منتخبنا بدأ رحلة الكان من بوابة زيمبابوى
أملنا كبير
يتابع مسيرة المنتخب: محمد عبد العاطى
يخوض منتخب مصر مباراة الجولة الثانية من دور المجموعات فى بطولة كاس الأمم المقامة فى المغرب أمام جنوب أفريقيا «الأولاد»، مساء الجمعة المقبل، وسط تحديات تواجه مدرب الفريق حسام حسن الباحث عن بطاقة التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
بعد صخب مباراة الجولة الأولى أمام زيمبابوى التى انتهت مساء أمس، بات على منتخب مصر البحث عن تحقيق المزيد أمام جنوب أفريقيا وهو أقوى فرق المجموعة بالحسابات الورقية نظرًا لما يملكه من إمكانيات فردية وجماعية، فضلًا عن تفوق بعض أنديته المحلية فى القارة مثل صن دوانز وكايزر تشيفز.
ولدى البلجيكى هوجو بروس المدير الفنى لمنتخب جنوب أفريقيا «بافانا بافانا» قناعة بأن فريقه ضمن المرشحين للفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية نظرًا لما يمتلكه من إمكانيات كبيرة رغم أن عددًا كبيرًا من لاعبيه غير محترف فى قارة أوروبا، وهو ما يصب فى صالح الفراعنة أثناء تلك المواجهة المرتقبة.
وبدأت تتضح صورة المشهد داخل منتخب مصر خاصة بعد قرعة كأس العالم المقرر إقامتها فى صيف 2026 فى قارة أمريكا الشمالية حيث وقع الفراعنة فى مجموعة تضم بلجيكا ونيوزيلندا وإيران، وبناء على ذلك يمكن أن تكون كأس الأمم الأفريقية بمثابة فرصة ذهبية لزيادة الاحتكاك وربما الوصول بعيدًا فى البطولة.
وتشهد مدينة أغادير المغربية أحداث مباريات منتخب مصر فى دور المجموعات، بملعب «أدرار»، فى الوقت الذى سيكون على المدرب حسام حسن إدراك المشهد بكل ما فيه من دقة، حيث سيكون عليه الاستعداد للرحيل فى حالة الإخفاق أو تقديم أداء باهت.
وهناك قناعة لدى هانى أبو ريدة رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم أن الشارع هو من سيحدد مصير حسام حسن بعد انتهاء البطولة، فيما بدأت بعض الملامح تتضح بشأن إمكانية التعاقد مع المدير الفنى السابق كارلوس كيروش ليبدأ مرحلة مختلفة مع الفراعنة والاستعداد للمونديال فى حال لم يكن حسام حسن موفقًا، لا سيما ان المدرب البرتغالى سبق له تولى مسئولية الفراعنة، وعمل قبل ذلك مع إيران التى تلعب معنا فى مجموعة المونديال.

ورغم أن اتحاد الكرة حاول إخفاء الأخبار فيما يتعلق بالمدرب كيروش رغم ارتباطه بعقد مع منتخب سلطنة عمان حتى لا يؤثر ذلك على معنويات اللاعبين قبل كأس الأمم الأفريقية، فإن ذلك قد يكون بمثابة الحافز لدى حسام حسن كى يعلن عن نفسه بعدما تأهل إلى كأس العالم 2026.
ولكن فى المقابل، فإن حسام حسن «العميد» يعد هو الاسم الأبرز فى مدرسة الشحن المعنوى والقدرة على استخراج أفضل ما فى اللاعبين من طاقة والتى اكتسبها من الجنرال الراحل محمود الجوهرى، لذا فإن المدرب لديه ما يقدمه سواء داخل الملعب وفى غرفة الملابس.
وللمصادفة فإن محمد صلاح أحد أبرز نجوم الفراعنة فى السنوات الأخيرة، هو الآخر يعانى بسبب تراجع مستواه مع ناديه ليفربول، واضطرار مدربه الهولندى أرنى سلوت لاستبعاده عدة مرات من التشكيلة الأساسية، لذا فإنه يحتاج إلى التألق مع منتخب مصر خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية من أجل العودة لملعب أنفيلد ولديه معنويات مرتفعة لاستعادة مستواه السابق.
وبجانب صلاح فإن الفراعنة لديهم الكثير من الأسماء التى تألقت فى خط الهجوم مثل عمر مرموش نجم مانشستر سيتى الإنجليزى والذى بدأت ثمار التعامل مع الإسبانى بيب جوارديولا مدرب ناديه تظهر من خلال قدراته على الانطلاق والتقدم والحصول على نصائح ذهبية من فريق تحليل الأداء لديه مما سينعكس بالإيجاب على المنتخب.
