الجمعة 5 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حبيبي وحببتي

حبيبي وحببتي
حبيبي وحببتي



حبيبى
نسيت لون قلبه


لمَا كنتُ فى الثانوية العامة، سألتنى بعض صديقاتى بمرح عن مواصفات فتى أحلامى.. فاجأنى السؤال وقتها، فلم يكن الحب قد طرق باب قلبى بعد، ولم أكن قد نصَّبت لأحلامى فتيً.. وسألت نفسى: «لمَ يجب عليّ أن أجعل لأحلامى فتى؟، ولمَ نضع أحلامنا كلها فى سلة الحب ونُزينها بفتى يجسدها؟».. حلقت الأسئلة فوق رأسى بلا إجابات فتركتها وبدأت أفكر جِدياً فى مواصفات الحبيب الذى أتمناه، فلم أكن أقل حلماً من صديقاتى.
فى ذلك العمر الغض، محدود الخبرات، تأتى الأحلام بسيطة، محدودة الأبعاد.. فجاءت أحلامى عن الحبيب المرجو ظاهرية، ذات بُعد واحد، بُعد شكلى.. فتمنيته طويلًا، له ابتسامة أبى، وعينا أمى، وخطوات مدرس الرياضيات.. ذا أنف حاد، وأصابع طويلة، وشعر ناعم.
بعد أن شعرت بالرضا التام عن الصورة التى رسمتها فى خيالى لفتى أحلامى، أخبرت صديقاتى بها، فأعجبتهن الصورة وبادلننى صور فتيان أحلامهن.. كنا نضحك ملء قلوبنا وأفواهنا ونشير على أشخاص يمرون بنا ونقول: «هذا يُشبه فتى أحلام عبير، وهذا يُشبه فتى أحلام أمانى».
فى ذلك العمر، كان الحب ذا أسنان لبنية، وكانت صورتى عن فتى الأحلام كلها ظاهرية، لم تتعد القشرة الخارجية له، ولم تنفذ لما هو أعمق من الجلد.. لم أفكر حينها فى لون قلبه أو مقياس محبته للناس.. لم أضع فى اعتبارى كرمه وبخله، أخلاقه وتدينه.. لم يخطر ببالى حجم عقله وطريقة تفكيره.
الآن وبعد أن كبرنا وصارت أحلام الماضى أقصر طولاً وأصغر مقاساً، بقيَ فتى الأحلام كما كان، صغيراً، جميلاً، لم تتجعد بشرته بفعل السنين ولم تسقط أسنانه، ظل محفوظاً فى حلم غير قابل للتحقيق.
أمل الأصيل
حبيبتى

الحب الفطرى


منذ التقيتك.. كانت أجمل مصادفة فى حياتى، حين التقيتك بلا ترتيب منى ولا منك، التقتيك لأعرف كل معانى الأخوة والرجولة التى افتقدتها منذ زمن بعيد، لاتنزعجى من قولى «الرجولة» فالرجولة عندنا بالمواقف وليست بالنوع.
منذ التقيتك وأنا أشعر بشيء مشترك بيننا، سرعان ما اكتشفته، إننا توءم، ورغم اختلاف المكان والزمان والظروف، فإننا نشعر أننا ولدنا معا، عشنا معا، تربينا فى بيت واحد، وأكلنا من طعام واحد، وشربنا معا، ليتحول الحب الأخوى بيننا إلى «حب فطرى».
منذ التقيتك، وأنا أشعر بأريحية غريبة فى حديثى معك، ووجودى بجانبك، أتحدث إليك لساعات من دون أن أملك.
يوما بعد يوم.. نعرف الكثير عنا، ويوما بعد يوم.. نتأكد من توءمتنا وأننا كيان واحد وإن تعاملنا بإحساسنا فى أول الأمر، إلا أن كل يوم يمر، يثبت لنا أننا على الطريق الصحيح، وأننا ما أخطأنا حينما منحنا أنفسنا تلك الثقة.
كل ما أرجوه أن أحتفظ بك توءمًا لى حتى النهاية، ففى حياتنا أناس.. قد ننفق أموال قيصر وكسرى من أجل أن نحتفظ بهم، فليس كل شيء فى الحياة له مقابل، وأجمل ما فى حنيتك.. أنها من دون مقابل، مقابلها الوحيد أنى سأكون بجانبك حينما تحتاجين وجودى، وأنا على يقين أنك ستكونين بجانبى حينما أحتاج إليك.
محمد غالية