الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سامى الحفناوى للجيل الجديد:ليه تنقل لحن أغنية أجنبية وأنت تقدر تعمل أحسن منها!

سامى الحفناوى للجيل الجديد:ليه تنقل لحن أغنية أجنبية وأنت تقدر تعمل أحسن منها!
سامى الحفناوى للجيل الجديد:ليه تنقل لحن أغنية أجنبية وأنت تقدر تعمل أحسن منها!


شخصية فريدة على المستوى الفنى والإنسانى، مزيج من الوقار والجدية، يغلفه التواضع، ويفرض عليك حبه واحترامه، عندما تشعر أنك تتنفس عبق الزمن الجميل وأنت تجلس معه.. يفاجئك بفكره المتطور وثقافته التى ليس لها حدود، إذا اعتقدت أنه يتمتع بتناقضات تكتشف أنها مكملات تمازجت لتبرز شخصية مميزة.. استمتعت بالحوار معه على المستوى الإنسانى والفكرى والروحى على مدى ساعتين.. إنه الفنان الملحن الرائع سامى الحفناوى.
 
تعامل مع كبار الأسماء فى الوسط الفنى.. فهو صاحب ألحان خالدة لألبومات لعمالقة الطرب الأصيل «نجاة الصغيرة» و«ميادة الحناوى» وهو صاحب ألحان تربينا عليها: «علّى الضحكاية» لهانى شاكر، «كوكب تانى» لمدحت صالح و«لولاكى» لعلى حميدة.
أبحرنا معه فى مشوار حياته الملىء بالجهد والتعب والإصرار وفوق كل ذلك الثقة بالله وبالنفس.

• أستاذى فوزى مدرس الموسيقى

بمجرد أن سألته عن بداياته مع الفن منذ الصغر، وأول لحن قام بتلحينه.. لاحت ابتسامة واسعة وأسند رأسه للخلف يستمتع بسرد تفاصيل من طفولته ومراهقته وشبابه.. «أثناء الدراسة الابتدائية كنت بعزف البيانو، والعود، لم يكن التلحين وقتها هدفى، ولكنه جاء طبيعياً.
فى المدرسة عندما كنت أسأل أستاذى فى الموسيقى وكان يساعدنى فيعطينى كتاباً كنت أقرأه وكأنى سآكله، وأعتبره مفتاحاً لأكتشف بنفسى أشياءً جديدة. كنت فى مدرسة أبوبكر الصديق الإعدادية وأذكر أستاذى الحبيب فوزى عبدالودود مدرس الموسيقى الذى أهدانى عودا وعلمنى قواعد نظرية، وأسسنى فجعلنى أفهم أى كتاب فى الموسيقى بمجرد قراءته، استمررت فى المرحلة الثانوية أذاكر وأدرس وأسمع كتير، وألحن كتير لدرجة أنى كنت أحرم نفسى من عزف العود فترة الدراسة وأخصص يوم الإجازة للموسيقى فقط، لأظل أحبها فلا تتسبب فى تعطيلى عن مذاكرتى، «كان أستاذ فوزى قد أعطانى مفتاح غرفة الموسيقى وبها كل الآلات مش يقول مش هاجى بكره فأفتح أنا الغرفة وأكون أميناً عليها ويعطينى الثقة والفرصة للتدريب، وجاءت نتيجة الثانوية وكنت علمى رياضة، وكان مجموعى يؤهلنى لدخول كلية هندسة كنت أريد دخول معهد الموسيقى العربية فأخبرت أمى الله يرحمها فقالت: «اللى تحبه اللى أنت شايفه» فكانت دفعة قوية ثم حدث موقف غريب.

• أول مرة أعرف «الكوسة»

