الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حنان مطاوع: أنتظر أدوارا تعري الفكر.. وتستر الجسد

حنان مطاوع: أنتظر أدوارا تعري الفكر.. وتستر الجسد
حنان مطاوع: أنتظر أدوارا تعري الفكر.. وتستر الجسد


حين تحب ظهور الشرير على الشاشة.. حين تنسى اسمها الحقيقى وتناديها رابحة.. حين تعشق دهشة وتنسى الملك لير .. حين يجد يحيى الفخرانى لاعبا آخر محترفا داخل حلبة الأداء التمثيلي.. وحين تعشق الحلقة الأخيرة لانتقام القدر العادل بموت رابحة.. وتكره نفس الحلقة حين تتيقن أن وقت الاستمتاع قد انتهي.. حينها تتأكد أننى أتحدث عن حنان مطاوع.. أحد الوجوه الجديدة القديمة... رأيناها كثيرا لكننا لم نقدرها.. وها هى تعلن عن نفسها بقوة هذا العام.. بين «دهشة» الجمهور من حنان.. وبين حنان التى أصبحت «رابحة» شكلا وموضوعا.. كان هذا حوارى مع الفنانة حنان مطاوع.

 
بداية من رشحك للدور؟؟
- شادى الفخرانى هو صاحب ترشيحى للدور وهذا ما أقدره له لأنه رأى فى قدرات تمثيلية تصلح لخروجى من الأدوار النمطية التى اعتدت عليها لسنوات طويلة، وهذا نادر جدا فى الوسط الفنى أن تجد مخرجا أو منتجا مغامرا يحاول اكتشاف الجديد عن الممثل.
 
قرارك بقبول «دهشة» هل كان مرتبطا بفرصة العمل مع أستاذ يحيى أم بسبب دور رابحة؟
- شرف كبير أن أعمل مع يحيى الفخرانى خاصة أنه سبق أن عرض على عملين سابقين معه ولكن الظروف لم تسمح لى بتلك الفرصة ووجوده فى العمل, جعلنى فى حالة من السعادة الغامرة أثناء القراءة، بالإضافة إلى أن وجوده بالنسبة لى يعنى ضمان جودة كل عناصر العمل من كتابة وإخراج وإنتاج فكلها عوامل تشعرنى بالاطمئنان أثناء العمل ولكن فى النهاية المحك الأساسى لقبول الدور هو دورى.. ورابحة جعلتنى أتعلق بها كفرصة لأتحدى نفسى وأظهر للجمهور قدراتى الحقيقية.
 
كيف جذبتك رابحة وجعلتك تؤدين الدور بتلك المهارة؟
- رابحة شخصية مركبة والشر لديها يظهر بالتدريج وعلى مستويات مختلفة فهى ليست الشريرة التى تعرفها من الوهلة الأولى من نظرة عينيها أو أدائها ولكنك تظل تتأرجح معها فى المشاعر حتى تصل إلى قمة كرهها.. وهى تركيبة مغرية جدا لأى ممثل يريد أن يتحدى نفسه.
 
بعد ما يزيد على عشر سنوات فى الوسط الفنى ألا ترين أن خطوة التمرد هذه جاءت فى وقت متأخر قليلا؟!
- قد تكونين محقة فعلا ولكن الأمر ليس بيدى كلية فأنا فى النهاية أنتقى مما يعرض عليّ ولست من الفنانات التى تحاول دائما البحث عن الدور.. قد يكون عيب فى ولكننى لا أستطيع العمل بتلك الطريقة.. فعادة ما يأتينى المخرج بعبارة أمقتها كثيرا «الدور ده شبهك» فأرد فى سرى «أنت كده مابتحمسنيش على فكرة هو فين التحدى فى كده».
 
هل معنى ذلك أنك لن تستثمرى نجاح رابحة فى اختيار أعمالك القادمة؟
- هذا أحد عيوبى فأنا أنتظر مخرجا يرى فى جانبا مختلفا آخر ويعرض عليّ عملاً فى مستوى دهشة.. وإن لم يحدث فأنا أحاول دائما البحث عن تفاصيل دقيقة ومختلفة فى كل شخصية حتى وإن كانت نمطية لكنى أؤديها بشكل مختلف.. وأتمنى أن يأتى اليوم الذى أستطيع فيه استثمار نجاحى فى أعمال أخرى.
 
