لا منافس لقناة السويس

نظمت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى ندوة موسعة بحضور الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وعدد من رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء التحرير، فى إطار تعزيز التعاون المشترك بين المؤسستين وبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، واستعراض جهود هيئة القناة فى مواجهة التحديات وتنفيذ المشروعات التنموية الكبرى.

أدار الندوة  الإعلامى حمدى رزق، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، بحضور الكاتب الصحفى علاء ثابت وكيل الهيئة، والمستشار محمود عمار، والدكتور سامح محروس، عضوى الهيئة، ومروة السيسى الأمين العام، والدكتور أحمد مختار مستشار الهيئة للاستثمار، والمستشار مدحت لاشين نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار القانونى لرئيس الهيئة، ووليد عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة أخبار اليوم للاستثمار.

وشارك من هيئة قناة السويس المهندس نشأت نصر الدين مدير إدارة التحركات، والدكتور فتحى عبدالبارى مدير إدارة التخطيط والبحوث والدراسات.

 

 

فى مستهل اللقاء، رحب المهندس عبدالصادق الشوربجى بالفريق أسامة ربيع، واصفًا إياه بأنه «شخصية وطنية مخلصة ومقاتل فى ملحمة البناء والتنمية والتطوير، ومسئول مصرى نال احترامًا محليًا ودوليًا بفضل قدرته على إدارة الأزمات واحترافية التعامل مع التحديات».

وأكد الشوربجى أن الصحافة  القومية كانت وستظل إلى جانب هيئة قناة السويس، توثق الإنجازات وتواجه حملات التشويه بالحقائق والمصداقية، مشددًا على أن الإعلام الوطنى شريك أصيل فى معركة الوعى والتنوير.

من جانبه، أعرب الفريق أسامة ربيع عن سعادته بالتواجد فى مقر الهيئة الوطنية للصحافة، مقدمًا الشكر لرئيسها على تنظيم اللقاء الذى وصفه بأنه «حوار وطنى صادق بين مؤسستين تحملان رسالة واحدة نحو خدمة الوطن».

وأشار إلى أن قناة السويس واجهت على مدار تاريخها العديد من التحديات، واستطاعت تجاوزها بإرادة المصريين وكفاءة العاملين، لافتًا إلى أن الهيئة نجحت فى التعامل مع أزمة جائحة كورونا من خلال إجراءات احترازية دقيقة وتقديم حوافز مرنة للسفن العابرة، ما مكّنها من تحقيق مكاسب رغم الظروف العالمية الصعبة.

وتطرق ربيع إلى حادثة جنوح السفينة «إيفر جيفن» العملاقة، مشيرًا إلى أن الحل الذى اعتمدته الهيئة كان ابتكاريًا وغير تقليدى وضعه مهندس شاب من أبناء القناة، وتم تنفيذه بنجاح كامل فى ستة أيام فقط، رغم أن التقديرات الدولية كانت تشير إلى احتياج ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر.

وأوضح رئيس هيئة قناة السويس أن القناة واجهت أيضًا تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية ثم أزمة البحر الأحمر الأخيرة التى أثرت على حركة الملاحة والإيرادات، إلا أن الهيئة تعاملت بمرونة كبيرة عبر تقديم خدمات إضافية للسفن مثل الصيانة والإصلاح والإسعاف البحرى ومكافحة التلوث والتزود بالوقود وتبديل الأطقم البحرية، وهو ما ساهم فى تقليل الخسائر وتعزيز الثقة العالمية فى القناة.

وأضاف: «رغم الصعوبات، صمدت قناة السويس لعامين كاملين دون أن تتراجع إرادتها، وبدأت المؤشرات تتحسن مجددًا منذ سبتمبر الماضى بزيادة بلغت %18.2 فى الحمولات العابرة».

وفى رده على ما يتردد حول وجود مسارات بديلة، شدد على أن طريق رأس الرجاء الصالح «ليس مسارًا مستدامًا، إذ يستهلك وقودًا أكثر ويزيد الانبعاثات الكربونية ومدة الرحلة، وهو ما يجعله خيارًا غير اقتصادى وغير بيئى».

واستعرض الفريق ربيع ملحمة حفر قناة السويس الجديدة، مشيدًا بتكاتف المصريين وقيادتهم السياسية فى إنجاز المشروع العملاق فى زمن قياسى، مؤكدًا أن المشروع أثبت جدواه الاستراتيجية والاقتصادية، وأسهم فى زيادة كفاءة القناة وقدرتها الاستيعابية.

كما أشار إلى أن الهيئة تنفذ حاليًا مشروعات تطوير شاملة للحفاظ على تنافسية القناة، تشمل توسيع المناطق المزدوجة، وتوطين صناعة الوحدات البحرية واللنشات ووحدات الإنقاذ والإسعاف البحرى، إلى جانب تنفيذ مشروعات استثمارية وخدمية متكاملة مثل المزارع السمكية والمصانع المرتبطة والرعاية الصحية والتعليمية.

وأكد أن الهيئة تستهدف إعلان «قناة السويس الخضراء» بحلول عام 2030، وأن هناك 29 نقطة عبور جديدة تم تنفيذها لتسهيل الحركة بين ضفتى القناة ودفع عجلة الاستثمار.

وفى استعراضه للأداء المالى، أوضح الفريق ربيع أن إجمالى إيرادات قناة السويس خلال الفترة من 2019 حتى 2024 بلغ نحو 40 مليار دولار، رغم الأزمات العالمية المتلاحقة.

وقال إن الإيرادات تطورت من 5.8 مليار دولار فى عام 2019 إلى 10.2 مليار دولار فى عام 2023 - وهو الأعلى فى تاريخ القناة - قبل أن تتأثر جزئيًا فى عام 2024 نتيجة اضطرابات البحر الأحمر لتسجل نحو 4 مليارات دولار.

كما ارتفع عدد السفن العابرة من 18,880 سفينة عام 2019 إلى 26٫434 سفينة عام 2023.

وفى ختام الندوة، أهدى المهندس عبدالصادق الشوربجى درع الهيئة الوطنية للصحافة إلى الفريق أسامة ربيع، تقديرًا لجهوده الكبيرة والمتميزة فى تطوير قناة السويس والحفاظ على مكانتها العالمية.