أشعر أن نهايتى ستكون مثل نهاية «فرج فودة»
صباح الخير
فى منطقة خاصة جدًا يقف بفكره الذى يفتح أبواب الجدل حوله على مصراعيها ليس بداعية وليس بشيخ، أو كما يقول لست أنتمى إلى «شيوخ الإسبور»بتوع النهارده، ليحتفظ لنفسه بلقب مفكر وباحث ومناظر فى أكثر الأمور الدينية المعقدة والحساسة ليقدم مادة مختلفة، تذكرنا بأصوات مفكرة سبقته مثل «د.فرج فودة»و«د .نصر حامد أبو زيد»لكنه مجرد التشبه بهم يجادل فيه لقناعته أنه يقف على أكتاف ما وصلوا إليه وإن كان لا يستبعد إطلاقاً أن تكون نهايته على أيدى معارضيه لاقتناعه أنهم لا يحاربون فكره بفكرهم وإنما يحاربون الفكر بالعنف كدأبهم دومًا «كما يقول «!!
إنه الباحث والمفكر «إسلام البحيرى»مقدم برنامج «مع إسلام» على قناة القاهرة والناس حيث فتح لنا قلبه وعقله وتحدث معنا عن علمه وبداياته ومن هم أصدقاؤه وكيف يجادل معارضيه بالحجة، وتحدث معنا عن علاقته بالساسة والسياسة وعن الخطوط الحمراء التى من الممكن جدًا أن يترك البلد لأجلها !
• من هو «إسلام البحيرى»الذى ظهر فجأة للناس؟ !
- الناس بدأت تعرفنى منذ مناظرتى أو مواجهتى مع السلفى «أبو يحيى»ومناظرتى مع «محمود شعبان»بتاع الجملة الشهيرة «هاتولى راجل»، الاثنان كانا فى عز نظام الإخوان سنة 2012 وهذه المناظرات هى السبب فى معرفة الناس بى والحقيقة منذ تخرجى سنة 1996 وحتى سنة 2002 لم أكن مقتنعًا إن الناس فى مصر تستطيع أن تستوعب فكرا مختلفا ينتقد إماما أو فكرة أو مذهبا مثل انتقادى للبخارى ومسلم مثلاً لذا أنا أصلاً تم تعيينى باحثا فى وزارة الأوقاف الكويتية وتخرجت فى كلية الحقوق «جامعة القاهرة»، وفى سنة 2003 بدأت فى كتابة فكرى فى جرائد مستقلة مثل جريدة «الأسبوع»، ولكن الحقيقة أكتب مرتين أو ثلاثاً ولا يستمر الموضوع لأن الكلام التنويرى وقتها لم يكن مقبولا لدى الدولة ولا حتى لدى الناس وتكرر الموضوع مع أكثر من جريدة «مستقلة»لأن الأعداد كانت بترجع من السعودية وبعض الدول العربية التى لا تقبل هذا الفكر التنويرى الجديد، بعد تخرجى فى كلية الحقوق حاولت أن أكمل دراسات عليا لكن أستاذى فى الكلية كان «سلفى» ومستقصدنى وقالى لو حاولت تقدم على دراسات مش هوافق وسافرت وعملت فى الكويت، فى سنة 2007 كلمنى الصحفى «خالد صلاح» واتفقت معه إنى أكتب فى موقع اليوم السابع، وكنت أكتب فى التراث الدينى والإسلامى وبعد الثورة شعرت بالكارثة وأن الإخوان والسلفيين يخططون للاستيلاء على البلاد، وبدأت أكتب فى ذلك فى مارس سنة 2011، وبعد ذلك توقفت عن الكتابة على «موقع اليوم السابع»لأنى شعرت أنى مهما أكتب محذرًا الناس لا يحدث أى شيء ولا يستمع لى أى شخص، أحذر من حصولهم على مقاعد مجلس الشعب يحصلون عليها باكتساح، أحذر من وصولهم للرئاسة فى مصر يصلون إليها .. ومازال داخلى إيمان أن مواجهة هذه الجماعات بالحجة والدليل من الكتاب والسنة هو الأقوى وإلى أن وصلت إلى مناظرة «أبو يحيى» السلفى وجدت أن هذه الحلقة وحلقة المناظرة مع «محمود شعبان» بتاع «هاتولى راجل»حدث بعدهما صدى وضجة أكثر من الكتابة فى الصحافة لعشر سنوات متواصلة وتركت الكويت وقررت بينى وبين نفسى أنى سأحمل علمى وفكرى وسأواجهم فى عقر دارهم وفى ظل نظامهم، وبالفعل ظهرت فى أكثر من برنامج كضيف إلى أن وصلت إلى فبراير سنة 2013 والمناظرة الشهيرة مع «محمود شعبان» وكنت مقتنعًا بداخلى أننا كتيار مدنى لابد أن ننتصر على أفكارهم .