تقدمت لامتحان المعهد وكان موعده بعد تنسيق الجامعات، وسمعت حاجة لأول مرة اسمها «الكوسة» يعني اللى عنده واسطة هو اللى هيقبل، وكان زملائى قد قدموا فى طب وهندسة، ومكتب التنسيق قفل، وبقيت برا الحكاية تماما! وخفت أمى هتزعل لأنها وثقت فيّ، وكان موقفا لا يوازيه موقف، بعد ذلك قدمت وكل ما تسألنى أطمنها فوجدت المتقدم300 واحد، وسيتم اختيار 20 وكنت حافظ حاجات قديمة من التراث تليق بهذا المعهد العظيم، دخلت فوجدت د.رتيبة الحفنى و حسين جنيد والأستاذة ليندا أساتذتنا فى المعهد فى الاختبار، فقلت موشحاً وفوجئت بشخص بيزعق: أنت يابنى أنت جبت الموشح دا منين! فقلت حافظه من الأستاذ إبراهيم خورشيد الذى كان مع الأستاذ زكريا أحمد، فقال: دا موشح احنا مانعرفوش دا أنا مبهور بيك، وعايزين نعمله فى فرقة أم كلثوم للموسيقى، وسألنى بعمل إيه؟ قلت بعزف بيانو وعود وحافظ كتير من هذا الموشح وغيره من الموشحات وبكيت لأول مرة، وانتظرت 4 ساعات فى ذلك اليوم لتطلع النتيجة، وكنت رقم عشرين، وقتها ماعندكيش فكرة كنت عامل إزاى هذا فقط لدخول المعهد!
بعد دخولى  أكاديمية الفنون كانت هناك مسابقة، فشجعنى زميلى وكتب اسمى والمفاجأة إنى طلعت الأول على المعهد كله، فلفت نظر الأكاديمية والدكتورة رتيبة الحفنى، وأصبحت لى ألحانى وأنا مازلت فى سنة أولى مع محمد الحلو وعماد عبدالحليم فتخرجت سنة 84 معيدا فى المعهد العالى للموسيقى العربية، فلم يكن عندى وقت لأنام حتى، فحجوزات الاستوديو زادت، ولأنى بطبعى مسئول وجدت أنه لا وقت لدَّى للطلبة، وتعاطفت معهم، واستقلت فلم يوافقوا، وماكنش فيه حل إلا أنى ما رحش خالص وإلى الآن أوراقى فى الأكاديمية كمعيد».

• نجاحات مستمرة:

دفعنى الفضول لأن أسأله عن تفاصيل معرفته بالرائعة نجاة الصغيرة وذكرياته معها خاصة أنه لحن لها ألبومين كاملين.. فبدا سعيداً بمجرد ذكر الفنانة نجاة وقال: «تعاملت مع الشاعر الكبير عبدالوهاب محمد فى حوالى 70 أغنية فى ألبومات كتيرة»، وفى يوم وجدته يتصل ويقول: «يا سامى ميعادنا 10 صباحاً أوعى تتاخر ثانية واحدة،» ومع أنه كان دائماً مقدراً لأى تأخير لظروف عملى، ولكنه كان مختلفاً هذه المرة مؤكدا على الموعد، ورحت عشرة بالثانية، دخلت فلمحت شخصا جالسا وبطبيعتى لا أنظر إلا لصاحب البيت فسلمت عليه وجلست، وقال: أحب أعرفك فملت برأسى وجدته يقول: الفنانة نجاة الصغيرة فنظرت لها ولم أسلم عليها وفاجأتها قائلاً: «أنا زعلان منك جداً» فاتخضت واستغربت وقلت لها: «ماينفعش كده» فقالت: «هوا ايه اللى ما ينفعش» حضرتك قررتِ ما تغنيش أنا ذنبى إيه ! الأستاذ عبدالوهاب محمد ذنبه إيه؟ الجمهور والشعوب العربية التى تحبك ذنبها إيه! وتركتها ودخلت المكتب، فجاء عبدالوهاب محمد وقال لى إنها عملت دراسة عن الملحنين لهذه الفترة وقبلها ووقع اختيارها عليك، وعلمت بالعمل المشترك الكثير بينى وبينك فكلمتنى والتزامك بموعد اللقاء كان من الأهمية لها لترى انضباطك، فقلت لها ما تزعليش من دخلتى ولكنى من محبيك، وعارف يعنى إيه نجاة الصغيرة قدرة وقوة، فقاطعته: وما هى أول أغنية لحنتها لها؟
- كانت أغنية ستقام فى حفلة فى تونس، وبدأنا نعمل الأغنية وكانت تتابعنا وما حدث أن الحفل ألغى، ولكن استمرت علاقتنا الفنية التي نتج عنها ألبوم فيه «إلا فراق الأحباب» و«كل فين وفين» من كلمات سمير الطائر، «قصص الحب الجميلة» عبدالرحمن الأبنودى و«أنت أنت».
 ووجدت هذه الفنانة.. أرقى، وأفهم، وأبسط، وأرق، وأذكى صوت عربى على الإطلاق.. وأصبح بيننا مشوار فنى للآن، فسألته وهل هناك تعاون مشترك معها الآن ؟ فأجاب بحماس: «فيه أغنية جديدة «من سماكى» لعبد الرحمن الأبنودى تتكلم عن قيمة مصر فى ملمح مهم يليق مع صوت الأستاذة نجاة وفكرتها أن هذه هي مصر اللي بنحبها واللى ربنا بعتها من السما».

