«حمى الأزمات» تضرب الأحزاب

مع انطلاق  حملات الدعاية  لمرشحى انتخابات مجلس النواب والإعلان رسميًا عن القائمة النهائية للمرشحين بعد انتهاء فترة الطعون، دخل عدد من الأحزاب فى مرحلة جديدة تهدد كيانها التنظيمى وقد تؤثر على مرشحيها فى المعركة الانتخابية خلال الفترة المقبلة بعد استقالة عدد من القيادات داخلها.

وجاءت الاستقالات على خلفية حالة الغضب التى حدثت بعد اختيار بعض المرشحين ضمن «القائمة الوطنية من أجل مصر»، فضلا عن الدفع بأسماء أخرى على المقاعد الفردية، فى حين تم تجاهل كوادر وقيادات برلمانية وحزبية ترى فى نفسها أنه كان لها دور مؤثر تحت القبة خلال السنوات الماضية، فضلا عن لجوء بعض الأحزاب إلى الاستعانة بكوادر من خارجها؛ بل ونقل محل بعضهم الانتخابى إلى مقرات أخرى خارج الدوائر المتواجدين بها مثلما تكرر فى اختيارات القائمة الوطنية، وهو ما أثار جدلًا داخل الأوساط السياسية.

 

 

مصادر داخل الأحزاب المشاركة فى «القائمة الوطنية من أجل مصر» قالت لـ«صباح الخير»: إن بعض الكوادر أبدت اعتراضها على آليات الاختيار داخل القوائم، خاصة أن أن بعض الأسماء أُدرجت دون توافق أو تشاور بشكل مستمر داخل الكيانات السياسية.

 

 

 وأشارت المصادر إلى أن هناك حالة غضب شديدة داخل الأحزاب من بينها ما حدث فى حزب الجبهة الوطنية الذى شهد استقالات بالجملة داخل بعض الأمانات ومن بينها أمانة محافظة سوهاج التى تقدم عدد كبير من قياداتها باستقالتهم، جاء فى مقدمتهم اللواء صلاح عقيل أمين الحزب بالمحافظة، بجانب المهندس نشأت إسماعيل أمين التواصل الجماهيري، د.هبة محمد العطار، أمينة المرأة، بالإضافة إلى عدد آخر من الكوادر داخل نفس الأمانة فى المحافظة.

واضطرت كوادر الحزب إلى التقدم رسميًا بالاستقالة لتعلن فيها أن هذه الخطوة جاءت بعد الإقصاء وعدم التمثيل الحقيقى لهم فى الانتخابات البرلمانية، وتضمن بيان استقالة اللواء صلاح عقيل العديد من العبارات التى كشفت حالة الغضب بين الكوادر الحزبية، حيث قال فى بيان الاستقالة موجهًا حديثه لأعضاء الحزب: «استدعيتكم يومًا ما بالقلب الحانى والعقل المتزن لنبنى قواعد حزبنا فى محافظتنا الحبيبة وكانت آمالنا أن نقيم حزبًا غير كل الأحزاب، لا فساد فيه ولا إفساد، لكننا تفاجأنا بتمثيل هزيل فى مجلس الشيوخ ثم صدمنا بتمثيل أسوأ فى مجلس النواب أقصى كوادرنا من الرجال والسيدات والشباب، مما أفقدنا الأمل فى تحقيق طموحاتنا، متابعا: أعتذر عن فشل لا ناقة لى فيه ولا جمل، فشل حطم آمالنا وأحلامنا على صخرة الإقصاء والبيع والشراء وسوء الاختيار».

لم تتوقف الأمور عند ذلك؛ بل قدمت أيضا أمينة المرأة فى حزب الجبهة الوطنية بسوهاج استقالتها بعد أن اختار الحزب فى مقعد المرأة الوحيد للحزب بسوهاج فى القائمة الوطنية، سيدة من القاهرة، فأكدت القيادية المستقيلة أن ذلك لا يعبر عن إرادة الشارع والقواعد الحزبية.

وقال اللواء صلاح عقيل: إن الاختيارات التى حدثت فى الاستحقاق النيابى مثلت صدمة كما غاب تمثيل الكوادر النسائية التنظيمية التى خرجت بها ترشيحات الحزب بسوهاج، وتم تجاهل خبرة وإسهامات السيدات بالحزب على الأرض خاصة أنهن من المؤسسين الأوائل لحزب الجبهة الوطنية بمحافظة سوهاج.

إلى ذلك، تقدم عدد من الكوادر بالمحافظة باستقالتهم لنفس الأسباب السابقة، مطالبين بإصلاحات حقيقية تحقق الهدف وتعمل على تواجد كبير للحزب فى العمل السياسي.

