رسائل النجم الساطع مستمرة: جاهزية تامة وتدريب متواصل
جيش مصر قادر

تابعت الإنجاز المصرى: د. شاهندة الباجورى
تتوالى رسائل مناورات النجم الساطع 2025 كأكبر تدريب عسكرى فى الشرق الأوسط، أولى الرسائل أن مصر قادرة وجاهزة، وأن رغبة الجيوش المختلفة للتعاون العسكرى إشارة إلى أبعاد جاهزية تامة للقوات المسلحة المصرية تترامى على جانب خريطة المنطقة.
كنا هناك نتابع التدريبات والمناورات التى أثبت بها الجيش المصرى جاهزيته العسكرية، وتطوره التكنولوجى الذى أهله ليكون فى مصاف الجيوش العالمية، وإجادة مقاتليه استخدام كافة الأسلحة الحديثة التى ظهرت فى مسرح عمليات الحروب.

وتضمنت مناورة «النجم الساطع - 2025» عددًا من التدريبات والأنشطة العسكرية بين الدول المشاركة اتسمت بالتنظيم والتخطيط الجيد لمختلف الأنشطة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التدريب.
وشملت الأنشطة تنفيذ عدد من الرمايات بالذخيرة الحية، فضلًا عن تنفيذ عدد من الدورات التخصصية القصيرة والتى تشمل مكافحة العبوات الناسفة والإسعافات الأولية والإخلاء الطبى للجرحى ومجابهة الطائرة بدون طيار.
ونفذت العناصر المشتركة عددًا من الأنشطة الميدانية تضمنت تنفيذ القوات الجوية طلعات للتدريب على أعمال القتال الجوى بهدف تحقيق السيطرة الجوية المشتركة.
فيما نفذت القوات البحرية عددًا من المهام التدريبية المختلفة وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش لسفينة مشتبه بها، كما تم التدريب على أعمال التطهير الكيميائى.
ذكاء اصطناعى
على هامش فعاليات التدريب، تم تنفيذ منتدى« النجم الساطع»، من خلال تنفيذ ورش عمل فى عدد من المجالات التخصصية منها الذكاء الاصطناعى واستخدام المسيرات لدعم العمليات العسكرية، وتطبيق القانون الدولى الإنسانى فى النزاعات المسلحة الدولية، فضلًا عن تنفيذ محاضرات عن الأمن السيبرانى.

وتم تنفيذ نشاط تدريبى للتعريف بأحدث أساليب البحث والإنقاذ.
وتضمنت المناورة تنفيذ تدريب عملى للقضاء على بؤرة إرهابية مسلحة وتطهيرها من كافة العناصر الإرهابية وتأمين عودة الحياة إلى طبيعتها.
ونفذت قوات المظلات عمليات القفز المظلى، بالتزامن مع تغلب عناصر المهندسين العسكريين على العبوات الناسفة المرتجلة وتأمين طرق وخطوط الاقتحام، أعقبها قيام مجموعات القتال الرئيسية المدعومة بالقوات الخاصة من مختلف الدول وعناصر الشرطة المدنية المصرية باقتحام البؤرة الإرهابية لتطهيرها والسيطرة عليها، وعكست المرحلة المستوى المتميز لكافة العناصر المشاركة وقدرتهم على تخطيط وإدارة عمليات مشتركة بأحدث الأساليب الاحترافية.
المرحلة الرئيسية
تضمنت المرحلة الرئيسية للتدريب المصرى الأمريكى المشترك «النجم الساطع - 2025» تنفيذ مشروع تكتيكى للرماية بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة والقوات المشاركة بالتدريب حيث قامت المقاتلات متعددة المهام والهليكوبتر المسلح المضاد للدبابات بالاشتباك وتدمير الأهداف المعادية.
كما تم تنفيذ أعمال القصف المدفعى بدقة عالية على كافة الأهداف المخططة، وتم دفع المقدمات الميكانيكية والمدرعة للقوات المشاركة المدعومة بعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات ووسائل وأسلحة الدفاع الجوى لاستكمال تطوير الهجوم وتدمير الأهداف المعادية.
وظهر خلال هذه المرحلة التعاون الوثيق بين كافة عناصر تشكيل المعركة والقدرة العالية على المناورة واستغلال طبيعة الأرض.
وتضمنت المرحلة الختامية الدفاع ضد التهديدات غير النمطية من خلال تنفيذ رماية مدفعية سطحى بالأعيرة المختلفة كذلك تنفيذ ممارسة حق الزيارة والتفتيش على سفينة مشتبه بها، بالإضافة إلى تنفيذ عملية الهجوم على شاطئ معاد من خلال عناصر الوحدات الخاصة بواسطة الإبرار البحرى والإسقاط المظلى، وتنفيذ قذف جوى ضد الأهداف المخططة على الساحل بواسطة الطائرات المتعددة المهام.