• قامات وعلامات فنية:

عندما سألته عن أحب الفنانين إليه ممن تعامل معهم فنياً: بادرنى برده الموضوعى: «من سمات الفنان الذكاء الفطرى، وكل شخص تعاملت معاه عنده حاجة حلوة فى شخصيته، أو صوته، ولم أتعامل فنيًا مع أى حد مش مرتاح له، مثلا مدحت صالح من الأصوات الناجحة جدا فى المنطقة العربية وله نجاحات اشتركت معه فى «مش ليكى» و«كوكب تانى» التى حصلت على جائزة البرتقالة الفضية، والأسطوانة البلاتينية، ثم «سلمت قلبى» ومع أنه حبيبى جداً إلا أنه حدث بيننا فراق فنى وزعلت منه بسبب نصحى له بألا يمثل. وقلت «كوكب تانى» بداية لمشوار طويل ولا يتناسب معها فوازير أو تمثيل إلا لو حاجة مدروسة جداً».

• الموسيقى التأثيرية:

كل من فى جيلى يتذكر جيداً الأغنية المميزة «سلملى على الترماى» التى غناها نجاح الموجى فى فيلم «جرى الوحوش» وتفاجأت أن تيمة الأغنية المكررة «بابا.. بابا .. بابا» كانت بصوت ملحنه الحفناوى، وانتابنى الفضول لأعرف كواليس تلك الأغنية والتحول لتلحين موسيقى الأفلام.. بكل سعادة استرجع ذكرياته مع الأغنية وقال مبتسماً: هى من كلمات سيد حجاب وكان أول تعامل معه، والسينما لى فيها وجهة نظر حتى أن أفلامي القادمة سأكتب «الموسيقى التأثيرية» وليست «التصويرية» فلها تأثير قوى على المشاهد وشعوره بالأحداث.
وبخصوص تلك الأغنية كانت لى رؤية فلم أوافق عليها فى البداية، وكنت بهرب لأنه موقف مكرر فى عنبر سراى المجانين، وعندنا أشهر أغنية فى عنبر مجانين لإسماعيل ياسين «ساعة تروح وساعة تيجى»! فتعمدت ألا أستخدم أي شىء استخدم فى اللحن الأول، مثلاً كانت هناك فرقة فلم استعن بفرقة.. الآلات تعمدت أن تكون مختلفة، فالكمانجات استبعدتها وأحللت محلها أصواتاً بشرية، وسيد حجاب كتب كلمات مؤثرة وأبدع نجاح الموجى فى الأداء.

• الجيل الجديد:

فنان بخبرته كان لابد أن نعرف رأيه فى الجيل الجديد من الملحنين وماذا ينقصهم فتكلم بجدية: «محتاجين حاجة مهمة أن يعرفوا أن بلادهم عندها تراث كبير وعظيم جدا وعندهم أساتذة الموسيقى فى العالم والغناء مثل عبدالوهاب، وعبدالحليم، والموجى، وأم كلثوم، وكمال الطويل، وبليغ حمدى، فعيب يبصوا برا معناه مش فاهمين حاجة.. ليه تاخد لحن لأغنية عاجباك معمولة روك أو هاوس! اسمع فنك وأهراماتك واشربها يطللع منك حاجات أجمل منها.. كلهم عندهم مواهب جميلة وكويسين جدا وأشخاص جميلة باحبهم، لكن ما ينفعش هذا التبسيط وعدم التركيز وأنت تعرف تعمل أحسن من كده!! لذلك هذه الأغانى ما بتقعدش علشان هى موسيقى «مش حلال» مافهاش بركة..

• لولاكى بعد كوكب تانى!!