وفى أول رد على ما يحدث داخل الحزب، قال السيد القصير الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية فى تصريحات له، إن هناك بعض الاستقالات حقيقية ولكنها حالات فردية وفى محافظات محدودة وبعضها لم يصدر له قرارات تعيين؛ لكن البعض يحاول المزايدة وأن العمل السياسى يتحمل مثل هذه الأمور بدليل أن الاستقالات طالت معظم الأحزاب.

وتابع: الحزب يملك البدائل فى كل المواقع ويحاول الحفاظ على كوادره للاستفادة منهم فى المجالس المحلية والعمل الحزبى، خاصة أنه لم يستطع تلبية كل الطلبات والطموحات، وعلى الجميع أن يعرف أن الحزب يعمل فى إطار تنظيمى، كل يخدم من موقعه، وكلنا داعمون لمرشحينا وسنكون جميعًا الخط  الخلفى لدعمهم. موضحًا أن هناك خطة تفصيلية لدعم المرشحين فى القائمة والفردى بجميع المحافظات أعدتها الأمانة العامة من خلال مؤتمرات جماهيرية بحضور رموز الحزب وحملة إعلامية ضخمة وبرنامج قوى ومفصل لخمس سنوات مقبلة.

استقالات كمان وكمان

الأمر نفسه تكرر فى حزب حماة الوطن، حيث تقدم عدد من القيادات فى أمانة حلوان باستقالتهم وسط اتهامات ومزاعم حول ما يحدث من استخدام المال السياسى فى الأحزاب، وقال الأعضاء فى استقالتهم إن ما شهدته الفترة الأخيرة من ممارسات مؤسفة داخل الحزب وتغليب المصالح الفردية والمال السياسى على قيم الانضباط والعمل الوطنى دفع الأعضاء إلى تقديم استقالة جماعية حفاظًا على مبادئهم.

والأمر نفسه تكرر فى حزب العدل اعتراضًا على ما حدث من اختيارات المرشحين فى انتخابات مجلس النواب، ومن بينها استقالات فى أمانة كفر الشيخ نتيجة لما أسماه المستقيلون لغياب الشفافية وتهميش للكوادر المخلصة، حتى أنهم قالوا على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى إنهم فقدوا الأمل فى الإصلاح الداخلى بعد تجاهل مطالب الأمانات بالمحافظات، معلنين تجميد الأنشطة التنظيمية فى كفر الشيخ 

فى الوقت نفسه تواصل عدد من قيادات الأحزاب محاولاتهم لاحتواء الموقف والحفاظ على وحدة الصف الحزبى استعدادًا للاستحقاق الانتخابى المرتقب وعدم التأثير سلبيًا على المرشحين، خاصة أن المراحل المتبقية هى الحاسمة فى عمر المعركة الانتخابية.

الدعاية الانتخابية

تحدث هذه الأزمات فى وقت الدعاية الانتخابية بما يهدد المرشحين التابعين لهذه الأحزاب، ولذلك هناك محاولات مستمرة لاحتواء المواقف الحالية، وطبقا لقرارات الوطنية للانتخابات، تحدد 15 يوما للدعاية الانتخابية للمرشحين بدأت يوم 23 أكتوبر على يبدأ الصمت الانتخابى 6 نوفمبر، وذلك للمرحلة الأولى.

وتجرى الانتخابات فى الخارج يومى 7 و8 نوفمبر وفى الداخل 10 و11 نوفمبر على أن تعلن النتيجة الرسمية يوم 18 نوفمبر، وهو نفس اليوم الذى تستأنف الدعاية للمرحلة الأولى.

ويتم  تقديم الطعون الانتخابية على المرحلة الأولى خلال 48 من تاريخ الإعلان ويكون أقصى موعد 20 نوفمبر وتفصل «الإدارية العليا» خلال 10 أيام اعتبارًا من 21 نوفمبر حتى 30 نوفمبر بينما يبدأ الصمت لجولة الاعادة فى 30 نوفمبر، على أن تجرى الإعادة بالخارج 1 و2 ديسمبر، والداخل 3 و4 ديسمبر وتعلن نتيجة الاعادة 11 ديسمبر.

وبالنسبة للمرحلة الثانية تبدأ فترة الدعاية الانتخابية 6 نوفمبر ويكون الصمت يوم 20 نوفمبر وتجرى الانتخابات فى الخارج 21 و22 نوفمبر وفى الداخل 24 و25 نوفمبر، على أن تعلن النتيجة للمرحلة الثانية يوم 2 ديسمبر وتقدم الطعون للمرحلة الثانية خلال 48 ساعة من إعلان النتيجة ويكون بحد أقصى يوم 4 ديسمبر، وتفصل المحكمة خلال 10 أيام من 5 ديسمبر حتى 14 ديسمبر، وتجرى جولة الإعادة فى الخارج يومى 15 و16 ديسمبر وفى الداخل يومى 17 و18 ديسمبر على أن تعلن النتيجة يوم 25 ديسمبر.