الخميس 9 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الأمم المتحدة   «العجوز».. إلى أين؟!

الأمم المتحدة «العجوز».. إلى أين؟!

نعم، الأنظار كانت متجهة فى الأيام الأخيرة لشهر سبتمبر إلى نيويورك حيث المقر الرئيسى للأمم المتحدة وبداية دورتها الثمانين. أى ثمانين عامًا من عمر منظمة أممية تضم دول العالم وشعوبها التى تسعى من خلالها وبواسطتها إلى إيجاد فرص أكثر للتعاون الدولى والمشاركة الإنسانية. وذلك من أجل مواجهة كافة تحديات البشرية والكرة الأرضية بأزماتها وكوارثها وحروبها. 



هكذا كانت النوايا المعلنة والبرامج المطروحة من 80 عامًا، لكن يبدو أن الأمم المتحدة قد «شاخت» أو هكذا يصر البعض على وصفها أو تفسير عجزها عن القيام بما يمكن أن تقوم به كما كانت من قبل.

ولا شك أن الكلمات التى سمعناها وشاهدناها لقادة دول العالم وعلى رأسهم بالطبع الرئيس الأمريكى لا تبشر بالخير ولا تدعو للتفاؤل تجاه ما يمكن أن نتوقعه أو نتمنى حدوثه أو تحقيقه من خلال المنظمة الدولية. لكن بالتأكيد لم يتم بعد إعلان وفاتها.. أو إعداد شهادة وفاتها! خاصة أن إيجاد الصيغة البديلة للتعاون الأممى أو الدولى وآليات تفعيله لم نسمع عنها شيئًا ملموسًا حتى الآن. وإن كان الكل يشكو. ونحن نتحدث عن بيروقراطية أممية يصل عدد شاغليها (بعد تقليصها مع الميزانية الحالية) إلى نحو 35 ألفًا. والميزانية تبلغ 302 مليار دولار. وواشنطن تشكو دائمًا من أداء المنظمة وتوجهاتها على أساس أن أمريكا أكبر المساهمين ماليًا فى تمويل الأمم المتحدة ونشاطاتها بنسبة تصل إلى 22 فى المئة. خطاب الرئيس ترامب حمل بلا شك الكثير من الرسائل والتنبيهات والتحذيرات لما يمكن أن يحدث فى الشهور والسنوات المقبلة. ويبقى السؤال: هل فى إمكان الدول الغنية الأخرى أن تبادر وتتسلم زمام الأمور وتحرر المنظمة الدولية من سيطرة واشنطن عليها؟ كلمات الانتقاد والتنديد أو الشجب أو حتى الشكوى لا تصل بنا إلى أى مكان أفضل؟ فليتفضل العقلاء وأصحاب المال والنفوذ بطرح الحل البديل بشكل عملى وواقعي!!

 

 

 

 

رواج المكرونة

فى السبعينيات من القرن الماضى واجهت أسر أمريكية عديدة تبعات التضخم وارتفاع الأسعار وخاصة اللحوم ومن ثم تم ابتكار منتج غذائى طرح فى الأسواق حينذاك ولقى رواجًا كبيرًا. المنتج كان اسمه Hamburger Helper داعم الهامبورجر أو سنيده. وهو عبارة عن باستا (مكرونة) مضاف إليها مواد غذائية تزيد من مذاقها. والغرض من هذه الخلطة أنها مع قليل من اللحم المفروم (مادة الهامبورجر) يمكن توفير وجبة عشاء تكفى أفراد الأسرة.. وفى النهاية الأكلة اللذيذة لا تكلف الكثير.

هذا المنتج لقى رواجًا فى السبعينيات وأيضًا فى عام 2008 مع الأزمة الاقتصادية الكبرى، وأيضًا فى سنوات الكوفيد واضطراب الأوضاع المالية. ويبدو أن سنيد الهامبورجر زادت شعبيته فى الفترة الأخيرة. ومن هنا جاء اهتمام وسائل الإعلام به.. والتذكير بأن زيادة حجم مبيعاته فى الوقت الحالى دليل على ما آلت إليه الأحوال الاقتصادية فى أمريكا. خلال العام الجارى زادت مبيعاته بنسبة 1405 فى المئة. 

ويحدث هذا فى وقت زاد فيه سعر اللحم البقرى المفروم بنسبة 13 فى المئة. ويجب القول هنا أن قائمة المواد والمنتجات الغذائية التى زادت مبيعاتها فى الفترة الأخيرة لنفس الأسباب الاقتصادية تشمل الأرز (بنسبة 7.5 فى المئة) ومعلبات التونة والسالمون والسردين بالإضافة إلى البقوليات وعلب المكرونة بالجبنة.

وحسب ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» فى تقرير لها عن داعم الهامبورجر, فإن بعض المواد المستعملة فى المنتج بجانب نسبة الملح العالية تثير تساؤلات حول أضرارها بالصحة بشكل أو آخر. وأن عدد أنواع الطعم أو المذاق المختلفة له وصلت عبر السنوات إلى 50 نوعًا. كما أن المنتج الذى كان يتطلب طهيه ما بين 30 و45 دقيقة فى الماضى يحتاج الآن فقط إلى20 دقيقة. وأن علبة المنتج وسعرها نحو دولارين بإضافتها لما هو متوافر من لحم (ولو قليلًا) يمكن تحضير وجبة كاملة بنحو عشرة دولارات لأفراد الأسرة.. وهذه تكلفة رخيصة نسبيًا مقارنة بما حدث من ارتفاع كبير فى أسعار أغلب الوجبات الغذائية.. حتى السريعة منها الفاست فوود.

 

الأرقام تقول لنا! 

 

■ حتى الأيام الأخيرة من شهر سبتمبر وخلال الأسابيع والشهور الماضية من هذا العام (2025) شهدت المدارس فى أمريكا 47 حالة إطلاق نار بلغ عدد ضحاياها 19 شخصًا وعدد مصابيها 77 شخصًا. بات الأمر معروفًا للجميع أن حالات إطلاق النار فى المدارس قد زادت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة. كانت 44 حالة فى عام 2018. وصلت إلى أكثر من 80 حالة فى كل من أعوام 2022 و2023 و2024. وبالطبع هذا الأمر الخطير يحتاج إلى مواجهة جادة، فحالة الخوف والقلق التى يعيشها تلاميذ المدارس وأولياء أمورهم فوق الوصف والتصور. 

■ حسب الإحصاءات الخاصة بالجمارك والحدود فإن حركة السفر بالطيران إلى الولايات المتحدة قد انخفضت بنسبة 7 فى المئة عن العام الماضى، وحركة السياح من كندا على وجه الخصوص تعرضت لانخفاض كبير يقدر بـ28 فى المئة. والقراءة الأولى لهذه النسب تقول إن ما قيل عن تردد أمريكا فى الترحاب بالقادمين إليها لهو السبب الرئيسى فى إحجام الكثير من الراغبين فى زيارة أمريكا من المجيء إليها.