الجمعة 3 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصر لن تقبل المساس بحقوقها المائية

مصر حريصة على دعم رواندا لتحقيق طموحاتها التنموية
مصر حريصة على دعم رواندا لتحقيق طموحاتها التنموية

 فى إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر ورواندا استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية  بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، حيث عقدت مراسم الاستقبال الرسمية فور وصول الرئيس الرواندي، و عُزف السلامان الوطنيان لمصر ورواندا، ثم عقد لقاء مغلق بين الرئيسين، تلاه جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدى البلدين.



واستهل الرئيس المقابلة بالترحيب بأخيه الرئيس «بول كاجامي»  ومؤكدًا أهمية مواصلة العمل على تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، لا سيّما فى القطاعات الاقتصادية والتجارية والطبية، مع التركيز على تعظيم فرص الاستثمار المشترك، خاصة فى مجالات الدواء والمستلزمات الطبية، والمنتجات الغذائية، والتشييد والبناء.

وأعرب الرئيس السيسى عن حرص مصر على مواصلة دعم رواندا فى تحقيق تطلعاتها التنموية، واستعدادها لتعزيز التعاون فى مجال بناء القدرات، بما يسهم فى إنجاح رؤية رواندا للتنمية 2050.

 من جانبه، ثمّن الرئيس كاجامى التعاون القائم بين البلدين، مشيدًا بما يحققه من منفعة متبادلة للشعبين، ومؤكدًا تطلع رواندا إلى توسيع هذا التعاون المثمر مع مصر.

وتناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية، حيث تم بحث مستجدات الأوضاع فى منطقة البحيرات العظمى، حيث جدد الرئيس موقف مصر الداعم لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، ومواجهة التحديات التى تعوق التنمية والازدهار. 

وناقش الجانبان تطورات الأوضاع فى منطقة القرن الأفريقي، وسبل تعزيز السلم والأمن فى الإقليم، وتبادل الرئيسان الرؤى حول سبل تعزيز التكامل بين دول حوض النيل، واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، وتحقيق التنمية المستدامة لكافة دول الحوض، مع التأكيد على احترام القانون الدولى فى إدارة الأنهار العابرة للحدود.

وشدد الرئيس السيسى على أن ملف المياه يمثل قضية وجودية لمصر، خاصة فى ظل الندرة المائية الشديدة التى تواجهها، مؤكدًا أن مصر لن تقبل المساس بحقوقها المائية، وأن التعاون فى منطقة حوض النيل يتطلب تغليب روح التعاون والتفاهم لتحقيق المصلحة المشتركة.

وتطرقت المباحثات إلى التعاون داخل الاتحاد الأفريقي، حيث اتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق وتبادل الرؤى بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 وأشاد الرئيس كاجامى بجهود الرئيس فى قيادة ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، فيما أعرب الرئيس السيسى عن تقديره لإسهامات الرئيس الرواندى فى دفع ملف الإصلاح المؤسسى داخل الاتحاد.

وشهد الرئيسان، عقب انتهاء المباحثات، التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات إدارة الموارد المائية، وتبادل تخصيص الأراضى للأغراض اللوجيستية والاقتصادية والتجارية، والإسكان، وتعزيز وحماية الاستثمار.

كما عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا لاستعراض نتائج المباحثات بين الجانبين.

 فى مؤتمر صحفى عقب اللقاء أكد الرئيس السيسى حرص مصر على دعم جهود إحلال السلام، واستعادة الأمن والاستقرار فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ومساندة المساعى التى يبذلها الوسطاء الأفارقة والدوليون والإقليميون وتشجيع الأطراف المعنية على الانخراط الجاد فى مسارات الحل السلمى بروح من المسئولية وحسن النية.

وأشار الرئيس إلى أنه استمع باهتمام بالغ  إلى رؤى وتقديرات فخامة الرئيس كاجامى بشأن مستقبل التسوية المستدامة فى منطقة البحيرات العظمى واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق. وصولًا إلى تحقيق السلام والاستقرار المنشودين، حيث اتفقا وشددا على أن قضية مياه النيل تمثل مسألة وجودية لمصر وشعبها.. وأننا لا نقبل المساس بحقوقنا المائية.. فى الوقت الذى نبدى فيه انفتاحًا كاملًا.. على التعاون البناء مع أشقائنا فى دول الحوض.. من أجل إدارة هذا المورد الحيوى، بشكل يحقق التنمية المشتركة.. بعيدًا عن منطق الهيمنة أو الإضرار بمصالح أى طرف، معربًا عن تطلعنا لاستمرار الدور الرواندى الإيجابى.. فى تعزيز روح التفاهم والتعاون فى منطقة حوض النيل ومراعاة الشواغل المصرية فى هذا الملف المصيرى. 

وتابع الرئيس أن اللقاء تناول عددًا من القضايا الإقليمية والدولية.. من بينها الأوضاع فى منطقة القرن الإفريقى.. وتطورات الأزمة فى السودان الشقيق .. فضلًا عن ملفات العمل الإفريقى المشترك.. وقد اتفقنا على مواصلة التنسيق وتبادل الرؤى بين القاهرة وكيجالى بما يسهم فى دعم جهود التسوية وتحقيق الأمن والاستقرار فى القارة، كما تطرقنا إلى تطورات القضية الفلسطينية، حيث أطلعت فخامة الرئيس على الجهود التى تبذلها مصر لوقف الحرب الجارية، وزيادة المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن والأسرى.