الخميس 4 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

اشتهر الشيخ مصطفى إسماعيل بأنه قارئ الملوك والرؤساء

أصحاب الفخامة القُرَّاء فى قصور الحكم

ريشة: هبة المعداوى
ريشة: هبة المعداوى

إذا كانت المقولة الشهيرة إن «القرآن الكريم نزل فى مكة، وكُتب فى اسطنبول، وقرئ فى مصر» تحمِلُ كثيرًا من الصحة، فإن أكثر ما تحمله من تجسيد للواقع هو أن مصر هى دولة قراء القرآن، التى صدَّرتْ أجملَ الأصوات إلى العالمين العربى والإسلامى، حتى اشتهر القراء المصريون بأنهم رموز «دولة تلاوة القرآن»، وصنعت تلك الأصوات السماوية وجدان الملايين عبر العالم.



لذلك لم يكن غريبًا أن تشهد دولة التلاوة، ودولة الملوك والرؤساء فى مصر تقاربًا وارتباطا ملموسًا، وصل الأمْرُ إلى أن يكون لكل رئيس أو زعيم قارئه المفضل، الذى يشارك فى مختلف المناسبات الرسمية التى يحضرها القادة والزعماء، بل إن صداقات عميقة ربطت بين عمالقة تلاوة القرآن الكريم وصُناع القرار فى مصر على مَرّ العصور.

 

 

 

ورُغم ندرة المعلومات المتوافرة عن تلك العلاقات الوثيقة التى ربطت بين الساسة وقراء القرآن، فإن المتوافر من تلك المعلومات يستحق تسليط الضوء عليه، ومنها على سبيل المثال ما يتعلق بالشيخ عبدالفتاح الشعشاعى، الذى يعد من أبرز أعلام قراء القرآن فى مصر، وثانى من قرأ فى الإذاعة المصرية بعد الشيخ محمد رفعت، وقد كوَّن فى بدايته فرقة للتواشيح الدينية وكان فى بطانته الشيخ زكريا أحمد، لكن الفرقة لم تكن ترضى طموح الشيخ الشعشاعى، ليغير مساره، ويتجه إلى تلاوة القرآن ويحيى مأتم سعد زغلول باشا، وعدلى يكن باشا، وثروت باشا، وهو ما تسبب فى شهرته لاحقًا، وانتشار صيته فى العصر الملكى.

 الشيخ والأستاذ

لعل من أبرز رموز دولة التلاوة الذين اقتربوا من السُّلطة فى عصور مختلفة، حتى أطلق عليه لقب «قارئ الملوك والرؤساء» هو الشيخ مصطفى إسماعيل.

هذا الصوت الملائكى الجميل الذى تنبأ له الشيخ محمد رفعت بأن يعلو نجمه، استطاع أن يحقق نبوءة شيخه وأستاذه، بل ويتجاوزها بمراحل، فقد بلغت شهرته وذيوع صيته ما سبَّب له الكثير من المتاعب، فكان أول قارئ يسجل فى الإذاعة المصرية دون أن يُمتحن فيها بأمر ملكى، واختاره الملك فاروق قارئًا للقصر الملكى وكرَّمه الرئيس جمال عبدالناصر وكان مع الرئيس السادات فى زيارته للقدس.

وتقول المعلومات المتداولة إن الصدفة لعبت دورًا كبيرًا فى ذيوع شهرة الشيخ مصطفى إسماعيل فى القاهرة، فقد أسندت إليه قراءة القرآن الكريم فى الإذاعة بديلًا للشيخ عبدالفتاح الشعشاعى بناءً على اختيار من الشيخ محمد الصيفى، رئيس رابطة القراء بالقاهرة، الذى أعجب بصوت إسماعيل. وفى ذات يوم كانت الإذاعة ستنقل أمسية دينية على الهواء من مسجد الإمام الحسين وسيتولى التلاوة بها القارئ عبدالفتاح الشعشاعى، إلا أنه تخلف، فما كان من الشيخ الصيفى إلا أن أجلس الشيخ إسماعيل على دكة القراءة ليقرأ، فرفض المسئولون لأنه غير معتمد فى الإذاعة فقال لهم الشيخ الصيفى: دعوه يقرأ على مسئوليتى الخاصة، وقرأ لنصف ساعة من سورة التحريم ما أثار إعجاب الجمهور، وما أن انتهى من قراءته حتى أقبل عليه الجمهور يُقبله ويُعانقه، وكان ذلك بداية تعرُّف جمهور القاهرة على صوته مع بداية عام 1943.

