الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ترامب وممدانى .. وعام أمريكى صاخب!

ترامب وممدانى .. وعام أمريكى صاخب!

مع نهاية عام 2025 وفى انتظار عام 2026، تستعد أمريكا للاحتفال بعيد ميلادها الـ250، وأيضًا لاستقبال مباريات المونديال مع كندا والمكسيك فى العام الجديد.



أمريكا تعيش فى زمن دونالد ترامب (79 سنة) بما له وبما عليه، والعالم أيضًا كما يبدو تأقلم مع هذا الزمن ومع هذا الرئيس الأمريكى بتقلباته وشطحاته. العام المنصرم بلا شك بين للجميع ما يحدث وما لا يحدث فى واشنطن بسبب وجود ترامب فى البيت الأبيض.

واشنطن بالتأكيد تغيرت ملامحها وأجواؤها منذ يناير 2025 ويتوقع أهل المدينة أن تتغير واشنطن أكثر فى العام المقبل. والبعض يتساءل هل ستكون العاصمة- مركز القرار الأمريكى واشنطن التى كانت؟!

ترامب وماسك وممداني.. وبالطبع ويتكوف وكوشنر، أسماء وأدوار تصدرت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية فى عام 2025، وهى تتحدث عن إيلون ماسك (54 سنة) أغنى رجال العالم وهو يفكك ويحطم مؤسسات الحكومة الأمريكية باسم الترشيد وتحسين الأداء.. وبالطبع لمع اسم زهران ممدانى (34 سنة) الاشتراكى المسلم الذى تم انتخابه عمدة مدينة نيويورك. 

حدث سياسى مهم جدير بالاهتمام والمتابعة لمعرفة ما تغير فى أمريكا وأيضًا ما لم يتغير فيها. ومع ترامب وماسك وممدانى وروبيو وزير الخارجية الأمريكى تم إثارة وطرح ملفات الهجرة والمواطنة، ومن جاءوا إلى أمريكا كمهاجرين أو لاجئين، وأيضًا ملفات أمن الحدود والتعامل مع العالم الخارجى بشكل عام. 

والمناقشات الدائرة والقضايا المطروحة لم تتعلق فقط بالقوانين والتشريعات بل بالتوجهات الأيديولوجية والتفرقة العنصرية أو العرقية وبالتأكيد مسألة قبول الآخر.

ولا شك أن ستيف ويتكوف (68 سنة) الصديق المقرب لترامب ومعه جاريد كوشنر (44 سنة) صهر ترامب صارا معًا من يتفاوضان ومن يعقدان الصفقات باسم الرئيس الأمريكى. الأمور الواضحة للكل فى العالم ـ قنوات الاتصال مع صاحب القرار فى البيت الأبيض تمر عبر ويتكوف وكوشنر. وهذا واضح وصريح وليس بالأمر الخفى.

وفى كل هذه الأمور تحاول الصحف ووسائل الإعلام أن تتابع وتراقب وتحلل وتفسر ما يحدث علنًا وسرًا، وتتعرض لانتقادات يومية من جانب ترامب وأعوانه، والوصف إياه ـ الأخبار الكاذبة والمفبركة يطارد كل من يطرح سؤالًا أو يبحث عن إجابة.

وبالطبع لم يتوقف ولن يتوقف حديث الساعة عن الذكاء الاصطناعى وصراعات الكبار من عمالقة وادى السيليكون. وما تأثير كل هذا على الإنسان العادى.. ضحية التكنولوجيا الحديثة والمتطورة دوماً.  

نيويورك .. نيويورك

هى مدينة الـ 8 ملايين.. و700 لغة.

هذا ما تم تقديره والاتفاق عليه بالنسبة لعدد اللغات المستعملة فى مدينة نيويورك الأمريكية. وهذا الرصد لعدد اللغات لا يستثنى أى لغة (كما يقال) مهما كانت ضآلة عدد المتحدثين بها. عدد سكان نيويورك يزيد على 8 ملايين.. وفى يوم من الأيام كان حديث اللغات فيها يشير إلى أن عدد اللغات التى يتحدث بها سائقو التاكسى قد تجاوز الـ100 لغة.

مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» تناولت هذه الظاهرة النيويوركية الفريدة خاصة أنها لا تعكس فقط التنوع اللغوى بل رغبة البعض من متحدثى اللغات القابلة للانقراض أو  المهددة بالاختفاء فى الحفاظ على لغتهم الأصلية التى أتى بها أهلهم من أماكن بعيدة مثل الهيمالايا وغرب أفريقيا ومناطق منعزلة فى جنوب شرق آسيا وجنوب أمريكا. 

 

ريشة : أحمدجعيصة
ريشة : أحمدجعيصة

 

وبالطبع تسجيل كل ما هو متاح من كلمات ولغة من أجل الحفاظ على إرثهم الثقافى والأدبى والشعبي، الإرث الذى قاوم الفناء ربما لقرون قبل أن يحدث ما حدث. عالم اللغويات روس برلين أحد كبار المهتمين بتنوع اللغات.. خاصة المهددة بالانقراض منها له كتاب بعنوان «مدينة اللغة» يتناول فيه تجارب إنسانية مختلفة من أجل الحفاظ على الهوية اللغوية․ إنها مهمة صعبة ومسئولية كبيرة تحتاج إلى إرادة وعزيمة وصبر.. إلا أن القائم بها يشعر أيضًا بفخر واعتزاز لأنه أنقذ لغته وإرثه من الاختفاء. كما أنه تعمق أكثر فى معرفة نفسه.

دايان كيتون

فى العام المنصرم مثلما تركنا روبرت ريدفورد مع أفلامه فإن دايان كيتون رحلت عنا.. وتركت معنا أفلامها.

كانت وظلت أسطورة سينمائية وأيقونة أناقة وشياكة.. بهذه الكلمات تم وصف الممثلة دايان كيتون التى احتلت بوفاتها الصفحات الأولى لكبريات الصحف الأمريكية. رحلت وهى فى الـ79 من عمرها.

وقد تم ترشيحها للأوسكار أربع مرات، إلا أنها فازت مرة واحدة، وكانت أوسكار عن دورها فى فيلم Annie Hall عام 1977. والفيلم من إخراج وودى آلين. 

السبعينيات كانت سنوات تألقها التمثيلى خاصة أنها مثلت أيضًا فى ثلاثية God Father «الأب الروحي» من إخراج فرانسيس فورد كوبولا. 

وقد شاركت كيتون فى أكثر من 50 فيلمًا أشهرها The First Wives Club)1996) وSomethings Gotta Give)2003)

وما يلفت الأنظار فى الاحتفاء بحياة دايان كيتون أنها لم تكن ممثلة عادية وتقليدية وغالبًا خرجت عما هو المألوف مع نجوم هوليوود ـ مما جذب انتباه الكثيرات من النساء من كافة الأجيال.. خاصة أنهن وجدن فيها النموذج للتلقائية والبساطة.. وأيضًا الاختلاف والتميز. صديقاتها لم يترددن فى وصفها مع سماع نبأ وفاتها ـ بأنها كانت إنسانة ودودة فى تعاملها. كانت تتعامل برفق مع المقربين منها وحريصة على مشاعر الآخرين. وفى حياتها الفنية اختارت أدوارًا لنساء لهن تحدياتهن الخاصة فى مواجهة المتطلبات اليومية للمرأة العصرية. 

دايان كيتون.. تبقى معنا بأفلامها وأدوارها.. وملابسها!