الأحد 19 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السبلايز «غول» فى كل بيت!

لماذا أصبحت قائمة الطلبات مشكلة بلا حل؟!



 مع بداية الموسم الدراسى  تعود «أزمة» السبلايز لتتصدر الأحاديث بين الأمهات والأبناء.

 فلم تعد الأدوات المدرسية مجرد كراسات وأقلام كما اعتدنا فى الماضى، بل تحولت إلى موضة تتجدد  كل عام وتفرض نفسها بقوة. 

 وتصبح مشكلة فى كل بيت بين طلبات  مدارس مبالغ فيها، وبين ماركات سبلايز تثقل ميزانية معظم البيوت. كل طفل يبحث عن حقيبة أو مقلمة تحمل شخصية كرتونية شهيرة أو اسم براند عالمى، كأن الموسم الدراسى يبدأ من شكل السبلايز قبل الدروس والكتب. 

الظاهرة، التى بدأت منذ سنوات كموضة، ثم بدأت تزداد مع كل موسم جديد حتى أصبحت مصدر قلق وإرهاق للآباء، الذين يجدون أنفسهم أمام طلبات لا تنتهى وأسعار مبالغ فيها، ورغم  أن هذه الموضة  تمنح الأطفال حماسًا وفرحة للعودة إلى المدرسة، فإنها فى الوقت نفسه تشكل عبئًا إضافيًا، مع رغبة الأبناء فى التميز وسط الضغوط المادية، تظل سبلايز المدارس عنوانًا لمشكلة سنوية. 

 

 فى بداية كل عام دراسى ترسل كل مدرسة إيميلًا لأولياء الأمور يتضمن أبرز الأدوات التى سيحتاجونها على مدار العام الدراسى. 

 وتختلف الأدوات باختلاف المرحلة التعليمية، وكذلك مستوى المدرسة وطبيعة الأساليب الترفيهية التى تقدمها للطلاب، وأكثر ما يرهق الأهالى زيادة عدد الطلبات  بطريقة مبالغ فيها. 

 ضمن السبلايز أدوات نظافة تشمل «ديتول ومناديل وصابون سائل لغسل الأيدى ومعطر جو، وورق فوم وشمع، أكياس بلالين، وألوان بمختلف أنواعها، ورزمة ورق A4. وألواح بمقاسات مختلفة، وكيس  بونبونى  يستخدم لمكافأة  الأطفال المتميزين» وغيرها من الطلبات بأعداد كبيرة. 

 

 

 

  حتى الحضانة

كشفت نادية عبدالعزيز  إحدى أولياء الأمور عن رأيها فى قائمة السبلايز التى تطلبها المدرسة لطفلها فى kG2، وقالت إن أكثر ما يزعجها هى الكميات الكبيرة التى تطلبها المدرسة، فمثلًا  فى الجزء الخاص بأدوات النظافة يتم تحديد عدد 8 علب مناديل كبيرة، وهو العدد الذى تستخدمه الأسرة فى منزلها على مدار شهرين تقريبًا.

ذلك إلى جانب أنها ترسل يوميًا مع طفلها أدوات النظافة التى قد يحتاجها. 

وأكدت أنه فى العام الماضى كانت ترسل مع ابنها أقلامًا وأدوات مكتبية على الرغم من أنها أرسلت فى بداية العام الأعداد التى طلبتها المدرسة، رزمة ورق A4 من الطلبات اللافتة للانتباه فى قائمة الطلبات المدرسية. 

وأكدت صبا حسن أنها اعترضت على هذا البند لأن الورق ليس ضمن الأدوات التى ستحتاجها ابنتها صاحبة الـ5 سنوات خلال عامها الدراسى، وعندما ذهبت لتسليم السبلايز رفضت إدارة المدرسة استلام الطلبات دون رزمة الورق وطالبوها بتجهيز القائمة كاملة دون أى نقصان.

وكان التفسير لهذا الطلب أنه على مدار العام الدراسى يتم إرسال متابعات يوميًا  لأولياء الأمور، إلى جانب طباعة رسومات للتلوين والقيام بالعديد من الأنشطة.

قائمة الطلبات فى المدارس الناشونال والإنترناشونال تتشابه إلى حد كبير.

 لكن الأخيرة تطلب أعدادًا  خاصة بالإضافة إلى براندات معينة ذات جودة مميزة، ويتم تسليمها فى بوكسات بلاستيكية كبيرة مكتوب عليها اسم الطالب.

 وفى أغلب الأحيان يتم الاحتفاظ بها فى الدولاب الخاص به فى الفصل لاستخدامها وقت الحاجة.

 وأكد كل أولياء الأمور أن هذه السبلايز يتم تسليمها لإدارة المدرسة ولا يعرفون مصيرها، خاصة أن الأطفال فى عمر صغير لا ينقلون تفاصيل ما يحدث معهم خلال اليوم الدراسى.

