السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مريم نعوم: لا أنوي أن أكون نصيرة المرأة!

مريم نعوم: لا أنوي أن أكون نصيرة المرأة!
مريم نعوم: لا أنوي أن أكون نصيرة المرأة!


مريم نعوم.. هى السيناريست التى أحدث مسلسلها (سجن النسا) جدلا واسعا فى رمضان.. ما بين متعاطف مع شخصياتها وبين رافض للقسوة التى ملأت أحداثه..
نعوم عاشقة للشخصيات المركبة هكذا وصفت نفسها.. القهر فى وطننا يطول الجميع رجلا أو امرأة هذه وجهة نظرها.. ذهبت لمقابلتها فى كافيه بالزمالك اعتادت كتابة أعمالها هناك.. كانت منتظرة فهى دقيقة جدا فى مواعيدها، وكان معها وحيدها مروان الذى سيبلغ السابعة فى نوفمبر القادم..

نعوم.. الثورية.. صاحبة مقولة (سيروا تصحوا) هذا لأنها دائما كانت فى الصف الأول فى المسيرات الاعتراضية وقت الثورة.. كان حوارى معها.. تحملت أسئلتى بصدر رحب وأجابت بصراحتها المعهودة..
 مسلسل أثار الجدل.. واتهموه بالكآبة. هل هذا سيجعلك فى المرة القادمة أقل قوة؟!
- لا.. سيكون بالطبع عملا مختلفا ولكن ليس أقل قسوة.. بل يمكن أن يكون أكثر..
 هل عرض سلبيات المجتمع بدون طرح حل، منطقى فى رأيك؟!
-هناك الكثير من المسلسلات تطرح الأوجه الإيجابية، بل حلول غير واقعية.. لإيهام الناس أن بكره أحلى، لكن أنا وكاملة أبوذكرى قررنا أن دورنا ليس طرح الحلول، فالحل عمل الحكومة، وأقصى ما نستطيع فعله هو تسليط الضوء على السلبيات كما تسمونها.. والحقيقة أنا أسميها (حياة) فلا يجب أن نتحدث عن أقلية وفى النهاية هذه حدوتة بكل ما فيها.
 هل شخصياتك فى (سجن النسا) أغلبية؟!
- هن أقلية من حيث السلوك الذى تسبب فى دخولهن إلى السجن، لكن الظروف والقهر الذى عاشوه هى نفس الظروف ونفس القهر الذى يتعرض له الأغلبية.. فمثلا حياة الأم المقهورة فى المسلسل هى قصة مئات الأمهات المصريات.
 القهر والانتقام، سمة مهمة فى شخصياتك ما السبب ؟!
- القهر موجود فى حياتنا.. مهما كان مستوانا الاجتماعى لظروف كثيرة فى مجتمعنا.. أما الانتقام.. فطبيعى لأنهم فى النهاية مسجونات في(سجن النسا) بسبب الانتقام.. حتى غالية بعد خروجها كان يجب أن تنتقم لأنها دخلت السجن ظلما..
 تدافعين فقط عن قضية المرأة المقهورة ما السبب ؟
- لأ، الرجل كذلك يمكن أن أتناول قهره، لأنه فى مجتمعنا النساء والرجال مقهورون والقوى يضغط على الضعيف، فبالتالى الرجل يكون أكثر قسوة على المرأة، لكن مثلا مع الهنجرانية فى المسلسل.. المرأة هى التى تعمل وتصرف على البيت فهى الأكثر سيطرة ولو كانت هناك مساحة من الوقت لظهر قهرها للرجل فى الأحداث.
 هل تحبين العمل مع كاملة أبوذكرى لأنها امرأة مثلك ولن تقهرك؟
- (ضاحكة) لا أبدا أنا أحب العمل مع كاملة، ولكنى أيضا عملت مع محمد ياسين واستمتعت بالعمل معه بل تعلمت منه الكثير.. وعملت مع سمير سيف فى الشمع الأحمر، ولكنه كان أستاذى فى المعهد وكان هذا المسلسل بمثابة مشروع تخرج بالنسبة لى.
