الجمعة 19 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بعيدًا عن أمريكا..  ومن الآن هى وزارة الحرب

بعيدًا عن أمريكا.. ومن الآن هى وزارة الحرب

ما سمعناه وقرأناه فى الأيام الأخيرة حول الصين يعكس بلا شك قلق المواجهة الحادة وربكة المنافسة الحامية التى تعيشها واشنطن وهى تتابع الصور والتصريحات والتحليلات السياسية والاقتصادية الآتية من هناك بحضور قادة دول العالم وعلى رأسهم الصين وروسيا والهند. وكأن قادة العالم اتفقوا معًا لمواجهة أمريكا وتكوين نظام عالمى جديد!



ما لفت انتباه المعلقين السياسيين ومنهم المعلق السياسى فريد زكريا كيف أن القوى الاقتصادية الإقليمية تتحرك بعيدًا عن أمريكا وتقترب من الصين كرد فعل لسياسة التعريفات الجمركية التى يحاول أن يفرضها الرئيس ترامب ويصاحبها خطاب تهديد ووعيد من ترامب ملوحًا بعقوبات أو ما شابه ذلك. ولذا رأينا هناك قادة من دول مثل الهند وتركيا وفيتنام. وكان الكثير من واضعى الاستراتيجيات الأمريكية قد راهنوا من قبل على تأجيج الخلاف أو التنافس ما بين الهند والصين من أجل مصالح أمريكا الإقليمية- والعالمية.

وتتابع الدوائر الاقتصادية والعسكرية تبعات هذا الاحتضان الصينى لقادة دول العالم وخاصة الروسى والهندى.

وكيف سينعكس كل ما قيل وأعلن عنه على واقع المشهد العالمي؟. ولا شك أن انعكاسات هذه المواقف الدولية الداعية للتحرر من الهيمنة الأمريكية سوف تظهر أيضًا فى الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة والمقرر عقده فى نهاية هذا الشهر سبتمبر بنيويورك. ووقتها سوف نتعرف أكثر عما تريده أمريكا أو ما يريده ترامب من العالم.. وأيضًا ما يريده العالم من ترامب! سواء بتدخله فى شئون العالم أو ابتعاده عنها بشكل أو آخر!

 

اسمها وزارة الحرب

بالطبع ما قرره الرئيس الأمريكى رقم 47 بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب لن يغير كثيرًا من المهام والمسئوليات التى تقوم بها هذه الوزارة العملاقة التى تتجاوز ميزانيتها السنوية الـ800 مليار دولار.

وكان ترامب قد قال وردد من قبل أنه يريد إنهاء الحروب وأن يضع حدًا لتورط أمريكا فى الحروب. وبالطبع صدق الكثيرون مزاعمه ورددوها تفاؤلًا بوجود رئيس أمريكى براجماتى داعم للسلام.

 

 

 

تاريخيًا ما حدث كان كالتالى: ولدت وزارة الحرب مع دستور 1789 لتكون كما وصفت حينذاك الجهاز التنفيذى الذى يدير الجيش الجديد. ومهمتها الأساسية حماية الحدود وتنظيم القوات النظامية. وكما هو معروف نحن نتحدث عن دولة ناشئة تقوم ببناء مؤسساتها السياسية والعسكرية.

أما اسم وزارة الدفاع فكان بعد الحرب العالمية الثانية فى عام 1949 مع تعديل التشريعات الخاصة لكى تعبر أكثر عن الردع والحماية والأمن وليس عن شن الحروب. ومن الطبيعى أن يتساءل المراقبون هل سيكون لتغيير التوصيف اللغوى أثر فى تغيير المهام المنوطة بالوزارة العملاقة؟ وأنها ستحول تفاصيل استراتيجياتها المستقبلية من الردع إلى الحرب.. ومن الدفاع إلى الهجوم فى إطار رؤية تسعى من أجل إثبات أن أمريكا هى الأقوى والأكثر قدرة على الانتصار فى حروبها. وكانت انتقادات عديدة انصبت من قبل على أن مهام القوات الأمريكية لا يجب أن تشمل ما سمى فى وقت ما بـ «بناء الأمم» مثلما فشلت تلك المهام فى أفغانستان والعراق. أو المساهمة فى التدخل فى الكوارث البيئية باعتبارها قضايا أمن قومى.

ومن المنتظر أن تتضح الرؤية بشكل أشمل فى الفترة المقبلة مع محاولات تفسير وتبرير هذا التغيير اللفظى والاستراتيجى فى كيفية مواجهة الأزمات والصراعات فى العالم وكيف ستتعامل أمريكا عسكريًا فى هذه المواجهات المرتقبة فى القريب العاجل أو الآجل.

11 سبتمبر من جديد 

مع حلول 11 سبتمبر من عام 2025 تم إحياء ذكرى الضحايا وتذكير الرأى العام الأمريكى بمرور 24 عامًا على الهجوم الإرهابى الكبير الذى شهدته نيويورك وأمريكا فى ذلك اليوم. 

وعلى مدى السنوات الماضية لم تتردد جماعات غير حكومية فى أن تطالب بحقوق من كانوا متواجدين فى موقع الحدث وصاروا من ضحاياه من رجال المطافى وفرق الإنقاذ والإسعاف وكل من كان يعيش أو يعمل مجاورًا للمبانى المنهارة والحرائق المشتعلة والرماد المنتشر فى محيط موقع الحادث. 

وحسب التقديرات هناك نحو 50 ألفًا صاروا حالات إصابة بالسرطان. وأن أكثر من ألفين توفوا من السرطان.

صحيفة نيويورك بوست حرصت على ذكر هذه الأرقام قبل 4 أيام من تاريخ الحدث الذى لم تشهد مثله أمريكا من قبل. الصحيفة وهى تسلط الأضواء على تفاصيل الأرقام كانت ترغب فى لفت الانتباه وعدم تجاهل تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات للضحايا وأسرهم، خاصة أن هناك 8 آلاف و215 ماتوا من أمراض ذات صلة بما حدث يوم 11 سبتمبر. وجدير بالذكر أن عدد ضحايا الهجوم الإرهابى بشكل مباشر بلغ ألفين و977 شخصًا.. جرت العادة على قراءة أسمائهم كل عام مع كل إحياء ذكرى هذا اليوم التاريخى فى تاريخ أمريكا والعالم.