كان هناك سؤال ملح هل هو تناقض أن تلحن «كوكب تانى» لمدحت صالح ثم «لولاكى» لعلى حميدة؟ فرد مبتسماً: على العكس كانت عندى مشكلة قبل «لولاكى» بستة أشهر فـ«كوكب تانى» استايل مختلف، وأول مرة ملحن مصرى يحوز على جائزة عالمية وكنت أسمع العظيم بليغ حمدى، والموجى أساتذتي كان طموحهما الوصول للعالمية وهو ما حدث، بعد 3 شهور منظمة EMI اتصلت وحجزت قاعة لأتسلم الأسطوانة البلاتينية، وكنت قد حضرت حفل عبدالوهاب وهو يأخذ هذه الجائزة، أقسم بالله العظيم أنى حتى لم أحلم بهذا لأنه كبير جدا، فأصبح جميع المنتجين اللى مش فاهمين حاجة يقولون الحفناوى يعمل الدراما بعد هذه الجوائز؟ فقلت لنفسى: «هو فيه ملحن ما يعملشى إلا دراما»! الملحن قادر على كل حاجة عبدالوهاب لحن لشكوكو وإسماعيل ياسين وليلى مراد وأم كلثوم، وقلت يا رب حلها.. بعد 3 شهور جاءت «لولاكى» استايل وجو تاني وباعت 22 مليون نسخة وهو رقم عظيم وعبقرى وهى حالة بحمد ربنا جدا عليها.

• سلامتك يا مصر:

أبداً لم يكن الفن بمعزل عن الحراك السياسى الذى نعيشه والذى انعكس بصورة مباشرة على الأعمال الفنية.. أوبريت «سلامتك يا مصر» خرج فى نفس أيام ثورة 25 يناير، لذا كان من الضرورى التحدث عن أجوائه.. تكلم الحفناوى بجدية قائلاً: «هذا الأوبريت كانت له ظروفه، كان من كلمات عبدالفتاح البنا، غناء محمد الحلو، أنوشكا، نادية مصطفى، وكتير من الفنانين وأنا بسجله كانت الثورة قايمة امبارح، وكنا فاكرينها مظاهرات يومين تلاتة وبنعبر عنها بسلامتك يا مصر، ففوجئت وأنا فى يوم التسجيل داخل الاستوديو بيقولوا مافيش خروج، ماسبيرو مقفول علينا، ومافيش رجوع، والثورة تحت، والدنيا مقلوبة، ودخلت نادية مصطفى بالقوات المسلحة، واتسجل الأوبريت وهو العمل الأول والوحيد الذى سجل بمبنى الإذاعة والتليفزيون، ومع أنه حددت له ميزانية وأجور للناس إلا أن كل هذا اتلغى ولا حد خد حاجة وتبرعنا بها، وبعد إذاعته أصبح فيه شهداء وناس ماتت وعلى ما جه يصوروه كان أسامة الشيخ فتح الاستوديو ثم سُجن، ولما طلع العمل لقينا الكلمات وكانها تصف الحال من شهدا وناس بتموت مع أننا لم نكن نعلم هذا وقتها.

• برامج تخسر 299 فنانا

بعيداً عن الحراك السياسى ما رأيك فى برامج اختيار النجوم فأدهشنى برده: «رأيى..x».
ثم وضح: «أى برنامج حتى يقدم صوتاً واحداً جديداً من 300 ويفوز يخسر 299 مع أن بينها أصوات جيدة كتير تفوق اللجنة اللى قاعدة، ونجوم اتظلموا لأنه لو اتجه لأى جهة إنتاج لأنه خاسر فتعتذر لأنهم «بقايا برامج» وعلى مدى السنين اللى فاتوا فين هم الناجحون؟
البرنامج يكلف من 20 إلى 30 مليون دولار هذه أرقام ممكن نسخرها لخروج 20 نجما جديدا وبفيلم ببطولته؟ لو أنتم فى اللجنة هتعملوا نجم جديد عايزينكم أنتم تكونوا نجوم أولاً!

• الحفناويات المفاجأة القادمة
• وماذا عن الجديد؟

«أعمل الآن على مفاجأة تطوير فى الموسيقى العربية أعمال ستؤدي بأصوات جديدة، والغناء بشكل جديد من خلال مؤسستى الجديدة «حفناويات أكاديمى» هيطلع منها نجوم مش مجرد مسابقة «مين عاجبكم ومين مش عاجبكم» أسلوب جديد فى الموسيقى هيطلع للناس شكل جديد للأغنية، وأدرس هذا التطوير منذ فترة طويلة، هذا التطور سنشهده قريباً، وبالفعل بدأ.. وستخرج أصوات مش كثيرة، ولكنها ستغطى الساحة بغنائها وأسلوبها وشكلها الجديد. للأغنية وكلمات الأغنية. •