«هانى رزق» وملاحم الأشواق

أحمد رزق
فى جزيرة الأحلام.. أرض الهائمين بالمحبة والأمان.. التلاحم البشرى الذى يحمل معه الدفء وروح العائلة الكبيرة .. إنها «يوتوبيا» الطفولة التى تمناها الفنان الكبير د. «هانى رزق» أستاذ التصوير بكلية التربية الفنية، وجسدها فى لوحاته بكل ما يحمله من معانِ ورؤى حالمة بأبطالها المحبين والوجوه التى تحمل لمن يراها الشوق ودعوة مفتوحة للمشاركة فى أحلام المودة، إنها نفس الوجوه التى نألفها.. نعرفها وتعرفنا ومن فرط المحبة المتبادلة نصبح جزءًا فى لوحات المحبة نشاركها أفراحها وهمومها.

فى أعمال الفنان - برؤية عامة- الشخصيات والروح المصرية تسود لوحاته التى ينفذها الفنان بالأبيض والأسود تارة وأخرى ملونة تحمل صفات أصلية ممتدة فى منمنمات شعبية, فالجانب الاجتماعى مفعم بشخصيات مصرية صميمة فالغنى يساعد الفقير والقوى يساعد الضعيف .
فالمحبة متشعبة فى الأحياء الشعبية سواء كنت فى شبرا أو الشرقية.

من التجارب الفنية المهمة للفنان معرضه « ومضات من نور» التى استوحاها من العبارة المعروفة «وشك منور» وتساؤله عن مصدر هذا النور ومن أين يأتى .. والإجابة المؤكدة أنه نور داخلى عبر عنه بالخط الأبيض لتجسيد النور الذى يأتى من الروح.
فلسفة الفنان لا تبتعد أبدًا عن البيئة المصرية والحالة الشعبية فى صورة ملاحم كبرى والعلاقات الإنسانية تأتى من مفاهيم الفنان وثقافته ورؤيته الشاملة للإنسانية والوجود.
تلعب الألوان الأحادية دورًا كبيرًا فى اللوحات لتجسد الأفكار فمع بساطة الشخصيات بأجسادها الفتية وبنيانها القوى وتبدو بمظهر بسيط ومتواضع - غالبًا حافية الأقدام - فحتى لو كانوا فقراء- فالحب دائمًا يسود فى ملاحم هانى رزق الإنسانية.