وناظرت «محمود شعبان» قاصدًا استفزازه أحاوره الحجة بالحجة والدليل بالدليل إلى أن رفع «الحذاء»وأنا فى اعتقادى أنه انتهى من هذا الوقت وشاهدت أياما سوداء بداية من التهديد بالقتل نهاية إلى كل شيء ممكن أى شخص يتخيله!! لأنهم لم يتقبلوا فكرة أنى أحرج واحدا من رموزهم على الهواء !!
جاءنى اتصال من «طارق نور» وكان فى «لندن» وقال لى إنه بيفكر نعمل «برنامج» نواجه به هذه الأفكار المتطرفة وما يفعله الإخوان فى الدولة، وهذه الفتاوى الغريبة والعجيبة التى يخرجون بها علينا، وبالفعل بدأنا نفكر فى أفكار حتى وصلنا إلى فكرة وجود «مكتب أجلس عليه وأتحدث إلى الناس»، وعملت ثلاثين حلقة فى رمضان ونجح البرنامج وبعدها حدث «فض رابعة»فى العيد وكانت «القاهرة والناس»تقوم بإعادة الحلقات تكرارًا ومرارًا وذلك لصعوبة وصولى إلى الاستديوهات والتصوير، لأن كان مجرد التجول فى هذا الوقت أمراً خطيراً، وبعدها استكملت تصوير البرنامج فى رمضان هذا العام ومنذ ذلك الوقت وبرنامج «مع إسلام»متواجد والحمد لله وبدأت أشرح ما معنى «التنوير»،وتحدثت عن الحلال والحرام فى «الفن وتعاملات البنوك»، واليوم أجادل الأزهريين فى أكثر المسائل المعقدة فى الدين وأقول لهم أمامى عشر سنوات على الأقل ولن أنسحب أبدًا !!
• هل ترى نفسك «فرج فودة»الثاني؟!
- من سبق له الأفضلية دائمًا بعيدًا عن أى مقارنة، وطبعًا د .«فرج فودة»كان مهتماً جدًا «بالإسلام السياسى»والغوص فى أعماق التاريخ لأن العيب فى تفاسير الدين فى الكتب القديمة التى كتبت عبر التاريخ وأنا أرى أن ما يتم طرحه اليوم من قبل السلفيين والجماعات الإسلامية فى كتب «البخارى ومسلم»وليست الإسلام الذى نزل من عند الله على رسوله الكريم، وطبعًا د.فرج فودة ود.حامد أبو زيد كانا يواجهان الأفكار التى تشرحها وتدعيها هذه الكتب وهؤلاء عظماء لا أقارن نفسى بهم ولكن «أقول أنى كمن أقف على أكتافهم»وربما أرى أبعد فى نقاط كثيرة وذلك بحكم الزمن والعصر !
• هل لديك إحساس بأنك من الممكن أن يتم قتلك مثلما كانت نهاية د.«فرج فودة«؟ !
- طبعًا يساورنى الشعور من وقت لآخر والحقيقة من قتل «فرج فودة»هو تخلى الأزهر عن دوره .
والأزهر حتى الآن ينكر موضوع «القتل على الهوية»الذى حدث فى القرن الثامن حتى يرضى الملك أو الحاكم ولكن لم يأمر الرسول بأى من ذلك، الحقيقة فى الأزهر وداخل عقول شيوخه الكثير من الأمور الخاطئة والتى تحتاج إلى مراجعة !! لأنهم يقفون مكتوفى الأيدى بل يجدون أن من يقتل أى شخص مختلف معه فى الفكر أو المذهب يجدونه مطبقًا لشرع الله، وبمعرفتى بالإسلاميين والأزهريين أعلم أن المعركة معهم «مش سهلة»وأحملهم مسئولية قتل «فرج فودة»وتكفير «نصر حامد أبو زيد»واليوم تقوم الدنيا عليَّ لأننى أقول إن من الممكن «أن يدخل الجنة غير المسلم» الناس ضاعت وتاهت بسبب المنابر التى يعتليها قصيرو الفهم والتفكير أدعياء هذا الزمان ! ومن يريدون إسكات صوت التنوير الإسلامى بالقتل والتكفير!
