الثلاثاء 13 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ريسيكلوبيكيا.. كنز المخلفات الإلكترونية الذى لا يعرفه أحد

ريسيكلوبيكيا.. كنز المخلفات الإلكترونية الذى لا يعرفه أحد
ريسيكلوبيكيا.. كنز المخلفات الإلكترونية الذى لا يعرفه أحد


البداية كانت فيلم فيديو على الإنترنت عن البيئة الخضراء، شاهده طالب بهندسة طنطا، عن كيفية إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية والتخلص من تأثيرها الخطير على البيئة والإنسان، والاستفادة من كنوز المعادن الموجودة داخلها في نفس الوقت، فحلم الطالب مصطفى حمدان أن يؤسس شركة لتدوير المخلفات الإلكترونية، ولم يكن يعرف أن الأمر يحتاج لطريق طويل.

استطاع مصطفى أن يقنع 20 طالبا من زملائه بالفكرة، فتحمسوا لها، وأرادوا أن يختبروا الفكرة، فجمعوا بعض هذه المخلفات «أجهزة موبايل، شاشات كمبيوتر، ماوس، راديو قديم، وغيرها» وأرسلوها إلى مصنع بالخارج يعيد تدويرها بطريقة صديقة للبيئة، وساعدهم أستاذ بالكلية بالمال المطلوب لإرسال الشحنة، «6 آلاف جنيه» وحصلوا بالفعل على مقابل المعادن الثمينة الموجودة بالشحنة.. لم يكن المبلغ الذى حصلوا عليه كبيرا، فكان عليهم أن يبحثوا عن الجزء الناقص ليحصلوا على العائد الحقيقى، وفازت فكرتهم بالمركز الأول بمسابقة شركة «إنجاز مصر» 2011 ووصلت للمرحلة النهائية فى مسابقة ابدأ مع جوجل، فأصبح لديهم رأس مال يكفى لجمع كمية كبيرة من هذه المخلفات من الشركات وورش صيانة السيارات والهواتف المحمولة وغيرها، ليرسلوها إلى مصانع بالخارج ليحصلوا على مقابل المعادن الموجودة بها.
• أسرار الفرز
يكمل مصطفى الرحلة بعد أن أصبح لشركتهم مقر بالقاهرة: فى البداية كانت أيام الثورة وكانت مصادر التمويل قليلة، وكنا نجمع الأجهزة فقط، لنرسلها للخارج، تنافسنا سوق الروبابيكيا غير الرسمية، ولم نكن نحصل على مكسب يكفى للاستمرار، واكتشفنا أن من المهم تصنيف المخلفات قبل إرسالها، لأن هناك أجزاء يمكن إرسالها لمصانع الألومنيوم وغيرها هنا فى مصر، ولاداعى لإرسالها للخارج، «لازم يكون عندك طن أو اثنين مخلفات ليمكنك أن تحصل على عائد التصدير والتدوير».
الآن وبعد 3 سنوات أصبح لدينا الخبرة لكى نعرف طريقة الفرز والتصنيف، التى تعتبر من أسرار هذه الصناعة، التى لاتوجد فى مصر، لأن إنشاء مصنع لتدوير هذه المخلفات يحتاج إلى 100 مليون دولار، والمستثمرون فى مصر لا يحبون المغامرة فيما لايعرفونه.
فى السوق المصرية لا يوجد سوى منافس واحد لريسيكلوبيكيا، لايعرف مصطفى إن كان قد بدأ قبل أو بعد مبادرتهم.
لكن على أى الأحوال لم تعد مهمة ريسيكلوبيكيا الآن تخليص الشركات فى مصر فقط من المخلفات الإلكترونية، مثل الداتا شو وأجهزة الكمبيوتر، بل تقدم خدمة مسح المعلومات من على هذه الأجهزة بطريقة لايمكن استرجاعها، كما توسعت ريسيكلوبيكيا لتجمع المخلفات البلاستيكية أيضا، بالإضافة إلى نشاط التوعية من أجل بيئة آمنة بالتعاون مع وزارتى البيئة والاتصالات. •