خطة الإنقاذ

رصد الكواليس: إبراهيم جاب الله
مع بدء العد التنازلى، بعد الإعلان عن الجدول الزمنى لانتخابات مجلس النواب 2025 من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات التى أصدرت بيانًا منذ عدة أيام تنفى فيه تأجيل موعد فتح باب الترشح، مؤكدة أن العملية الانتخابية تجرى فى موعدها، كثفت الأحزاب التاريخية العريقة تحركاتها واجتماعاتها، وعلى رأسها الوفد والتجمع لوضع خطة إنقاذ تسعى من خلالها للحصول على مقاعد تناسب حجمها وتاريخها.
يأتى ذلك بعد أن حققت هذه الأحزاب التى تأسست مع بدء التجربة الحزبية المصرية الثانية، مكاسب ضئيلة فى انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة؛ حيث حصل حزب الوفد على مقعدين ضمن «القائمة الوطنية من أجل مصر»، كما حصد حزب التجمع مقعدين ضمن القائمة نفسها، فيما لم يكن لهذه الأحزاب تواجد قوى أو منافسة على المقاعد الفردية.

ويعكف مجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة القاضى حازم بدوى على إعداد الجدول الإجرائى والزمنى للعملية الانتخابية، وسيعلن فور الانتهاء منه عن دعوة الناخبين للإدلاء بأصواتهم، وميعاد فتح باب الترشح وجميع إجراءات ومراحل الانتخابات حتى إعلان النتائج.
الأحزاب من جانبها بدأت فى استخدام الورقة الأخيرة لها قبل إعلان الجدول الزمنى بالبحث عن مرشحين يعوضونها عن عدم قدرتها الحصول على مقاعد كافية فى الشيوخ، بما أدى إلى إحراج قيادات هذه الأحزاب أمام الأعضاء والأمانات فى المحافظات المختلفة.
وتدرس الأحزاب جميع الأسماء التى يتم طرحها وتعمل على ضم كوادر جديدة حتى لو كانت من خارج التجربة الحزبية لتتمكن من الدفع بها فى انتخابات مجلس النواب.
ويسعى كل حزب سياسى ليضع أمامه نقاط القوة والضعف وسط اجتماعات مكثفة ومفاوضات مستمرة لدراسة ما إذا كان سيخوض الانتخابات فى جميع الدوائر، أم يكتفى بالمنافسة فى دوائر محددة مع مراعاة المعايير المتفق عليها لاختيار المرشحين والتى تتمثل فى النزاهة والشعبية والتواصل مع الجماهير.
«انتخب الوفد»
أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب ومساعد رئيس حزب الوفد، فى تصريحات خاصة لــ«صباح الخير» أن الحزب وضع خطة متكاملة لإعادة بناء بيت الأمة واستعادة المكانة السياسية والشعبية للحزب فى الشارع، مشيرًا إلى أن خطة الحزب تستند إلى اختيار الكفاءات الحقيقية القادرة على تمثيل الحزب بشكل مشرِّف، مع إتاحة مساحات أوسع لتمكين الشباب والمرأة فى المواقع التنظيمية وقوائم الترشح، بما يعكس هوية الحزب الليبرالية وتوجهاته المدنية الوطنية، مؤكدًا أن الحزب لم يحسم بعد عدد المقاعد التى سينافس عليها فى انتخابات مجلس النواب، موضحًا: «لا زلنا فى مرحلة التنسيق ولم يحسم الأمر بعد».
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الحزب يعمل فى المرحلة الراهنة وحريص على إعداد مجموعة من البرامج السياسية الواضحة التى تركز على ملفات محورية فى حياة المواطن المصرى مثل التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية، فضلا عن تنشيط وجود الحزب فى المحافظات.
وكشف الدكتور أيمن محسب، عن إعداد برنامج انتخابى يعكس رؤية الحزب تجاه القضايا المختلفة، وطرح بدائل واقعية تنحاز للمواطن البسيط، وتقديم مرشحين قادرين على المنافسة الحقيقية واستعادة ثقة الشارع المصرى فى حزب الوفد باعتباره أحد أعرق الأحزاب السياسية المدنية فى مصر وصاحب تاريخ طويل فى الحياة الديمقراطية، مؤكدًا: سنكون قادرين على المنافسة واخترنا شعار «انتخب الوفد» لكسب ثقة الجماهير فى الدوائر المختلفة.

التجمع فى الفردي
أما حزب التجمع باعتباره أحد أهم الأحزاب التاريخية فى تيار اليسار، فلم يقف عند مرحلة فوزه بمقعدين فقط فى مجلس الشيوخ، لكنه يتحرك الآن للفوز بعدد من المقاعد فى «النواب» تعبر عن تاريخ الحزب خاصة أن التجمع كان لديه عدد من النواب المؤثرين تحت القبة.
عاطف مغاورى رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع ونائب رئيس الحزب، قال إن التجمع يواصل استعداداته واجتماعاته المكثفة للدفع بمرشحين فى انتخابات النواب سواء على نظام القائمة الوطنية أو من خلال المقاعد الفردية، حيث فتح الحزب باب تلقى طلبات الترشح فى أمانات المحافظات ويتم حاليًا دراسة كل الأسماء النهائية، لافتا إلى أن الحزب سينافس بشكل قوى على المقاعد الفردية فى مختلف المحافظات من خلال الدفع بعدد من المرشحين الذين لديهم قبول فى الشارع وقادرون على أداء الدور البرلمانى حيث سعى الحزب لاختيار مرشحين ذوى كفاءة ولديهم خبرات سياسية.
ولا يزال حزب التجمع يشارك فى المشاروات الجارية مع تحالف «القائمة الوطنية من أجل مصر» للاتفاق على عدد المقاعد ونسبة كل حزب وتمثيله بالقائمة.
بينما اتفقت أحزاب الإصلاح والتنمية والعدل والمصرى الديمقراطى الاجتماعى على تحالف انتخابى بالنسبة لمقاعد الفردى كما قرر حزبا المحافظين والدستور التنسيق فى الانتخابات عبر تحالف الطريق الحر.