الرئيس السيسى: الشعب الذى يرفض الهزيمة يعينه الله على النصر
رسالة سلام من مصر إلى العالم
متابعة: ياسمين خلف
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الاحتفالية الوطنية الكبرى التى أقيمت تحت عنوان «وطن السلام»، بمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك فى إطار الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة.
وفور وصول الرئيس، إلى مقر الاحتفالية بدار الأوبرا الجديدة، قام بالتوقيع على «رسالة سلام من مصر إلى العالم»، بما يرمز إلى التزام الدولة المصرية بنهج السلام وصونه، باعتباره خيارًا استراتيجيًا ومبدأً راسخًا فى سياستها الوطنية والدولية، وتلا ذلك انطلاق فعاليات الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها كلمة عن السلام، لتتوالى بعدها فقرات البرنامج الفنى والثقافى، التى تضمنت عروضًا فنية وغنائية، تناولت موضوعات السلام، ووقف الحرب فى غزة، والتقدير لكفاح أهل سيناء وصمودهم، إلى جانب كلمات مُسجلة لعدد من رموز الدولة المصرية فى مجالات قوتها الناعمة، الدينية، الآثار، التاريخ، الإعلام، الفن، والرياضة بالإضافة إلى عرض أفلام تسجيلية بعنوان «حراس الرمال»، «مصر طريق العودة» و«بصيرة قائد».
وشهد الرئيس السيسى فيلمًا تسجيليًا بعنوان «سلام يا مصر» ثم ألقت الفنانة القديرة إسعاد يونس التحية للرئيس السيسى، معقبة: «معلش مجبتش البيجامة الكستور المكوجى ضرب عليها ومتأسفة جدا».

واستهلت كلمتها قائلة: «سلام يا فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى.. حمد الله على السلامة يا ريس من بلجيكا، طولت رقبتنا وكبرتنا زى ما طول عمرك بتعمل، مش جديد عليك».
وقدمت المطربة أصالة، والمطرب أحمد سعد، دويتو لأغنية «مصر وطن السلام»، كما تم تقديم عرض مسرحى قصير ومؤثر تناول بأسلوب درامى عميق العلاقة بين الأجيال وقيمة الخدمة العسكرية فى بناء شخصية المواطن المصرى.
جسد العرض حوارًا بين جد وحفيده الشاب «كريم»، وهو الفنان نور النبوى، الذى يستعد للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة.
وعبّر الشاب عن مخاوفه الطبيعية من التجربة الجديدة وما تحمله من انضباط ومسئولية، قائلًا: «أنا فاهم أهمية الجيش، بس الجيش ده حاجات كبيرة أوى عليا، كل حاجة فيه محسوبة بالثانية .. أنا حاسس إن دى مسئولية كبيرة أوى عليا».
وأوضح العرض أن دور الجيش لا يقل أهمية فى وقت السلم عنه فى وقت الحرب، مؤكدًا أن «قوة الجيش وهيبته واستعداده هم اللى بيفرضوا السلام. إنت معاك القوة مش عشان تضرب، إنت معاك القوة عشان تمنع أى حد يفكر إنه يضربك».
وفى نهاية الحوار، تحولت مخاوف الشاب إلى حماس وفخر، معربًا عن رغبته فى أن يصبح مثل جده «مسئولًا وشجاعًا»، ومستعدًا لقضاء خدمته العسكرية مهما طالت المدة: قائلًا: «نفسى أبقى مسئول وشجاع، ساعتها بقى أبقى عايز أقعد سنة، سنتين، ثلاثة، إن شاء الله العمر كله».
ولاقى العرض المسرحى استحسانًا كبيرًا من الحضور، وظهر التأثر واضحًا على وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى تابع المشهد باهتمام وابتسامة تقدير، لما حمله من رسائل وطنية عميقة حول أهمية الخدمة العسكرية فى صقل الشباب وتعزيز انتمائهم لوطنهم.
وقدم النجوم هشام ماجد ومصطفى غريب وأحمد غزى ويوسف عمر ومصطفى عماد، عرضًا مسرحيًا، يكشف دور مصر تجاه القضية الفلسطينية.

وكشف العرض عن الدور التاريخى لمصر فى مساندة الشعب الفلسطينى، وخاصة رفض تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى قمة شرم الشيخ للسلام، كما سلط الضوء على سلبيات مواقع التواصل الاجتماعى.
كما شهدت الاحتفالية شهادات مؤثرة من شخصيات وطنية بارزة، عكست رؤية مصر العميقة لمفهوم السلام.
وتحدث الرئيس فى نهاية الفعالية موجهًا التحية لكل من شارك فيها، بمن فى ذلك فنانو مصر، مشيدًا بما تضمنته الاحتفالية من رسائل مهمة، وداعيًا فى هذا الخصوص الجامعات والمدارس وجهات الدولة المعنية لتنسيق زيارات للطلبة وغيرهم إلى سيناء. وأشار الرئيس إلى أنه يتعين توجيه الشكر لله تعالى على وقف الحرب فى قطاع غزة والمعاناة التى مر بها الفلسطينيون لمدة عامين، وعلى نجاح مصر فى جهودها فى هذا الصدد التى توجت باستضافتها لقمة شرم الشيخ للسلام، مشيرًا إلى أن شهر أكتوبر هو شهر النصر وأن النصر لم يأت بقوة الجيش فقط؛ بل أولًا بقوة الشعب، مؤكدًا أن الشعب الذى يرفض الهزيمة يعينه الله على النصر. وأكد الرئيس أن اتخاذ القرار مسئولية، وأن قضيتنا عادلة، وأن مصر لا تعتدى على حقوق الآخرين.
وشهدت الاحتفالية حضورًا واسعًا ورفيع المستوى من كبار رجال الدولة، والوزراء، وممثلين عن مختلف فئات وشرائح المجتمع المصرى.