 

 

 

تحدثت إلهام حسن بكل واقعية عن الأزمات التى تواجهها فى بداية كل عام دراسى لأبنائها، وقالت إنها كأم لثلاثة أطفال فى سنوات دراسية مختلفة تشعر بعبء كبير خلال هذه الفترة، فبجانب السبلايز التى تجهزها للأطفال هناك تجهيزات أخرى مثل الشنطة واللانش باج واللانش بوكس وبوتل المياه.

 وازداد الأمر تعقيدًا  عندما أصبحت هناك براندات خاصة لهذه المستلزمات، فمتوسط شنطة المدرسة أصبح يتراوح بين 1500 و2000 جنيه، أما اللانش بوكس وغيرها فالأسعار تبدأ من 250 جنيهًا .

وقالت إن الأسعار ارتفعت بهذا الشكل المبالغ فيه خلال السنوات القليلة الماضية بسبب ظهور براندات ذات جودة متفاوتة أصبحت مصدرًا للوجاهة الاجتماعية، ويعكس الظهور بها انطباعات عن الطفل والأسرة التى يعيش فيها. 

فهذه البراندات تجعل الطفل يظهر بشكل أكثر عصرية وأنه من أسرة ذات مستوى مادى عالٍ، وهو ما يكلف الأسرة عبئًا  ماديًا  كبيرًا بالإضافة إلى مصاريف المدرسة نفسها.

مصطلح «لابيل» هو البديل الجديد لتيكت المدرسة، ومنذ 3 سنوات تقريبًا  أصبح تصميمه من أهم التحضيرات للعام الدراسى الجديد.

 فكل طفل يختار الشخصية الكارتونية المفضلة له، ويضع صورته عليها ويتم طباعتها ولصقها على أدواته لتمييزها عن باقى زملائه.

 وكشفت سوزان سلامة أن الـ «اللابيل» له ميزانية خاصة، ففى الأغلب تختار باكيدج مكونة من استيكرات متنوعة بين الكتب والأدوات المدرسية وحتى الـ Water Proof للمياه واللانش بوكس، وكذلك الحرارى لتمييز الملابس وتحديدًا  الجاكيت الذى يتم تبديله كل عام بين الطلاب.

 وعلى الرغم من أن هذه التفاصيل قد يصل سعرها لما يقرب من ألف جنيه، لكنها أصبحت ضرورية، لأنها تعبر عن هوية كل طالب وشخصيته وفى الوقت نفسه تحافظ عليها من الضياع والتلف.

 

 

 

أنواع غريبة

محمد حسن، أب لطفلين فى بداية رحلتهما التعليمية، أكد أنه يحاول قدر المستطاع توفير أفضل بيئة لتربيتهما سواء فى المنزل أو حتى اختيار المدرسة، لكنه كل عام يصطدم بمبالغ كبيرة مضطر لدفعها بجانب المصاريف المدرسية. 

وقال إنه لا يعترض أبدًا  على وجود السبلايز، لكنه يرفض المبالغة فى اختيار الأنواع والأعداد، وأكد أنه من الضرورى أن يكون هناك بعض المرونة فى اختيار الأنواع وعددها، وذلك لأن السبلايز تمثل عبئًا  ماديًا  كبيرًا  على الأسرة خاصة فى وجود أكثر من طفل.

من جانبها رفضت إسراء محمد فكرة السبلايز من الأساس، مؤكدة أنها مرهقة ماديًا  للأهالى ونفسيًا  للطلاب.  وأكدت أنه من الأفضل أن نعود لما اعتدنا عليه خلال السنوات السابقة من التعليم، فكل طالب يشترى أدواته التى يريدها بنفسه دون إجبار على شراء ماركة معينة أو أعداد كبيرة، وتكون برفقته فى الوقت الذى يحتاج فيه استخدامها ويكرر شراءها وقت الحاجة.

أزمات التحضير للموسم الدراسى الجديد لا تتوقف عند هذا الحد. ففى العمر الصغير تكون أبرز المشاكل متعلقة بالسبلايز، أما فى المراحل الأكبر مثل الإعدادى والثانوي، هناك تحدٍّ جديد تعيشه الأمهات مع بنات هذا الجيل بشكل خاص، وذلك بعدما ظهرت «شنطة الطوارئ» والتى تحتوى على مرآة وفرشاة وكريم شعر وكريم واقٍ من الشمس ومرطب شفاه وبلاشر وفوط صحية، وذلك للتعامل مع أى موقف مفاجئ قد تتعرض له الطالبة خلال اليوم الدراسى.

وأكدت بشرى مصطفى، أم لبنتين، الأولى فى إعدادى والثانية أولى ثانوى، أنها ترفض تمامًا  هذه الفكرة، وذلك لأن المدرسة مكان للدراسة فقط ولا يتناسب معها هذه الأمور.