كما يملك المنتخب النجم مصطفى محمد مهاجم نانت الفرنسى الذى يجيد اقتناص الفرص داخل منطقة الجزاء وفى الوقت نفسه لا يدخر جهدًا فى التعامل مع مدرب خاص لتحسين لمسته النهائية بخلاف ما يحصل عليه من جرعات تدريبية داخل ناديه.
وفى المقابل فإن أحمد سيد زيزو نجم منتخب مصر تألق مع الفراعنة فى مباراة نيجيريا مما يعنى أن حسام حسن قد يقع فى حيرة بسبب وفرة العناصر الهجومية لديه، فضلا عن زميله محمود حسن «تريزيجيه».
أما وسط الملعب فيوجد الثنائى مروان عطية وإمام عاشور ولديهما القدرة على السيطرة والتألق، مما يعنى أن حسام حسن قد يكون محظوظًا بهذا الجيل من اللاعبين الذين يملكون قدرات كبيرة حتى ولو كان أغلبهم غير محترف فى أوروبا.
بطولة مختلفة
اعتبر أسامة نبيه المدير الفنى السابق لمنتخب الشباب السابق فى تصريحات لـ«صباح الخير» أن منتخب مصر عليه أن يشدد على التركيز منذ الوهلة الأولى للمباراة قائلًا: «البطولات المجمعة مثل كأس الأمم الأفريقية يتوقف الأداء الإيجابى فيه على الكثير من المقومات مما يضع نصب عينيه الانتباه للمنافس منذ الدقيقة الأولى وحتى نهاية المباراة».
وأضاف: «هناك الكثير من المشاكل التى يمكن أن يتجنبها مدير الفراعنة مثل اختيار الطريقة المناسبة للاعبين سواء من حيث التكتيك أو الأداء البدنى مما يصنع الانسجام بينهم وينجح فى الوصول بعيدًا خلال ذلك الحدث القاري».
وأوضح نبيه: «منتخب نيجيريا الذى واجهه الفراعنة فى المباراة الودية والتى فزنا عليه بهدفين لهدف، ستجده مختلفًا تمامًا فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، ولن يظهر بالشكل الذى خسر فيه قبل خوض المنافسات الرسمية، وهو ما يعنى أن التجارب قبل بدء ذلك من النوع من البطولات ضرورية لتحسين المستوى وإجراء التعديلات ومنح الفرص لمشاهدة عدد من الأسماء وليس لإصدار تقييمات حقيقية حول الأداء».
وأشار إلى أن المنتخب عليه أن يتبع الأسلوب الاستثمارى فى اللعب بحيث يحصل على نقاط المباراة والتقدم بثبات فى البطولة، وأن الثقة سترتفع تدريجيًا مع النتائج، والتأهل إلى الأدوار الإقصائية ستختلف معه المنافسة التى سنشهدها فى دور المجموعات».

وأكد: «فى كأس الأمم الأفريقية 1998 لم نتأهل فى المركز الأول خلال دور المجموعات، ورغم ذلك حصلنا على اللقب على حساب جنوب أفريقيا، وفى منافسات 2019 بالقاهرة واجهنا نفس المنتخب فى الأدوار الإقصائية وخسرنا، فلا يمكن إهمال عنصر التوفيق فى مثل هذه الأحداث، ولكن من المهم أن يقدم اللاعبون والجهاز الفنى ما عليه وينتظر النتائج فى نهاية المطاف».
وتطرق إلى الأزمة التى عاشها صلاح مؤخرًا مع ناديه قائلًا: «استطاع الفرعون المصرى تدارك المشاكل التى عاشها مع ليفربول، ونجح فى التحدث مع المدرب وكان جيدًا أن يلعب مباراة برايتون الأخيرة قبل استدعاء منتخب مصر له وتألقه وحصول على دعم جمهور أنفيلد، وقد أدى بقوة مما انعكس بالإيجاب قبل خوض منافسات كأس الأمم الأفريقية».
وأكمل: «يبقى صلاح هو أيقونة الكرة المصرية والعالمية التى نفخر بها، وكرة القدم التى سيجرى لعبها فى المغرب ستكون مختلفة تمامًا عما يؤديه فى الدورى الإنجليزى، لذا فإنه قادر على أن تكون تلك البطولة بمثابة انطلاقة مختلفة له تعيده إلى ملعب أنفيلد بمعنويات مرتفعة».