 

الشعشاعى
الشعشاعى

 

ولم تمر تلك الأمسية مرور الكرام، بل كانت بداية بزوغ نجم الشيخ مصطفى إسماعيل، فقد شاء القدر أن يستمع الملك فاروق إلى صوته فى الحفل الذى نقلته الإذاعة، فانبهر به وأصدر أمرًا ملكيًّا بتكليفه ليكون قارئًا للقصر الملكى، فحاول محمد باشا سالم السكرتير الخاص للملك معرفة أى معلومات عن الشيخ مصطفى من الإذاعة، فأخبره بعض القراء بأنه قارئ مجهول لا يعرفون عنه سوى اسمه، فذهب إلى الشيخ محمد الصيفى الذى أخبره عن عنوانه.

وبينما كان الشيخ يجلس بين أهله وأولاده بقرية ميت غزال، إذ به يفاجأ بعمدة القرية ومأمور المركز يقتحمان عليه بيته ويسأله مأمور المركز قائلًا: إنت مصطفى إسماعيل؟ فقال: نعم، وقد ظن أنه ارتكب جرمًا كبيرًا دون أن يدرى، فسأله: ما الأمر؟ فقال: عليك أن تذهب غدًا إلى القصر الملكى لمقابلة مراد باشا محسن ناظر الخاصة الملكية بقصر عابدين. فسأله الشيخ: ولماذا؟ قال: لا أدرى وعليك أن تنفذ الأوامر. فسافر إلى القاهرة فى صبيحة اليوم التالى، والتقى ناظر الخاصة الملكية الذى هنأه بتقدير الملك لصوته وموهبته وأخبره بالأمر الملكى بتكليفه قارئًا للقصر لإحياء ليالى رمضان بقصرىّ رأس التين والمنتزه بمدينة الإسكندرية.

 

ريشة: هبة المعداوى
ريشة: هبة المعداوى

 

وكانت تلك البداية لرحلة طويلة فى رحاب التلاوة القرآنية، حلق خلالها صوت الشيخ مصطفى إسماعيل فى آفاق العالم الإسلامى، بل وفى دول لم تعرف عن الإسلام سوى اسمه. ورُغم تبدل النظام السياسى عقب ثورة 23 يوليو 1952، فإن ذلك لم يقلل من مكانة الشيخ مصطفى إسماعيل، بل ترسخت مكانته، واقترب من رجال العصر الجديد، الذين احتفظوا له بالتقدير الواجب والعرفان الجميل لصوته وموهبته فى تلاوة كتاب الله عزّ وجلّ.

ومن المعلومات اللافتة فى هذا الشأن أن الرئيس الراحل أنور السادات كان عاشقا لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، وأنه كان يقلد صوته وقت أن كان سجينًا قبل ثورة يوليو ، من شدة إعجابه بصوته. وعندما أعلن السادات مبادرته للسلام واستعداده للذهاب إلى القدس، كان مدهشًا أن يكون بين أعضاء الوفد المصرى المسافر فى تلك المهمة الخطيرة، الشيخ مصطفى إسماعيل نفسه، بعدما اختاره السادات ليكون ضمن الوفد الرسمى لدى زيارته القدس عام 1977، وقرأ الشيخ فى المسجد الأقصى حينها للمَرَّة الثانية، بعدما زاره وقرأ فيه عام 1960.

