الأربعاء 26 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نمضى بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر تقدما واستدامة.. متجاوزين كل التحديات بفضل العزيمة الصادقة والعمل الدءوب

حلم «النووى المصرى» يتحقق

مسيرة ممتدة من التعاون المصرى - الروسى
مسيرة ممتدة من التعاون المصرى - الروسى

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، فى مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالعيد المصرى الخامس للطاقة النووية.



وبدأت الفعالية بعرض فيلم تعريفى حول المشروع النووى المصرى، أعقبه كلمة أليكسى ليخاتشوف، المدير العام لشركة «روس آتوم»، ثم المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تلتها كلمة مسجلة لرافائيل غروسى، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفى أعقاب ذلك، ألقى الرئيس فلاديمير بوتين كلمته موجهًا التهنئة لمصر بمناسبة تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، مؤكدًا أن التعاون القائم بين مصر وروسيا فى بناء المفاعل بالوتيرة الحالية يُعد نجاحًا بارزًا، وأن المشروع سيوفر الكهرباء اللازمة لدعم الاقتصاد المصرى المتنامي، كما أشار إلى أن الدعم المباشر والمتابعة الشخصية من جانب الرئيس السيسى كان لها دور حاسم  فى سرعة الإنجاز والوصول إلى مرحلة متقدمة من بناء محطة الضبعة النووية، موجهًا فى الوقت ذاته التهنئة للرئيس بمناسبة يوم مولده، وأضاف الرئيس الروسى أن بلاده تدعم طموحات مصر التنموية فى إطار الشراكة والتعاون الاستراتيجى الممتد بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا راسخة وتعود لعقود طويلة شهدت مشاركة الخبراء السوفييت فى بناء السد العالى وعدد من كبرى المصانع المصرية. وأكد أن هذه الشراكة مستمرة وتتجلى فى ارتفاع حجم ومعدل التجارة بين البلدين، وتكثيف التعاون الصناعي، فضلًا عن مضى روسيا قدمًا فى إنشاء منطقة صناعية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأوضح بوتين أن الكهرباء التى ستنتج عن محطة الضبعة النووية ستسهم فى تعزيز أمن الطاقة فى مصر، مشيرًا إلى أن الشركة الروسية المنفذة تعتمد أحدث التقنيات التكنولوجية مع الالتزام الكامل بالمعايير البيئية، وأن الجانب الروسى يقدّم برامج تدريب وتأهيل للكوادر المصرية العاملة فى المجال النووى، مع إمكانية توظيف العلوم والتكنولوجيا النووية فى مجالات على غرار الطب والزراعة.

واختتم الرئيس بوتين كلمته بتوجيه الشكر للعاملين فى مشروع محطة الضبعة النووية من الجانبين المصرى والروسى، مهنئًا مصر بعيد الطاقة النووية الخامس، ومعاودًا تقديم التهنئة للرئيس بمناسبة يوم مولده.

وألقى الرئيس السيسى كلمة بهذه المناسبة، أعقبها عرض فيلم وثائقى تناول مراحل تصنيع وعاء ضغط المفاعل وفحصه ونقله إلى موقع الضبعة، ثم أعلن الدكتور شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، جاهزية تركيب وعاء الضغط  للوحدة النووية الأولى، طالبًا من الزعيمين منح الإذن وإعطاء إشارة البدء فى التنفيذ، لتبدأ بعدها مراسم تركيب وعاء الضغط.

وقال الرئيس السيسى فى كلمته:

يسعدنى فى مستهل كلمتى، أن أعبر عن بالغ التقدير والاعتزاز، لفخامة رئيس روسيا الاتحادية، الصديق العزيز «فلاديمير بوتين»، على مشاركته فى هذه الفعالية التاريخية، التى نشهد فيها تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، إلى جانب توقيع أمر شراء الوقود النووى، فى خطوة محورية، تضاف إلى مسيرة  استكمال مشروع محطة الضبعة النووية، معربًا عن خالص الشكر لفخامة الرئيس الروسى على دعمه لهذا المشروع الاستراتيجى، ومتابعته واهتمامه المباشر بإنجاحه، وأتوجه بخالص الامتنان، إلى جميع الضيوف الكرام على مشاركتهم.

