنى وانهياره فى ظل ظهور المهرجانات، التى أعتبرها مجرد نتاج حتمى لحالة الفوضى التى شهدتها مصر عقب الثورة، هذه الحالة نحن فى انتظار أن نتعافى منها قريبا بفضل الحكم الحالى، لذلك علينا جميعا أن نعمل من أجل إحياء روح الفن الراقى فى مصر صاحبة الريادة دائما أبدا فى الفن والثقافة، فقد كانت لى إحدى المبادرات من خلال أوبريت «حى على الحياة» عقب ثورة 30 يونيو، الذى استطعت أن ألخص من خلاله كل ما وددت أن أقوله بلسانى من خلال ألحان وضع الكلمات لها عبد الجليل الشرنوبى ورسالة فى غاية الأهمية تؤكد ضرورة الحفاظ على مؤسسات بلدنا.
• أغنية الثورتين
• بمناسبة الحديث عن أوبريت حى على الحياة والفن الراقى.. برأيك إلى أى مدى نجحت الأغنية الوطنية مؤخرا فى الحديث عن واقع الوطن؟
- برأيى الأغنية الوطنية مؤخرا نجحت فى توصيل رسالة مؤقتة، فالأغنية الخاصة بثورتين لم تأت بعد، هذا لا ينفى وجود محاولات لابد أن نحييها مثل «يا مصريين» لآمال ماهر، و«إزاى» لمحمد منير، أغان بها رسالة جيدة، أيضا مثل «تسلم الأيادى» و«تحية لجيشنا العظيم»، فهى أيضا أغنية نجحت فى تأدية الغرض منها، أغنية «بشرة خير»، أيضا مهمة لما قامت به من إلهاب لحماس الشعب وهو على أعتاب عهد جديد، كل هذه الأغانى محاولات محتمل تبقى ومحتمل لا، ولكن تظل الأغنية الباقية لم تأت بعد.
• الغائب الحاضر
• كنت على مدار أعوام طويلة مضت الغائب الحاضر، حيث تقديمك لعمل من فترة لأخرى وليس بنفس القدر المتعارف عليه من قبلك؟
- خير الكلام والفعل أيضا ما قل ودل، فقد كنت فى مرحلة ما بين التفكير والفعل ولكن بحذر شديد، خاصة فى ظل ندرة الأغانى الناجحة وانتشار القرصنة، كل هذا حال دون الإنتاج بشكل كبير كما هو معتاد، حتى فيما يخص مواصفات الأغنية على الفضائيات التى أصبحت تجارية، كل هذا ساهم فى غياب دور الفن الراقى، لذلك لم يكن مسموحا لى بالتعامل مع هذا الحقل من الشوشرة الغنائية، إلا بما قل ودل، لذلك كانت لى بعض التجارب مثل «أجمل العالم» لكاظم الساهر، الذى قلما يقدم أعمالاً من ألحان غيره، أيضًا جورج وسوف فى أغنية «تركنى وغاب»، أيضا ماجد المهندس، و«فرصة أخيرة»، من المنتظر أن أقدم قصيدة فصحى للمطرب الشاب العراقى عمار الكوفى، هذا الشاب الذى ينبغى أن أحييه، لأنه من الشباب الجاد الذى يفكر فى إنتاج فن راقٍ.
• تعاونت مع كبار الشعراء من خلال مشوارك الفنى .. رأيك فيهم؟
- فى البداية دعينا نتفق أنه شتان الفرق بين الشاعر والكاتب، فنحن لدينا الكثير من الكتّاب مما لاشك فيه، ولكن لدينا القليل من الشعراء فقلما نجد شاعرا فى هذا العصر، بالتأكيد هناك الكثير من الاجتهادات، ولكنها بعيدة عن القالب الشعرى الصحيح، على سبيل المثال نادر عبدالله هذا الشاعر الذى أتحمس من أجله كثيرا، من جيلى بهاء الدين محمد الذى ما زال باقيا وقادرا على تقديم كل ما يمس مشاعر المستمع، أيمن بهجت قمر أيضا متميز وإن كان ليس بشاعر.
• شرنوبيات.. عود أحمد
• عودة حميدة من خلال مجموعة من الحفلات الغنائية التى من المقرر أن تشهد العديد من المفاجآت، وتجربة تستحق الوقوف أمامها للحديث عنها؟
- هذه التجربة بدأت فعليا فى 2011 بالإسكندرية وفرقة غنى يا بلدى التى قدمت العديد من الحفلات عقب ثورة 25 يناير، كان آخرها فى 28 يونيو 2012 أى قبل أيام من تولى مرسى للحكم وقتها توقفنا لفترة عدنا بعدها للبروفات فى القاهرة استعدادا لجولة جديدة ستضم نخبة من الشباب المتميزين سواء الموسيقيون أو المطربون من خلال أعمال غنائية من ألحانى سواء الوطنية أو الاجتماعية أو العاطفية بمنهج جديد وعليه قررنا البدء، وقد كان المتنفس الوحيد الذى أحترمه كثيرا هو ساقية الصاوى لتقديم أولى الحفلات، فمن المقرر أن تشهد كل حفلة مفاجأة للجمهور من خلال ضيف شرف من كبار نجوم الغناء وفقرة الشعر على أنغام الموسيقى، على أن يتم تقديم هذه الحفلات من خلال قناة شرنوبيات على اليوتيوب للاطلاع عليها، وللعلم فالأمر لن يتوقف عند هذا الحد فقط، بل إنه من المنتظر أن يتم تقديم الموضوع على نطاق أوسع تحت رعاية وزارة الثقافة على مسرح الإبداع لتقديم الشباب المبدع فى كل مجالات الفنون، حيث إنها مجرد مسألة وقت ويتم تنفيذ الأمر.•