 

 

 

وكانت أغلى أمانيه ألا يلقَى اللهَ إلا وهو يقرأ القرآن، وكان آخر ما دعا به ربَّهُ قبل وفاته بـ3 أشهر: «اللهم لا تحرمنى من التلاوة حتى ألقاك»، وقد تحقق له ما أراد، فكان آخر شىء فعله قبل وفاته هو تلاوة القرآن الكريم فى إحدى السهرات الخارجية بمدينة دمياط.

 البنا نجم

سنوات الأربعينيات كانت أيضا شاهدة على بزوغ نجم كبير من نجوم دولة التلاوة فى مصر، وهو الشيخ محمود على البنَّا الذى اعتمد كمقرئ لجمعية الشبان المسلمين، ثم كانت النقلة الكبرى حين استمع إليه رئيس الوزراء على ماهر باشا والأمير المغربى عبدالكريم الخطابى وطلبا منه تسجيل القرآن كاملا بالإذاعة المصرية، وهو ما فتح للبنا صفحة جديدة وانطلاقة ملأت الآفاق بصوت ذهبى نادر، صدح عبْر الأثير للمَرَّة الأولى فى عام 1948.

وكما كان الحال مع الشيخ مصطفى إسماعيل، لم يتأثر نجوم تلاوة القرآن فى مصر بتحولات النظام السياسى من الملكية إلى الثورة، بل رسّخت مكانتهم، وكان أحد أسباب ذلك هو عشق الزعيم جمال عبدالناصر لتلاوة القرآن، وتذوقه الفائق للأصوات المصرية المتألقة فى هذا المجال، فعندما توفى والد الرئيس عبدالناصر، اختاروا الشيخ محمود على البنا للقراءة فى عزائه، مع الشيخين محمود خليل الحصرى، ومحمد صديق المنشاوى.

وأدى البنا ما طُلب منه، لكنه فى اليوم التالى فوجئ بطلب من مسئولى الرئاسة بالمكوث فى الإسكندرية لأن الرئيس لم يغادرها ويريد أن يستمع إلى القرآن بصوته، وكان ذلك بداية لعلاقة امتدت سنوات مع الزعيم عبدالناصر.

 

ريشة: هبة المعداوى
ريشة: هبة المعداوى

 

وتنقَّل البنا بين المساجد الكبرى قارئًا، على عادة المقرئين الكبار فى تلك الفترة، فعين قارئا لمسجد الرفاعى ثم للمسجد الأحمدى بطنطا، ثم جامع الحسين بالقاهرة، إلى أن توفاه الله عام 1985، بعد أن زار أغلب بلاد العالم ونال أوسمة وشرفًا لم يحظ به فى العالم غير كبار القراء المصريين.

الرئيس جمال عبدالناصر كان له قصة أخرى مع أحد أبرز رموز دولة التلاوة القرآنية، وهو الشيخ صديق المنشاوى، ويروى أحد أبنائه هذا الموقف فى حوارات صحفية منشورة، إذ يقول إن أحد وزراء عبدالناصر وجّه للشيخ المنشاوى دعوة وكتب فيها «سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلًا يحضره الرئيس عبدالناصر»، لكن المفاجأة التى لم يتوقعها ذلك الوزير هى رفض الشيخ صديق المنشاوى لطلبه، وردّ برسالة غاضبة بقوله «ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبدالناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوى؟».. وأصرَّ على رفض الدعوة.

 

فاروق يستمع إلى طه الفشنى ومصطفى إسماعيل
فاروق يستمع إلى طه الفشنى ومصطفى إسماعيل

 

لكن ذلك الموقف لم يؤثر على العلاقة الطيبة التى جمعت عبدالناصر بكبار قراء القرآن فى مصر، فعندما عانى الشيخ من مرض دوالى المرىء عام 1969، أمَرَ عبدالناصر بسفره للعلاج بالخارج، لكنَّ يد القدر كانت أسرع فتوفى الشيخ وهو فى سن التاسعة والأربعين من عمره.

