«الزكينى» ينافس «البكينى»!

جورج أنسي
رغم انتهاء صيف 2014، فإن مصممى ملابس البحر رفضوا أن يرحل دون أن تكون لهم بصمة تنافسية استعدادا لصيف مقبل ساخن جداً!
هذه البصمة والاستعدادات أفرزت نوعاً جديداً مختلفاً من ملابس البحر للسيدات.. إنه (الزكيني) المنافس الشرس الذى عرضته أخيراً إحدى القنوات الفضائية، مما اعتبره البعض وافدا قادما ليطيح بـ ( البكينى) من على عرشه الذى ظل جالساً عليه طيلة 68 عاماً.
و (الزكينى) - الذى سيحدث صيحة فى لباس البحر والملابس الداخلية المعتادة لدى جميع النساء - يتوافق مع احتياجات السيدات والفتيات بكل الأعمار، فيتوافر به «سوست» تتيح فصل الجزءين العلوى والسفلى عن بعضهما وارتداءه كجزءين مثل البكينى أو جزء واحد باستعمال السوست المتواجدة به.
وربما تكمن فكرة (الزكينى) فى وجود الـ(سوستة) كرابط بين جزءين، وهو ما يراهن عليه المصممون باعتبار ذلك ( ثورة) فى عالم ملابس البحر، كما أنه يلبى جميع الاحتياجات ويتمتع بجاذبية البكينى وابتكار الزكينى، حيث بينت استطلاعات الرأى التى أجريت على عينة من النساء تجاه الزكينى، أن حالة السعادة والإعجاب بهذا المنتج الجديد سيطرت على غالبية العينة، حيث أكدن أن جاذبية الزكينى فى أنه يتحول سريعا للبكينى بفضل السوستة التى تربط الجزءين العلوى والسفلى، وهو ما سيمثل راحة كبيرة لدى السيدات المعتادات على ارتداء البكينى وملابس داخلية أيضا.
• البكينى.. وبراءة اختراع!
وإذا عدنا للوراء لنعيد قراءة تاريخ المنافس التقليدى المعروف باسم (البكيني) نجد أنه فى الخامس من شهر يوليو 1946 فى مجمع «بيسين موليتور» بباريس قام المهندس الفرنسى لويس رآرد بتسجيل براءة اختراعه الجديد الذى غير من مسار الموضة العالمية باخترع البكينى.
ولويس رآرد كان فى الأصل مهندسًا ميكانيكيًا وتولى إدارة محل والدته للملابس الداخلية النسائية، ونظراً لأن ابتكاره للبكينى - آنذاك- مثل ثورة فى عالم الأزياء، فقد اضطر لويس إلى البحث عن «فتاة ستربتيز» فى باريس لتوافق على المشاركة فى عرض أزيائه فى يوم خروج البكينى للنور، وبالفعل وجد الشابة ميشيلين برناردينى التى كانت تعمل فى أحد كازينوهات العاصمة الفرنسية لتوافق على ارتداء التصميم المبتكر، والذى وصفه آنذاك أحد الصحفيين بأنه «حبس أنفاس جميع مشاهدى عرض الأزياء، وكان شيئا غير متوقع كما لو أننا انتقلنا إلى كوكب آخر»!
• (بكيني).. أول قنبلة ذرية!
وقد أطلق لويس على ابتكاره الجديد اسم بكينى وذلك تيمناً بجزيرة Bikini Atoll والتى قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء تجارب فيها لاختبار القنبلة الذرية فى نفس عام وشهر ابتكار لويس للبكينى (يوليو 1946) قبل بضعة أيام من تقديمه للجمهور، ويرجع أهل الجزيرة اسم بكينى إلى «بلد الجوز هند الكثير».. إلا أن لويس اختار اسم «بكينى» لاختراعه الجديد فى إشارة إلى أنه اختراع يماثل «القنبلة الذرية»، حيث أطلق على البكينى مصطلح «أول قنبلة ذرية».
وفى نفس الوقت الذى عرض فيه لويس ابتكاره الجديد، قام مصمم فرنسى يدعى جاك هايم من مدينة (كان) الفرنسية بابتكار لباس بحر مماثل للبكينى وأطلق عليم «آتوم» أو «ذرة»، وقام هايم بتسويق ابتكاره على أنه أصغر لباس بحر فى العالم، إلا أن لويس رآرد لم يستسلم لهذه المنافسة ودعا الموديل الفرنسية ميشيلين برناردينى إلى إدخال البكينى عبر خاتم وفى علبة كبريت خاوية ليثبت أمام عدسات المصورين والصحفيين أن اختراعه هو بالفعل أصغر لباس بحر فى العالم!
