الخميس 2 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

محدش يقدر يأذى مصــر

استهل الرئيس عبد الفتاح السيسى جولته التفقدية فى الأكاديمية العسكرية المصرية، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بأداء صلاة الفجر مع طلبة الأكاديمية، ثم تابع جانبًا من الأنشطة التدريبية التى ينفذها الطلاب، كما شاركهم تناول وجبة الإفطار.



وألقى الرئيس كلمة خلال جولته بالأكاديمية، تبادل فيها الحوار مع طلابها حول أبرز المستجدات الإقليمية والتطورات الداخلية، معربًا عن اعتزازه بما لمسه من جدية والتزام بين صفوف الطلبة، مؤكدًا أن الهدف من الزيارات المتكررة للأكاديمية هو الاطمئنان على أحوال الطلاب، ومتابعة البرامج التعليمية التى تشهد تطويرًا مستمرًا بهدف صقل قدراتهم، بما يسهم فى إعداد كوادر وطنية متميزة تخدم مؤسسات الدولة.

 

وأشار الرئيس السيسى إلى أن شباب مصر هم الأمل فى بناء المستقبل، مشددًا على ضرورة مواصلة الاهتمام بهم فى مختلف ربوع الوطن، لما يمثله ذلك من دفع لمعدلات التقدم والأداء إلى آفاق غير مسبوقة. 

ونوّه الرئيس إلى أن كلية الطب العسكرى جاءت استجابةً لتطلعات شباب وشابات مصر، لما توفره من تعليم ورعاية وحماية، وهو ما دفع الأسر المصرية إلى الحرص على إلحاق أبنائهم بها، داعيًا المنابر المجتمعية من إعلام ومساجد وكنائس، إلى الاضطلاع بدورها فى إحداث الأثر المنشود وتحقيق التغيير المنشود.

وفيما يتعلق بالشأن الداخلى، أشاد الرئيس بالأوضاع الاقتصادية والأمنية، مشيرًا إلى أن التحديات الإقليمية المحيطة أسفرت عن فقدان نحو 9 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال العامين الماضيين.

وثمن الرئيس مستوى الوعى والفهم لدى أبناء الشعب المصرى والذى تجلى فى ردود الأفعال تجاه التحديات الراهنة، مؤكدًا أن المنطقة تمر بمنعطف حاسم يتطلب تقديرًا سليمًا ودراسة متأنية لكل خطوة، إذ إن أى تقدير خاطئ قد يقود إلى المجهول، مشيدًا بوعى الشعب المصرى وصلابته التى تعززت منذ عام 2011، رغم ما واجهه من مكائد ومؤامرات كان ثمنها غاليًا.

وتناول الرئيس تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، مؤكدًا حرص مصر الصادق والقوى على وقف الحرب، والمساهمة فى إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين مع الحفاظ على أرواح المصريين، مشيرًا إلى الاعتداءات التى طالت بعض السفارات المصرية فى الخارج، كان جزء منها نابعًا من جهل البعض وجزء آخر من لؤم ومكر من أهل الشر، مؤكدًا أن مصر لا تتآمر على أحد، وأن الشعب المصرى مسالم بطبعه، لكنه عصيٌّ على الإيذاء، وأنه لن يتمكن أحد من إلحاق الأذى بمصر.

ووجه الرئيس حديثه لطلاب الأكاديمية قائلاً: «أنا مطمئن بفضل الله إلى المسار الذى نسير فيه فى إعداد وتأهيل شبابنا وشاباتنا، مع استمرار المتابعة والحرص من كل مؤسسات الدولة، سواء فى أكاديمية الشرطة أو الجامعات والكليات والمدارس المصرية. إحنا فى طريقنا إلى التغيير للأفضل، وللأفضل كثيرًا».

وذكر الرئيس قائلًا: «إحنا تقريبًا 10 آلاف طالب، يعنى 10 آلاف أسرة، وفى 10 سنوات يبقى 100 ألف أسرة، يعنى نص مليون. تخيلوا لو كل هؤلاء فاهمين قيمتهم ومقدرين تأثيرهم، وتمكنوا من نقل هذا التأثير إلى أسرهم ومجتمعهم. من هنا، ومع الإعلام، ومع منابر المساجد والكنائس، سنقدر جميعًا أن نُحدث الأثر الذى نريده لبلدنا».

 

 

 

وطمأن الرئيس الطلبة قائلًا: «أطمئنكم على أوضاعنا: داخليًا، الحمد لله رغم كل الظروف الصعبة اللى بتمر بها المنطقة خلال العامين أو الخمسة أعوام الأخيرة، من كورونا، ثم الحرب الروسية، ثم حرب غزة، ما زلنا صامدين.

مصر ليست بمعزل عن محيطها، وكل إجراء إيجابى أو سلبى يؤثر علينا. على سبيل المثال، قناة السويس فقدت خلال العامين الماضيين نحو 9 مليارات دولار بسبب الحرب، وهو رقم كبير كان ممكن يكون له تأثير إيجابى على مسيرتنا الاقتصادية، لكن رغم ذلك، الحمد لله الأمور تتحسن وإن شاء الله تتحسن أكثر.. لكن أوضاعنا الاقتصادية بتتحسن، والأوضاع الأمنية مستقرة أيضًا. اللى مطلوب مننا كمصريين هو زيادة الوعي. الحقيقة حجم الفهم وردود الأفعال اللى برصدها من الشعب تجاه التطورات مطمئنة جدًا. أتمنى أن يستمر هذا الوعى فى النمو لأنه يمثل ذخيرة وإرادة وقوة لنا فى التحمل والعمل، وأيضًا فى الحكم على الأوضاع واتخاذ ردود الأفعال المناسبة».

وفى حديثه عن الأوضاع الإقليمية قال الرئيس: «منطقتنا الآن تعيش مفترق طرق. والتقدير السليم للأوضاع هو أساس النجاح، بينما التقدير الخاطئ يقود للفشل. ما نراه منذ 7 أكتوبر حتى الآن أمثلة واضحة: تقديرات سليمة أنتجت نجاحًا، وتقديرات خاطئة أنتجت فشلًا. لذلك نحن فى مصر نؤكد دائمًا على دقة التقدير، لأننا نتعامل مع وطن يضم أكثر من 120 مليون مواطن. وأى خطأ فى التقدير قد يؤدى إلى إدخال هؤلاء فى مسار خطير. نسأل الله أن يلهمنا دائمًا الصدق والصواب.