الريادة العسكرية
يقول اللواء أ.ح أحمد كامل عبد المطلب رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: تمثل القوات المسلحة المصرية الريادة العسكرية فى الشرق الأوسط، وما زال العالم كله يتنافس على التدريب مع الجيش المصرى فى مناورة النجم الساطع ليروا مدى التقدم الذى وصل إليه التسليح المصرى.
ويؤكد اللواء أحمد كامل أن اشتراك 44 دولة بأكثر من 8000 مقاتل، منها 30 دولة بصفة مراقب يعتبر نجاحًا لهذه المناورات، واحتفاظ مصر بالريادة فى المنطقة بقواتنا المسلحة.
أضاف: رأى الجميع نجاح مصر فى مناورة النجم الساطع «نسخة - 2025» لما قامت به من تخطيط وإعداد جيد لها، ومراحل تنفيذها، بالإضافة إلى إشراف القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس الأركان، وأيضًا الاستفادة من خبرات العديد من الدول الأجنبية المشاركة بالقوات من خلال بعض التكتيكات الخاصة بهم، واستيعاب الأسلحة الجديدة مع هذه القوات.
فى حين قال اللواء د. محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق: تبعث مناورة النجم الساطع عددًا من الرسائل، أولها عن مستوى القوات المسلحة المصرية، فهى تظهر الأسلحة والمعدات الحديثة للجيش المصرى، ومدى إجادته لاستخدامها فى مسرح الحرب، فضلًا عن الاستفادة من التنافس والاحتكاك المباشر لقادة وضباط ومقاتلى الجيش المصرى مع نظائرهم فى الجيوش الأخرى.

ويؤكد اللواء الغبارى أن هذه التدريبات تزيد من ثقة الجيش المصرى عند التعامل المباشر مع دول كبرى أو صغرى، فمعنى إقامة الجيش الأمريكى تدريباته العسكرية عندنا، هو وجود أسطوله البحرى أمام شواطئنا لإنزال قواته ومعداته، يفيد قواتنا المسلحة فى دراسة الجيش الأمريكى عن قرب وعلى أرضنا. وفى حالة وجود أى تحركات عسكرية فى المنطقة سيكون هناك تقدير للموقف بكل أبعاده السياسية والعسكرية على أرض الواقع، كل هذه رسائل نوجهها للناس والعالم من خلال هذه المناورة الأكبر.
وعن الذى يميز الجندى المقاتل المصرى عن نظيره من الجيوش الأخرى، قال اللواء الغباري: أهم ما يميز المقاتل المصرى هو العقيدة القتالية الراسخة فى روح المصريين، وأيضًا تفوقه العسكرى، فعندما كنت مديرًا لكلية الدفاع الوطنى، وكانت تأتى لنا زيارات من دول عدة، كانوا يسألونى دائمًا من الذى بث فى الجيش المصرى «عقيدة الأرض عرض»؟ فهذا هو المتعارف عليه فى جيوش العالم عندما يذكر الجيش المصرى.
مسرح العمليات
من جانبه أوضح اللواء أ.ح فؤاد فيود الخبير العسكرى أن مسارح الحرب فى العالم متنوعة، فإما أن تكون؛ «مسرح صحراوى، مسرح بحرى، إما نهرى، أو جبلى»، وهذه الأماكن تدار فيها العمليات العسكرية.
مضيفًا: حبا الله مصر كل ذلك التنوع الجغرافى معًا، فعلى أرض مصر توجد الجبال التى تقام فيها التدريبات المناسبة لتلك الكيفية، وتمتد بها البحار ونهر النيل المناسب لإقامة تدريبات الإبرار البحرى وغيرها من الأنشطة البحرية، كما يوجد لدينا صحارى شاسعة وقعت بها الحرب العالمية الثانية، وجوًا لما تمتلكه من مناخ مناسب للطيران العسكرى فى كل فصول السنة الأربعة. ومن هنا كان اختيار مصر لاستضافة هذه المناورة الاستراتيجية الضخمة مما يدل على أن مصر قلب العالم عسكريًا لوجود جميع أشكال مسارح الحرب التى من الممكن أن تدار فيها المعارك، ويتعامل معها الجنود ويتدرب عليها المقاتلون.
وأضاف اللواء فيود أن كل جيوش العالم حريصة على التدريب مع أفراد الجيش المصرى، بل ويتهافتون على ذلك لما يتمتع به الجندى المصرى من قوة وإتقان وشجاعة، فمنذ أن كنت أحارب فى الجيش برتبة ملازم، وقد غرست فينا عقيدة «النصر أو الشهادة»، فإما أن تنتصر وتحرر أرضك أو تكون شهيدًا عند الله، وهذا يجعل من المقاتل المصرى بطلًا لا يهاب الإصابة أو الموت، مما يؤثر على رباطة الجأش ويقويها معنويًا، عكس باقى الجيوش.