وبالرغم من كل هذه الإثارة التى فجرها البكينى فإنه لم ينجح فى البداية فى اقتحام أسواق الملابس، حتى إن بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا والبرتغال وإسبانيا استصدرت أمرا بحظر البكينى بناء على تحريم من جانب الفاتيكان، كما أنه وفى الخمسينيات من القرن الماضى لم ينجح البكينى فى اقتحام الأسواق الأمريكية بقوة، فعلى سبيل المثال قالت ملكة جمال أمريكا لعام 1948 بيبى شوب فى مقابلةٍ مع مجلة Los Angoles Times عام 1949: «لا أقبل أن ترتدى الأمريكيات البكينى، يمكن للفرنسيات ارتداءه إن أحببن لكن أرفض أن ترتديه فتيات بلدى».
وظل البكينى لباسا فاضحا لفترة طويلة من الزمن، وتم حظره فى كثير من حمامات السباحة، إلا أن الرفض الأمريكى أصبح من الماضى عندما بدأت أشهر نجمات ذلك الجيل بارتدائه على الشاطئ مثل آفا جاردنر وريتا هيوارث ولانا تيرنر.
كما عرضت نجمة الإغراء الشهيرة مارلين مونرو ملابس «بكينى» فى عام 1953، وفى نفس العام تسببت الممثلة بريجيت باردو - التى يمكن اعتبارها «ملكة البكينى» - فى لغط بوقوفها أمام عدسات المصورين فى مهرجان (كان) السينمائى الدولى مرتدية بكينى بلون وردى مزخرف.
وظل البكينى متجاهَلا إلى أن حدثت الثورة الجنسية فى فترة الستينيات من القرن الماضى وقد أصبح لباسا شهيرا بعد أن ارتدته الممثلة أورسولا أندرس فى فيلم «دكتور نو» أول أفلام سلسلة أفلام مغامرات العميل البريطانى الشهير جيمس بوند عام 1962، وتم قبوله بشكل نهائى عندما صمم «باكو رابان» نسخة شفافة مصنوعة من البلاستيك فى عام 1966، لكنه ظل ممنوعا فى بعض حمامات السباحة حتى أواخر عام 1968.
• ألوان وأشكال البكينى
مع مرور الوقت اتخذ البكينى أشكالاً مختلفة وتطور تطوراً كبيراً، ففى السابق كانت القطعتان كبيرتين وتغطيان معظم الصدر والبطن وأعلى الأفخاذ، ثم أصبحت مساحته تتقلص أكثر فأكثر إلى أن وصل البكينى إلى شكله الحديث.
ويأتى البكينى فى ألوان عدة وأنواع شتى تتراوح ما بين «مونوكينى» الذى هو عبارة عن قطعة علوية وقطعة سفلية تصل بينهما قطعةٌ رفيعة تمتد على طول الجذع، و«تانكينى» للنساء الممتلئات وهو ذو قطعة علوية تصل إلى أعلى البطن وجزء سفلى يقترب من الشورت، وحتى الرجال أصبح لديهم ما يسمى بالـ«مان كينى»، ولعل أشهر من ارتداه الممثل ساشا بارون كوهين أثناء أدائه لشخصية بورات.
ويصنع البكينى أحيانا من خامات قليلة جدا، وأحيانا من خامات أكثر، لكن فى كل الأحوال لن يكون الصيف كما هو بدون البكينى.
كما اكتسح البكينى عالم الرياضة إذ ترتديه اليوم لاعبات القوى والجمباز والكرة الطائرة، إلا أن بعض اللاعبات وحتى المسئولين الرياضيين رفضوا البكينى المكشوف بشكل مبالغ به خاصةً فى القطعة السفلية وطلبوا تغييره بشورتات أكثر احتشاماً.
ترى.. هل يظل البكينى محافظاً على مكانته؟ أم تراه يتراجع تحت تأثير ضربات (الزكيني) المؤثرة؟!.. هذا ما ستجيب عنه النساء الصيف المقبل.•