وجود فنانة عظيمة كسهير المرشدى معك فى بيت واحد ألم يكن دافعا لك لأخذ رأيها فى الإمساك بمفاتيح شخصية رابحة؟
- أبدا.. والدتى لم تتدخل فى أى قرار بالنسبة لعملى وأنا حريصة طوال الوقت على تلك المسافة بينى وبينها فى العمل، أما ما عدا ذلك فهى بالتأكيد مرجعى الأول فى أمور الحياة ومشكلات العمل العادية وبعيدا عن هذا فهى تشاهدنى على الشاشة مثل الجمهور تماما.
 
حدثينى عن أصعب مشاهد رابحة؟!
- الحقيقة إن أغلب مشاهدها صعبة جدا ولكنى سأحدثك عن مشهد مخيف وآخر قاسٍ.. أولا مشهد النهاية وهى مع أختها الكبرى قبل أن تموتا معا ففى هذا المشهد تتعرى رابحة تماما من أى بواقى إنسانية لديها وتعلن عن الشر بداخلها بقوة وعنف فهذا بالنسبة لى مشهد عنيف.. أما المشهد القاسى فهو مشهد طرد الباسل من بيتها وكلما نظرت إلى أعين يحيى الفخرانى وهو يقول «هيبة الشيبة يا رابحة» أدخل فى نوبة بكاء فطلبت من شادى أن أبدو كشاردة الذهن ولا أنظر ليحيى الفخرانى حتى أستطيع أداء المشهد.
 
دور بتلك القسوة والصعوبة لابد أنه أحتاج وقتا لتعودى إلى طبيعتك من جديد.. هل حدث ذلك بالفعل؟
- بالفعل فأنا فنانة تتقمص الدور وتعيشه بكل تفاصيله، ولكننى كنت محظوظة لأن شادى كثف مشاهدى وأديتها فى ثلاثة وعشرين يوما وكانت أياما عصيبة وكئيبة جدا بالنسبة لى ثم عدت بعدها لحياتى الطبيعية من جديد.
 
هل ترين نفسك متواجدة سينمائيا؟!
- يعاب علّى فى أوقات كثيرة أن تركيزى الأكبر فى السينما عن الفيديو.. ولكننى أفهم سؤالك جيدا فأنا موجودة وغير موجودة، فعلى سبيل المثال لقد قمت بأربعة أفلام فى العامين الماضيين وهى القشاش، حفلة منتصف الليل، وما بعد الطوفان، قبل الربيع.. ولكنه لم يعرض بعد.
 
ولماذا ترين نفسك موجودة وغير موجودة؟
- لأن الجمهور لم يشعر بفيلمين منها فعلى سبيل المثال «ما بعد الطوفان» حين عرض لم أر له أى شكل من أشكال الدعاية فى التليفزيون أو اللافتات المضيئة فى الطرق وحين كنت أسأل الجمهور عن رأيهم فيه كنت أصدم حين أجدهم لا يعلمون بنزوله فى دور العرض من الأساس، وقد أثر هذا فى بشكل شخصى، لأننى كنت متحمسة جدا للدور وللفيلم ككل لأنه كان تجربة جديدة بكل المقاييس، أما بالنسبة لـ«حفلة منتصف الليل» فلم يكن داخل دائرة اهتمامى من الأساس لأن دورى فيه كان نمطا وعاديا ولم يكن فيه أى إضافة لي.
 
ولماذا أديتيه إذن؟!
- لأنه كما سبق أن ذكرت أنا فى النهاية أنتقى مما يعرض على وحين تكون لديك محاذير أخلاقية وفنية فإن المعروض عليك يقل كثيرا حينها لابد أن أعمل من المتاح والمتوافر لدى.
 
تملكين ملامح شرقية جميلة قد تجعل منك امرأة مثيرة.. هل تعرض عليك أدوار إغراء؟!
- بالتاكيد يعرض.. ولكن ليس من المفترض أن كل ما يعرض علّى يقبل فأنا أتمنى أدوارا تعرى الفكر وليس الجسد والفكرة الجريئة تكون أقوى فى جذب انتباه الجمهور وأكثر صدمة للمجتمع من جسد المرأة العارى.. فأنا أستطيع تجسيد أكثر الأدوار سخونة وإثارة ولكن بأسلوب حنان مطاوع.
 
وأخيرا هل لديك تصور ما وحلم بالنسبة لعملك القادم؟!
- كل ما أطمح إليه أن أكون محظوظة وأجد التوليفة المتكاملة من نص جيد ومخرج مبدع ودور مختلف وتوقيت عرض مناسب.