وأعرف أن مش من طبعهم أن يتركوا صوت مفكر يزعجهم بأى شكل ولكن أطلب منهم ألا يقتلونى قبل أن تصل أفكارى وأكمل طريقى لنهايته !!
• هل أنت الذى يعد البرنامج بداية من استخراج الفيديوهات التى تكشف هذه الجماعات نهاية باختيار الموضوعات؟ !
- هذا عملى أقوم به وحدى ولن أقدم على شاشة التلفاز غيره يعنى أنا لست مذيع برنامج أنا مفكر وباحث قررت أن أواجه حجة السلفيين بالحجة بما قالوه ويقولونه لذا أفضحهم بأقوالهم وأحضر لهم تسجيلاتهم، وأتذكر إن «ياسر برهامى»شبه عبدالفتاح السيسى بـ«الحجاج» وتخيل الناس أن ذلك مدحا للسيسى مع أنه العكس كيف له أن يشبه هذا الرجل الدموى المدعو «الحجاج»بالسيسى ويكون الأمر مدحًا، والحقيقة أن السلفيين لديهم دهاء لا يكشفه إلا من يفهم دماغهم وكلامهم والحمد لله الناس أصبحت الآن فى ظهرى وأشعر بالحماية من أى تهديدات .
• من تحب أن تناظر فى الفترة القادمة؟ !
- ليست هناك فى مصر كوادر لديها فهم قوى فى هذه النقطة الخاصة التى أهتم بها، ولكن أستطيع أن أقول إن الشباب مهم يقرأ عدة كتب لشخصيات مهمة من أجل «التنوير»الفكرى والدينى «محمد عامر الجابرى المغربى»و«محمد الطاهر بن عاشور» التونسى ومشروعات الكتابات لـ د .«فرج فودة»وكتابات «جمال البنا»وأيضًا كتب د.سعيد العشماوى كلها كتب للتنوير وأدعو الشباب لقراءتها !! ولن أنسى كتب د.نصر حامد أبو زيد .
• من قدم لك المساعدة من أصحاب الفكر والتنوير فى بداية طريقك؟
- رحب بى كثيرًا «جمال البنا» - رحمة الله عليه - وكتب عنى فى سنة 2008 فى موضوع بحث عن «السيدة عائشة»رضى الله عنها صفحة كاملة فى جريدة «المصرى اليوم»بعنوان «باحث شاب يصحيح للأئمة الأعلام خطأ ألف عام»!! وفى كتابه الأخير «تجريد البخارى ومسلم»كتب عنى مقدمة من مقدمات الكتاب وهناك الكثير من الباحثين فى المغرب عملوا دراسات على أفكارى، وأيضًا «سيد القمنى»كتب عنى فى سنة 2008 محاورًا إياى فى كثير من الأفكار والأبحاث التى ذكرتها فى كتاباتى على موقع «اليوم السابع»والحقيقة كل المفكرين الأفاضل فى العالم العربى أجد لديهم ترحيبا كبيرا بى أينما أذهب .
• هل أنت شيخ أم داعية؟ !
- أعوذ بالله أنا لست هذا ولاذاك أنا مفكر وباحث، والشيخ أو الفقيه أو المفتى هذه مناصب ليس بها أى إبداع حيث لا يملك أى منهم إلا ما قاله وما نطق به «صاحب المذهب»دون إنتاج أو إضافة جديدة، والداعية هو الذى يجلس يحكى للناس حواديت وهذا لا أفعله، أنا أقوم بتحويل النصوص إلى نصوص عصرية ويفهمها كل خلق الله بأبسط الطرق التنويرية بعيدًا عن أخطاء البخارى وصحيح مسلم وكل ما وصل إلينا من كتب التاريخ الإسلامى كتبها بشر وارد جدًا أن يخطئوا وأن ينقلوا إلينا أفكارهم وآراءهم التى فى الواقع بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام وصحيحه وسماحته .
