السيسى: صروح الحضارة تبنى فى أوقات السلام .. وتنتشر بروح التعاون بين الشعوب
نكتب فصلاً جديدًا من التاريخ
متابعة المندوب الرئاسى: ياسمين خلف
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والسيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية، احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير، بمشاركة ما يقارب الثمانين وفدًا ممثلًا لمختلف دول العالم، بالإضافة لحضور واسع لممثلى عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، وكبرى الشركات العالمية.
وحرص الرئيس السيسى على استقبال رؤساء الوفود من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسعادة المشاركين فى الاحتفالية، التى بدأت بعرضٍ فنى بعنوان «العالم يعزف لحنًا واحدًا»،

أعقبه عرض «الليزر والدرونز» الذى شرح نظرية «حزام أوريون»، وعلاقة بناء المتحف المصرى الكبير بالأهرامات، ليأتى من بعده عرض فنى بعنوان «رحلة سلام فى أرض السلام»، تخلله مشهد فنى عن إبداع المصريين فى البناء بداية من بناء هرم زوسر حتى البناء فى العصر الحديث، ليستمع الحضور لأغنية باللغة القبطية، وإنشاد صوفى، ثم عرض آخر بالدرونز يظهر عبارة «الحضارات تزدهر وقت السلام».
وألقى الرئيس كلمة بمناسبة افتتاح المتحف المصرى الكبير، قائلًا: أستهل كلمتى، بالترحيب بحضراتكم على أرض مصر.. أقدم دولة عرفها التاريخ .. هنا؛ حيث خطت الحضارة أول حروفها.. وشهدت الدنيا، ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة.. لقد ألهمت مصر القديمة، شعوب الأرض قاطبة.. ومن ضفاف النيل، انطلقت أنوار الحكمة.. لتضىء طريق الحضارة والتقدم الإنسانى .. معلنة أن صروح الحضارة، تبنى فى أوقات السلام .. وتنتشر بروح التعاون بين الشعوب.

وتابع الرئيس: اليوم؛ ونحن نحتفل معا، بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. نكتب فصلًا جديدًا، من تاريخ الحاضر والمستقبل، فى قصة هذا الوطن العريق.. فهذا أكبر متحف فى العالم، مخصص لحضارة واحدة.. حضارة مصر التى لا ينقضى بهاؤها.
وأضاف: هذا الصرح العظيم، ليس مجرد مكان لحفظ الآثار النفيسة.. بل هو شهادة حية، على عبقرية الإنسان المصرى.. الذى شيد الأهرام، ونقش على الجدران سيرة الخلود.. شهادة؛ تروى للأجيال قصة وطن.. ضربت جذوره فى عمق التاريخ الإنسانى.. ولا تزال فروعه تظلل حاضره.. ليستمر عطاؤه فى خدمة الإنسانية.
وأكمل: إن هذا الإنجاز، الذى نشرف جميعًا بافتتاحه اليوم.. جاء نتيجة تعاون دولى واسع.. مع عدد من الشركات والمؤسسات العالمية .. ولا ننسى الدعم الكبير.. الذى قدمته دولة اليابان الصديقة.. لصالح هذا المشروع الحضارى العملاق.. كما أعرب عن تقديرى للجهد المخلص.. الذى بذله أبناؤنا - على مدار الأعوام السابقة - من مسئولين ومهندسين وباحثين وأثريين وفنيين وعمال.. من أجل تحقيق هذه المهمة التاريخية العظيمة.

وواصل: إن المتحف المصرى الكبير.. صورة مجسمة.. تنم عن مسيرة شعب.. سكن أرض النيل منذ فجر التاريخ.. فكان ولا يزال الإنسان المصرى؛ دءوبًا، صبورًا، كريمًا.. بنَّاء للحضارات، صانعًا للمجد، معتزًا بوطنه.. حاملًا راية المعرفة، ورسولًا دائمًا للسلام .. وظلت مصر على امتداد الزمان.. واحة للاستقرار، وبوتقة للثقافات المتنوعة، وراعية للتراث الإنسانى.
واختتم الرئيس كلمته قائلًا: أجدد الترحيب بكم فى بلدكم الثانى، مصر.. بلد الحضارة والتاريخ.. بلد السلام والمحبة.. وأدعوكم إلى الاستمتاع بهذه الاحتفالية.. وأن تجعلوا من هذا المتحف منبرًا للحوار، ومقصدًا للمعرفة، وملتقى للإنسانية.. ومنارة لكل من يحب الحياة، ويؤمن بقيمة الإنسان.

وتوجه الرئيس السيسى بعد انتهاء كلمته إلى مكان تواجد مجسم المتحف المصرى الكبير، حيث تفضل سيادته بوضع القطعة الأخيرة باسم مصر لاكتمال المجسم إيذانًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير، بالتزامن مع الإعلان عن أن كل ملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة قد تلقوا نموذجًا مصغرًا للمتحف وقطعة تحمل اسم كل دولة، ليعقب ذلك سرد لحكاية المتحف المصرى الكبير، ثم فقرة استعراضية غنائية بعنوان «الملك رمسيس الثانى»، وعرض غنائى عن الآثار الغارقة بالإسكندرية، ثم عرض الدرج العظيم، واستعراض مقتنيات المتحف المصرى الكبير، وعرض النيل، الذى أظهر مدى الترابط العميق بين النيل والشعب.
واختُتمت الاحتفالية بعروض مركب خوفو «مراكب الشمس»، والملك «توت عنخ آمون» والذى أبرز دور الفتى الصغير حسين عبدالرسول فى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ثم عرض ختامى باستخدام الإضاءة والألعاب النارية وعروض الليزر، وجولة تفقدية للدرج العظيم وقاعة توت عنخ آمون.