واختتم نبيه حديثه: «منتخب مصر سيعيش الكثير من الأجواء المختلفة، فاللعب فى دور المجموعات مختلف تمامًا عن الأدوار الإقصائية، الذى فيه تمثل كل مباراة بطولة مختلفة وحسابات دقيقة حول الخصم وضرورة إيقافه».
أما فيما يتعلق بتجربته مع منتخب الشباب فى كأس العالم السابقة والتى خرج فيها من دور المجموعات قال: «تفاصيل صغيرة كانت حاسمة سواء بالتأهل أو الخروج، لذا فإن على منتخب مصر المشارك فى كأس الأمم الأفريقية أداء ما عليه وعدم النظر على النتيجة النهائية كمعيار للفشل أو النجاح، ولكن عليه أن يثق فى أن التوفيق سيلازمه».
مأزق حسام
يرى طارق العشرى المدير الفنى السابق لنادى الاتحاد السكندرى أن حسام حسن عليه أن يعزل نفسه تمامًا عن الأجواء والمشاعر السلبية التى عاشها فى مصر نتيجة الانتقادات التى تعرض لها خلال فترة توليه المسئولية الفنية للفراعنة.
وأضاف فى تصريحات لـ«صباح الخير»: «جنوب أفريقيا لديها الكثير من الإمكانيات ويكفى التطور الكبير الذى شهدته الفترة الأخيرة خاصة على صعيد الأندية المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا مثل صن داونز وأورلاندو بيراتس وكايزر تشيفز وهو ما يؤكد على قوتها وقدرتها على صناعة الفارق، لكن مصر عليها أن تدرك ذلك ومن ثم التعامل معها بحسم داخل الملعب».
وأكمل: «على الورق مصر وجنوب أفريقيا مرشحان للتأهل إلى الأدوار الإقصائية فى كأس الأمم الأفريقية، ولكن هذا الكلام على الورق، ويجب الاجتهاد وتقديم المستوى الذى يليق بنا فى ذلك الحدث القارى الذى تستضيفه المغرب».
وقال العشرى: «صلاح سيثبت قدرته على قيادة هجوم مصر، وسيعود إلى ليفربول بمعنويات كبيرة، وهو لديه من الخبرات التى تسمح له بقلب الطاولة على أى انتقادات تعرض لها مع ناديه أو المدرب أو الإدارة».
وحول مركز حراسة المرمى داخل منتخب مصر تحدث العشرى: «أرى أن محمد الشناوى هو الحارس الأول للمنتخب والجهاز الفنى مستقر على ذلك، ثم يأتى بعده مصطفى شوبير، ولا يوجد أى جدل حول ذلك نظرًا لما يتمتع به الأول من خبرات كبيرة».

وفى نفس السياق أكد شادى محمد نجم الأهلى السابق: «علينا أولًا أن نفصل تمامًا بين المشاعر السلبية التى اكتسبناها من تجربة منتخب مصر فى كأس العرب وما يمكن رؤيته من الفراعنة بمنافسات كأس الأمم الأفريقية».
وأشار: «مباراة نيجيريا كشفت لنا قدرات الكثير من نجوم منتخب مصر والفوز عليهم فى القاهرة بتشكيلة غير أساسية يعنى أننا لدينا ما نقدمه فى كأس الأمم الأفريقية، حتى ولو كانت الحسابات تقول أن هناك منتخبات أقوى داخل البطولة، لكن علينا ألا ننسى أننا نملك الكثير من الخبرات المتراكمة وحققنا البطولة سبع مرات سابقة».
واستكمل حديثه قائلًا: «فى كأس الأمم الأفريقية 2008 التى استضافتها غانا، واجهنا الكاميرون مرتين وكوت ديفوار ورغم ذلك فزنا عليهما وحققنا اللقب فى بطولة كان الجميع يعتقد استحالة حسمها، لذلك فإن نسخة المغرب يمكن أن تكون انطلاقة مختلفة للمنتخب تحت قيادة حسام حسن».
ومنح نجم الأهلى السابق بعض النصائح للاعبين قائلًا: «يجب على نجوم المنتخب احترام القميص الذى يرتدونه، وأى منافس يمكن التغلب عليه بالعزيمة والإرادة وليس فقط مباريات دور المجموعات وإنما فيما سيتبقى من مراحل البطولة».