وتابع الرئيس: نسطِّر اليوم صفحة جديدة مضيئة، فى مسيرة الوطن، فمنذ منتصف القرن الماضى، ظل حلم مصر النووى يراود أبناءها.. وها نحن اليوم، نراه يتحقق على أرض الواقع، بفضل الإرادة والعمل والإصرار.

وأضاف: وكذلك العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة روسيا الاتحادية، التى تعد علاقات استراتيجية راسخة، تمتد لتشمل كل المجالات، وتقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك، مهما كانت التحديات الإقليمية والدولية.

وأكمل: يعتبر هذا الحدث العظيم، الذى نحتفى به اليوم، امتدادًا لمسيرة التعاون الثنائى المثمر بين بلدينا، عبر مشروعات عملاقة، تركت بصماتها الواضحة على مسار التنمية والتقدم.. بدءًا من تشييد السد العالى فى ستينيات القرن الماضى، وصولًا إلى المشروع القومى لإنشاء محطة الضبعة النووية.. ذلك الصرح الوطنى العملاق، الذى يحمل فى طياته، قيمة استراتيجية كبرى لمصر، ويبعث برسالة جلية، بأننا نمضى بخطوات ثابتة، نحو مستقبل أكثر تقدمًا واستدامة، متجاوزين كل التحديات، بفضل العزيمة الصادقة والعمل الدءوب، حتى بلغنا هذه المرحلة المتقدمة فى تنفيذه.. ويعد ذلك برهانًا عمليًا، على أن شراكتنا لا تقتصر على التصريحات السياسية البراقة؛ بل تتجسد فى مشروعات واقعية، تترجم إلى تنمية حقيقية، تعود بالنفع المباشر على شعبينا.

وواصل: فى ظل ما يشهده العالم، من أزمات متلاحقة فى قطاع الطاقة، وارتفاع أسعار الوقود الأحفورى، تتجلى بوضوح أهمية وحكمة القرار الاستراتيجى، الذى اتخذته الدولة المصرية، بإحياء البرنامج النووى السلمى، باعتباره خيارًا وطنيًا، يضمن تأمين مصادر طاقة مستدامة وآمنة ونظيفة، دعما لأهداف رؤية مصر 2030.. كما يعزز هذا القرار، مكانة مصر كمركز إقليمى للطاقة، ويواكب جهود الدولة، الرامية إلى تحقيق التنمية الشاملة.

وتابع الرئيس قائلا: يمثل مشروع محطة الضبعة النووية، نقلة نوعية فى مسار توطين المعرفة، واستثمارا حقيقيا فى الكوادر الوطنية.. إذ يشمل تعاونًا واسعًا، فى مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا، ويتيح إعداد جيل جديد من الكوادر المصرية، فى تخصصات الطاقة النووية والتصنيع الثقيل، بل يضع مصر فى موقع ريادى، على خريطة الاستخدام السلمى للطاقة النووية.. كما يساهم المشروع، فى توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، دعما لمسيرة التنمية والازدهار.

واختتم الرئيس كلمته قائلا: أجدد الشكر والتقدير، لفخامة الرئيس «فلاديمير بوتين».. كما أتوجه بخالص الامتنان، إلى جميع من أسهموا بجهودهم فى تنفيذ هذا المشروع، من الخبراء والمهندسين والعمال، من الجانبين المصرى والروسى، على ما يبذلونه من جهد مخلص وتفانٍ، تحقيقًا لمعدلات غير مسبوقة فى التنفيذ.

وأدعو الجميع إلى مواصلة العمل بإصرار، لاستكمال المشروع وفقًا لأعلى المعايير العالمية.. بما يرسخ مكانة مصر، على خريطة الدول الرائدة، فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ويعزز مسيرتها، نحو مستقبل أكثر تقدما واستدامة.

شكرًا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرًا فخامة الرئيس فلاديمير بوتين الصديق العزيز.