ولا تتوقف حكايات علاقة قراء القرآن الكريم مع رؤساء مصر عند هذا الحد، فالشيخ طه الفشنى صفحة أخرى فى كتاب تلك العلاقة، وكانت الصدفة أيضًا طريقه نحو الشهرة. فأثناء إقامة احتفالية بحضور سعيد باشا لطفى رئيس الإذاعة فى أربعينيات القرن الماضى، حصل الفشنى على فرصة لتلاوة القرآن فأبدع ونال إعجاب رئيس الإذاعة الذى طلب منه مقابلته بالإذاعة صباح اليوم التالى، فذهب الفشنى واجتاز اختبار لجنة الاستماع كقارئ للقرآن وخصصت له الإذاعة المصرية قراءتين مدة كل منهما خمس وأربعون دقيقة. وتردد اسم الفشنى وذاع صيته فى ربوع مصر ليصبح من رموز وكبار القراء، ورشح مع الشيخ مصطفى إسماعيل، لإحياء ليالى شهر رمضان بقصرىّ عابدين ورأس التين بحضور الملك فاروق، وظل يُحيى تلك الليالى تسع سنوات متتالية.

كما كان الفشنى أحد القراء المفضلين للرئيس جمال عبدالناصر فشارك بالقراءة فى العديد من الاحتفالات الرسمية التى كان يحضرها، بل ومنحه طبقا مرصعًا بالفضة يحمل توقيعه.

أمّا الرئيس السادات فكانت تربطه بالشيخ الفشنى علاقة مَحبة وصداقة منذ الخمسينيات لذلك أصدر توجيهاته بدعوة الفشنى فى الاحتفالات الدينية المختلفة التى يحضرها داخليّا وخارجيّا، وكرَّمه السادات فى أحد الاحتفالات.

 

ياسر الشرقاوى
ياسر الشرقاوى

 

كما زار الفشنى ليبيا واستضافه ملكها السنوسى بالقصر الملكى لإحياء ليالى رمضان، وحصل على أوسمة ونياشين وشهادات تقدير من رؤساء الدول العربية والإسلامية التى زارها وكانت الصحف تنشر خبرًا بموعد وصوله لتلك الدول، وكان آخر تكريم حصل عليه الشيخ قبل رحيله، من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى كرَّمه فى احتفالية ليلة القدر بمحافظة المنوفية.

كما ارتبط عبدالناصر بعلاقة طيبة مع الشيخ كامل يوسف البهتيمى، الذى نال إعجاب الرئيس الراحل بصوته القوى وتلاوته الفريدة، وتوطدت علاقته به لاحقا، وكان أحد القراء الكبار الذى يحرص منظمو الاحتفالات والمناسبات الرسمية على وجوده.

الرئيس السادات أيضًا ربطته علاقات طيبة مع العديد من القراء، وكانت علاقته القوية مع الشيخ عبدالباسط عبدالصمد من الصفحات المهمة فى هذا الشأن، فالشيخ عبدالصمد نال من التقدير داخليّا وخارجيّا، أكثر من أى من رموز دولة التلاوة فى مصر. فقد كان بعض رؤساء الدول يذهبون بأنفسهم لاستقباله فى المطار مثلما حدث فى باكستان، كما تمّ تكريمه فى دول عديدة بأوسمة استحقاق وأوسمة ذهبية، وكانت قراءات الشيخ الراحل علامة مميزة فى سنوات السبعينيات والثمانينيات، إلى أن رحل عام 1988 بعد اعتلال شديد بمرض السكُّرى.

 السادات والطبلاوي

ارتبط السادات بعلاقة وطيدة مع القارئ الكبير الشيخ محمد محمود الطبلاوى نقيب المقرئين المصريين، الذى عاصر كل رؤساء مصر منذ عهد الرئيس عبدالناصر، حيث كان ضيفًا دائمًا على قصر الرئاسة فى كل المناسبات، وقرأ لرؤساء مصر منذ عبدالناصر مرورًا بالسادات ووصولًا لمبارك، لكن ذروة علاقته برؤساء مصر كانت فى عهد الرئيس السادات، حيث كان يقوم بالقراءة سنويّا بمولد سيدى أبوالكوم، فى قرية الرئيس «ميت أبوالكوم»، حتى يصفه الطبلاوى بأنه  «كان رجلا متواضعًا، وابن بلد ويتناول الغداء معنا».