• دائما يكون المفكر والباحث إما صديقا للحاكم أو عدوا له، ماذا سيختار إسلام البحيرى إذا وجد ما يعترض عليه؟
- الحقيقة منذ قدوم «أنور السادات»ابتعد المثقف عن الحاكم والنظام السياسى، وعندما جاء «حسنى مبارك»كان طاردا للثقافة والمثقفين وكان يكره وجودهم أو دخولهم فى السياسة، وذكرت من قبل فى مقالاتى أن مبارك كان يملك اللحظة التاريخية للقضاء على الإسلاميين والمنتسبين للإسلام لأنه جاء إلى الحكم وهم فى الأساس متهمون بقتل رئيس الدولة «أنور السادات»، فكانت معه كل الأوراق للقضاء عليهم ولكن ما حدث أنه حبس بعضهم وتفاوض نظامه مع البعض وأجرى المراجعات الفكرية التكفيرية الخاصة ببعض الجماعات، وفى النهاية أنا مقتنع أن من أسقط مبارك هم الإسلاميون !!
• يعنى أنت غير مقتنع أن من قام بثورة يناير هم شباب بيحب البلد؟ !
- فى البداية من دعا إلى الثورة كان شباب مصر، ولكن من صعد الموقف وقال «مش هنمشى هو يمشى»و«ارحل»كان الإسلاميون، ومن اخترع كلمة «فلول»هم الإسلاميون .
مبارك أطعم الوحش الذى يسمى الإسلاميين لسنوات طويلة وعندما كبر ونمى هذا الوحش أكل مبارك وقضى عليه !!
ويجب على الرئيس اليوم أن يعلم دور المثقف وأهميته وأن يضرب بيد من حديد على كل الإسلاميين «يعنى من يقفون وراء الإسلام لخراب البلاد»، لأنه اليوم فى مفترق طرق والناس كلها خلفه، وأقول للسيسى إن هذه الجماعات لا تعيش إلا بمنطق «حتمية الصراع»بمعنى أنه موجود حتى يتعارض ويتصارع معك، وأنا ضد التصالح مع الإسلاميين لأننى واجهت الإخوان فى عز عصرهم وحكمهم وكذلك السلفيون وأنا عمرى ما هسكت عن الحق ولن أخاف من الحاكم أبدا لأن هذا هو دور المثقف الواعى ويجب أن تستمع له الدولة وتترجم لأفعال، وأومن أن مبارك سقط لأنه لم يستمع لأقوال العقلاء والمثقفين !!
ولا يليق وأن تكون هناك رقابة على الفكر أو الرأى أو قطع للبث أو إلغاء برنامج على الهواء أو حتى منع فيلم، كل هذا لا يبشر بالخير، وأنا أقول له هذا حبا فيه ودعما له !!
• كيف تصف داعش؟ !
- للأسف داعش لا تختلق شيئا من عندها هى تطبق ما هو موجود فى كتب البخارى ومسلم والمذاهب الأربعة وعندما تقتل الشيعة مثلا أو طائفة أخرى هى تتخذ ما هو مكتوب فى الكتب التى يدرسها الأزهر ويتكلم بها يجب أن تتم مراجعة دور الأزهر ويجب ألا يختار شيخه رئيس الدولة أو جهاز من أجهزة الدولة، فالأزهر هو مدرسة العلم والعقل، لكن أين هؤلاء والمتنورون فى الأزهر .
• كيف هى حياتك الشخصية الخاصة؟!
- أنا كنت متزوج ولدى ابنة صغيرة أعيش حياتى باتزان وتعقل مثلى مثل أى شاب ولى أصدقائى من الوسط الفنى مقربين مثل المطرب الكبير «عمرو دياب»ولا أجد أى مشكلة أنى أدخل «دار السينما»وأحضر فيلما وأشاهده لأننى بأدافع بشدة عن الفن وأقول لكل الجهلاء إن الدين الإسلامى عندما نزل على الرسول لم يدخل فى «تفاصيل تفاصيل حياتنا»مثل «ندخل الحمام بالقدم اليمين ولا الشمال»هذه التفاصيل جاءت بعد وفاة الرسول واختلاط «الحابل بالنابل»، وأقول لهم إن شيوخ الأزهر «فى الأربعينيات»فى مصر كانت بناتهم وزوجاتهم من دون أى غطاء للرأس وكذلك كانت «ابنة المرشد»مرشد الجماعة !
من جهة أخرى أنا رجل فى منتصف الثلاثينيات لدى وعى تام بالخطوط الحمراء فى حياتى الشخصية والعملية يعنى مثلا ممكن جدا «أترك البلد نهائيا»لو وجدت أن نظام الحاكم يهاجمنى أو «يحجر على أفكارى»، أما من يعارضوننى من الإسلاميين فأقول لهم اتركوا الناس تعيش فى سلام وإسلام معتدل إذا أردتم للدين الإسلامى أن يعود لأبهى وأزهى عصوره .•