6 أيام قتـال علـى نقطة حصينة

العميد أحمد شلاق: أسرنا 37 إسرائيليًا.. ورفع الباقى العلم الأبيض
العميد أ.ح أحمد عثمان شلاق بطل من أبطال الصاعقة، استولى على أهم نقطة حصينة فى خط بارليف يوم السادس من أكتوبر، وأسر مع كتيبته 37 إسرائيليًا.
وتصدت قواته للدفاع عن مدينة السويس فى الحصار الذى أعقب ثغرة الدفرسوار، وعاد فى عام 1974، ليجد الجميع يحتفى به، وتتصدر صورته مجلة صباح الخير وهو يرفع العلم على نقطة بورفؤاد الحصينة.
التقينا به واسترجعنا ذكريات الحرب والنصر فى أكتوبر المجيد.
يتذكر العميد أحمد شلاق قائلًا: يوم 6 أكتوبر كنت برتبة ملازم أول صاعقة، قائد فصيلة إشارة، ومهمتى هى تنسيق الاتصال بين جميع عناصر الكتيبة والقائد وقائد الجيش (الفريق عبدالمنعم واصل) للإعداد للهجوم على آخر موقع حصين فى خط بارليف وهو موقع «لسان بورتوفيق».

مكانى فى موقع قيادة الكتيبة مع قائدها «الرائد زغلول فتحى» والرائد شفيق أبوهيبة- رئيس عمليات الكتيبة، وكنا متمركزين فى منطقة القطامية من يوم 5 أكتوبر.
وفى المساء تحركنا باللوارى إلى الحد الأمامى، وسيطرنا على بورتوفيق غرب القناة، وفى الصباح كان الموقع الحصين شرقًا أمامنا، وكان العسكرى الإسرائيلى المراقب على النقطة الحصينة يرانا، ولم تكن لدينا فكرة عن عبور القناة وموعده، فاعتقدت أنه مشروع تدريبى وسنرجع كالعادة.
يقول: الخطة الموضوعة أن الجيش سيعبر فى الساعة الثانية ظهرًا «ساعة س»، أما الكتيبة 43 صاعقة، فقد اختاروا لها توقيت العبور 5 عصرًا، بمعنى أن الموقع الحصين الذى نقف أمامه أيقن أن هناك حربًا بعد أن عبرت الطائرات الساعة الثانية من الغرب للشرق، والقوات بدأت فى الهجوم.
فبدأت قوات الموقع الحصين فى تجهيز الأسلحة والدبابات، وجهزنا نحن القوارب ومجاديف خشبية، وبفضل الله تعالى وعزيمة الرجال وببركة كلمة «الله أكبر» نفخنا القوارب وعبرنا القناة بقيادة الشهيد البطل نقيب جمال عزام- أول شهداء الكتيبة 43 صاعقة، ونجحنا فى العبور، والسيطرة على الموقع الحصين.
ويضيف: «قامت قوات الموقع الحصين بالتحصن فى المنتصف، وتمركزت قوات فى المقابل واستمررنا نقاتل لمدة 6 أيام حتى استسلموا، ورفعوا العلم الأبيض، فتوقعت وجود ثلاثة أو أربعة جنود فى الموقع، لكنى فوجئت بوجود 37 اتخذناهم أسرى، وتحفظنا على قائد الموقع والطبيب، وأرسلنا الأسرى فى القوارب للجانب آخر».
ويكمل العميد أحمد شلاق قائلًا: استكملت مهامى والقتال حتى جاءت الثغرة، فنحن ككتيبة كان جزء منا فى شرق بورتوفيق على النقطة الحصينة، والجزء الآخر فى الغرب، فبدأت الثغرة وأخذ الجيش الإسرائيلى يضرب بالمدفعية والطيران لحماية قواته التى دخلت من الثغرة، فكانت مهمتى الدفاع عن مدينة السويس، وكنت مكلفًا بكمين مع جنودى لصد قوات العدو، ومعى نقيب اسمه طلبة قام بعمل كمين فى مدخل «بور توفيق» لأن الإسرائيليين كانوا داخلين بكل الدبابات على بورتوفيق حتى يحصلوا على موقع حصين آخر، لكنهم فشلوا فى دخولها، وانسحبوا نتيجة ما قامت به المقاومة الشعبية فى السويس من ملاحم وبطولات.
يقول: «أتذكر وقتها إمام الجامع، «الشيخ حافظ» الذى تحدث فى الميكروفون فهبت مدينة السويس بكل من فيها؛ أهالى وجنودًا، وهجموا على دبابات العدو على مشارف السويس، فقاموا بعمل حصار حتى مباحثات «الكيلو 101».
غلاف صباح الخير
ما زال العميد «شلاق» يروى: فى أحد الأيام بعد فك الحصار فى مفاوضات «الكيلو101» عدت إجازة إلى منزل العائلة بشبرا، وأصر العسكرى أن يوصلنى حتى باب البيت، ففوجئت بزينة وفرح ولمبات كهربائية وشربات، وكان ينتظرنى أهل الشارع وقاموا بتكريمى فى مشهد لا يمحى من ذاكرتى حتى الآن.
وفى اليوم التالى فوجئت بأحد الجيران يخبرنى أن مجلة صباح الخير عدد 18 أكتوبر 1973، قد صدرت صورتى فيها، وبالفعل حصلت على المجلة، وكانت سعادتى غامرة وأنا أرى صورتى أثناء وجودى فى بورتوفيق، عندما سيطرنا على الموقع الحصين فى خط بارليف، وعلى الأسرى، وكنت أجهز العلم لوضعه بعد إنزال العلم الإسرائيلى، وحتى الآن أحتفظ بهذا العدد الذى مر عليه 52 عامًا.