 

أحمد نعينع
أحمد نعينع

 

وانتقلت العلاقة الطيبة بين الطبلاوى والسادات إلى مبارك أيضًا، وأشار «الطبلاوى» خلال حوار صحفى نشر معه بعد تنحى مبارك، إلى أن آخر مَرَّة التقاه فيها كانت فى وفاة حفيده محمد، نجل علاء مبارك، حيث طُلب منه الحضور لتلاوة القرآن فى عزاء حفيد مبارك، وتابع: «جلسنا فى قصر الرئاسة ثلاثة أيام، ومبارك كان متأثرًا جدّا، وكنا نجلس فى مكان قريب من العزاء، فى مكان خاص بنا نقرأ فيه، وسماعات الصوت كانت فى مكان آخر، الذى كانوا يستقبلون فيه المعزين».

وإذا كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك قد قام بتكريم العديد من رموز قراءة القرآن فى مصر، وحرص طوال عهده على المشاركة فى الاحتفال بليلة القدر وذكرى المولد النبوى الشريف، وخلال هاتين الاحتفاليتين كان يتم توزيع العديد من الجوائز والتكريمات على الكثير من القراء، سواء من داخل مصر أو من خارجها، إلا أن اسْم مبارك لم يرتبط بشكل واضح بأحد أسماء القراء مثل القارئ الطبيب أحمد نعينع، الذى كان ضيفا دائمًا فى معظم الاحتفالات التى يحضرها الرئيس، حتى أطلق عليه البعض قارئ الرؤساء.

والحقيقة أن نعينع لم يبدأ رحلته مع قراءة القرآن فى عصر مبارك، بل بدأ الرحلة من عصر الرئيس السادات، وقرأ فى العديد من الاحتفالات التى شارك فيها الرئيس الراحل، إلا أن نجوميته الحقيقية وعلاقته بالمؤسسات الرسمية العليا وصلت ذروتها فى عصر مبارك، ولم تنتنه بنهاية ذلك العصر عقب 25 يناير 2011، فقد شارك نعينع فى الاحتفالات الرسمية الداخلية، إضافة إلى مشاركته فى العديد من الاحتفالات الخارجية التى حضرها عدد من قادة ورؤساء الدول العربية والإسلامية، ومنهم: الملك فهد خادم الحرمين الشريفين، والملك محمد السادس عاهل المغرب.

ولم يرتبط اسم الرئيس عبدالفتاح السيسى بواحد معين من قراء القران الكريم، وهو ما أدّى إلى تعدد وتنوّع أسماء القراء الذين يقومون بالتلاوة فى تلك المناسبات، والملاحظ أن غالبيتهم من الأسماء الشابة والواعدة فى دولة التلاوة المصرية، ومنهم على سبيل المثال القارئ ياسر الشرقاوى، الذى تكرر ظهوره فى الاحتفالات التى يشارك فيها الرئيس السيسى. والمؤكد أن الدعم الذى يحظى به قراء القرآن فى مصر من الدولة يمثل ركيزة مهمة لاستمرار تميز المدرسة المصرية فى تلاوة القرآن، ورُغم التراجع الكبير الذى شهدته تلك المدرسة فى العقود الماضية، سواء برحيل العديد من الرموز الكبار لتلك المدرسة، مثل الحصرى والفشنى ومصطفى إسماعيل والبهتيمى وعبدالباسط عبدالصمد والشعشاعى، أو بصعود بعض الأصوات العربية على حساب المدرسة المصرية، فإن دولة التلاوة المصرية لا تزال تحظى بالتقدير الكبير سواء فى الداخل أو فى الخارج.