الأحد 21 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أغرب 6 قرى على الأرض!

فى العالم هناك قرى بعيدة تختبئ بين الجبال أو وسط الحقول، تحمل فى زواياها حكايات أغرب من الخيال!.. بعضها تحرسه الدمى، وبعضها بلا أبواب ولا أقفال، وأخرى تحافظ على جسور من النباتات كأنها سر قديم بين أهلها والطبيعة.. هنا سنأخذك فى جولة بين أغرب قرى العالم، حيث الواقع يمتزج بالأسطورة، ويبتكر الإنسان ألف طريقة ليحمى ذاكرته وأحلامه.



 

فى أعالى جبال جزيرة «شيكوكو» اليابانية، تختبئ قرية هادئة، قليلة البشر... لكن مزدحمة بالوجوه. وهى قرية «ناغورو»، لا يزيد عدد الناس الأحياء على  ثلاثين شخصًا فقط، لكن العابر فى شوارعها سيقابل مئات العيون تحدق فيه بصمت.

هذه ليست عيون سكان عاديين، بل دُمى بالحجم البشرى، تجلس على المقاعد الخشبية، تعمل فى الحقول، وحتى تتعلم فى الفصول الخالية من التلاميذ.

كل دمية هنا تحمل قصة شخص رحل،  هذه الحكاية بدأت قبل سنوات، حين عادت سيدة اسمها «تسوكيمى آيانو» إلى قريتها القديمة لتجدها شبه خالية من الأصدقاء والجيران، لذا صنعت دمية تشبه والدها الراحل، ثم لم تستطع التوقف!

ومنذ عام 2003 وهى تُعيد الحياة لمن غابوا، فى هيئة دمى ثابتة تحيى الذاكرة وتواسى الوحدة، وتحكى للغرباء حكاية قرية يحرسها الصمت والدمى.

 

 

 

ولازالت تتواجد هذه القرية بنفس شكلها مع تناقص عدد سكانها إلى 20 أو 30 شخصًا على الأكثر وتستقبل السياح من مختلف أنحاء العالم.

وفى عمق الريف اليابانى بعيدًا عن ضجيج المدن، توجد قرية هادئة اسمها «إيتشينونو»، لم يبق بها سوى القليل من البشر، أما البقية فقد رحلوا وتركوا وراءهم صمت البيوت والذكريات.

لكن هذا الصمت لم يطل كثيرًا؛ فكما حدث فى «ناغورو»، ولدت فى القرية دمى جديدة تملأ الأزقة، تجلس فى الحقول، وترتدى ملابس قديمة تذكر أهل القرية بمن رحلوا.

ولا يوجد بهذه القرية ولا مقاهى صاخبة، فقط دمى صغيرة وكبيرة، تحكى قصص سكان لم ينسهم أحد، حتى الغرباء حين يزورون المكان، يشعرون كأنهم يمشون وسط عائلة صامتة... تحرس القرية بحب.

وفى الجبال البعيدة، حيث الشتاء يقسو والثلج يبتلع الأسطح، تقف بيوت «جوكاياما» المنطقة اليابانية الهادئة شامخة كأيدى رفعت بالدعاء، حسب وصف صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية».

واعتاد سكان هذه القرية ألا يبنوا منازلهم بأسقف عادية، بل يصنعونها مثلثات عملاقة تشبه كفوفا متشابكة، كى يتحمل الخشب أطنان الثلج.

القريتان التاريخيتان فى جوكاياما «أينوكورا وسوجانوما» (Ainokura وSuganuma) لا تزالان تحافظان على هذا السر المعمارى العتيق، كأنه وعد بين الناس والطبيعة، قائلين لن ينهار البيت أبدًا طالما أن الأيدى مرفوعة للسماء.

 

 

 

الإله الحارس

أما فى غرب الهند، فهناك قرية تسمى «شانى شنجنابور» لا تعرف الخوف، بيوتها بلا أبواب، ولا أقفال، حتى البنوك الصغيرة هناك تُغلق بصمت بلا مفاتيح!

ويثق الناس هناك فى الإله «شانى» الذى يحرسهم من اللصوص، ويؤمنون أن من يسرق سيصيبه سوء الحظ فى الحال.

وعلى مدار السنين، صار الزائرون يأتون ليشاهدوا البيوت المفتوحة، ويندهشوا من بساطة الناس الذين يعيشون بلا قلق، وكأن الأمان نعمة لا يحتاج بابا ليحرسه.

ولم تكن القرية الهندية «ماروتيتشال» تعرف الشهرة إلا بسبب الكحول، فقد كان الإدمان هنا ضيفا ثقيلا على كل بيت تقريبا، حتى قرر السكان يوما ما أن ينتصروا عليه بلعبة هادئة، وهى الشطرنج.

تدريجيًا، صارت المربعات البيضاء والسوداء تحل محل الزجاجات، وتحولت الحوارات من صخب السكر إلى هدوء التفكير العميق.

واليوم، يقال إن كل بيت فى ماروتيتشال يمتلك رقعة شطرنج، حتى الأطفال يجيدون اللعب، كأن القطع الخشبية الصغيرة أنقذت القرية من الإدمان.

وبالعودة لليابان ففى أحضان الطبيعة البرية، يتدلى جسر قديم من نباتات الكرمة بين جبلين شاهقين. وهذا هو «كازوراباشى» الشهير، أحد جسور وادى «إيّا».

ويحكى أهل الوادى أن الجسور بُنيت قديما للهرب من المهاجمين للبلدة، ولو اقترب الأعداء، تُقطع الكروم فتختفى الطريق فى لمح البصر.

وحتى اليوم، يُعاد بناء الجسر يدويًا كل ثلاث سنوات، ليبقى رمزا لشجاعة أهل القرية، وتحديا للزائرين الذين يعبرونه بخطوات خائفة وقلوب مبهورة بالطبيعة الساحرة.