 واحد صفر، ذات، سجن النساء، هل أنت نصيرة للمرأة ؟!
- ليس فى نيتى، لكن ربما لأننى امرأة. فأشعر بأحاسيس السيدات أكثر، أيضا فى الغالب يكون هذا اختيار جهة الإنتاج.. فهم يختارون النص ثم يتم ترشيح امرأة لكتابة السيناريو.
  دائما ما تكون أعمالك عن نصوص أدبية هل هذا أسهل بالنسبة لك عن تأليف عمل كامل؟
- لا هذا حظ، واختيار جهة  الإنتاج لا أكثر.. ولى عملان من تأليفى سأكتب السيناريو لهما قريبا.
 دائما ما يكون فى مسلسلاتك الحوار مشتركاً فهل أنت غير قادرة على كتابته بمفردك؟!
- السبب فى الوقت، عنصر الوقت وخاصة فى المسلسلات فى رمضان، يبدأ التصوير وأنا مازلت أكتب.. وأنا من النوع الذى يحب (التجويد) وعقد جلسات مع المخرج للمناقشة وإعادة المشاهد إن وجب، والمسلسل 30 حلقة أى 20 ساعة بمعنى 10  أفلام.. فهذا كم كبير من الشغل، لذا أستعين بشباب مثل هالة بجرندى فى سجن النسا لكتابة الحوار معى.
 أدخلت خطوطا جديدة فى المسلسل بعد الحلقة الـ 14 لماذا ؟!
- كان هذا بالتنسيق مع كاملة وكانت وجهة نظرنا هو عكس الواقع.. فطبيعى أن تدخل مسجونة جديدة كل فترة إلى السجن، وهذا ما حدث.. وكان من المفترض دخول شخصيتين إضافيتين ولكن مع الإيقاع الذى اختارته كاملة أصبح هذا صعبا.
 أسلوبك فى جعل المشاهد يتعاطف مع المجرمين يثير تساؤل الكثيرين ما هى وجهة نظرك؟!
- العقاب شىء والتعاطف شىء آخر، فممكن أن شخص يقوم بجريمة ما لكن لديه جانباً إنسانياً يستحق أن نحزن عليه.. مثل رضا (شخصية روبى)  هى قتلت لكنها غير سوية نفسيا والدنيا ضغطت عليها فكانت تحب شخص وتريد الزواج منه، لكن يرفض أبوها لأنها تعمل وتصرف على أخوتها..  فدائما هناك شعرة نحترمها فى كل الأشخاص. فليس هناك شخص شرير بالكامل والعكس.. وأنا بطبيعتى لا أحب الشخصية الأبيض أو الأسود ولكن أحب الشخصيات المعقدة المركبة.. التى تحمل فى طياتها الخير والشر.
 هل مشوارك فى السيناريو كان صعبا لذا تتبنين شباب جدد معك فى العمل ؟!
- مشوارى كان تقليديا بعض الشيء، تخرجت فى معهد السينما وعملت فى أشياء كثيرة، إلى أن كان عرض واحد صفر بعد تخرجى بـ 9 سنوات.. أما الآن فالمشوار أسهل وهناك الكثير من الورش التى تسهل التعليم والعمل فى آن واحد.
n لمحات الكوميديا واضحة فى أعمالك هل تفكرين فى عمل كوميدى قريبا ؟!
- لا فالكوميديا فى أعمالى كوميديا موقف، لا أعتقد أنى أستطيع عمل فيلم كامل كوميدى..
 يعاد  اكتشاف ممثلين مرة أخرى فى كل عمل لك.. هل تقومين باختيار أحدهم أحيانا ؟!
- الاختيار يكون أولا للمخرج والمنتج ثم السينارست، يأخذون رأيى فقط.. لكن مثلا دينا ماهر، ولانا مشتاق كانتا من اختيارى.. أما الأبطال فلا  أتدخل فى اختيارهم بشكل كبير.
 هل هناك أعمال جديدة ؟!
- نعم، هناك أعمال لن أتحدث عنها الآن لكن هناك نص أدبى وهناك عملان من تأليفى ومازلت لا أعرف بأيهما سأبدأ..