الإثنين 20 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
واشنطن  لم تعد كما كانت من قبل

واشنطن لم تعد كما كانت من قبل

حديث واشنطن فى الأيام الأخيرة يسيطر عليه القلق والغضب والحزن والحيرة. ويطرح أهل واشنطن تساؤلات حول ما حدث بالأمر الرئاسى وما قد يحدث مستقبلًا فى المدينة واستقلاليتها فى إدارة شئونها وحياتها التى تميزت بها عبر العقود. وهل الرئيس ترامب بتدخله العسكرى والأمنى ولجوئه لوزارة العدل بأفرعها المتعددة الخاصة بالأمن واستدعاء قوات الحرس الوطنى من ست ولايات تميل إليه ولأجندته سوف يتمكن من فرض إرادته وبسط نفوذه ونفوذ الحكومة الفيدرالية على عاصمة البلاد وأهلها.



وبالطبع كما جرت العادة تباينت التبريرات وتصادمت التفسيرات وتصاعدت الاستنكارات فى وصف تدخل الرئيس الأمريكى ترامب وبشكل مباشر وحاد وغير مسبوق فى تعزيز قبضته فى واشنطن. تساءل البعض هل واشنطن بقياداتها المحلية فقدت السيطرة أم أن ترامب كما اعتدنا معه منذ أن جاء الى البيت الأبيض لا يريد أن يحترم قواعد اللعبة السياسية الأمريكية برمتها. ويريد أن يغير ويتدخل فى تفاصيل إدارة واشنطن لأمورها لتتوافق مع ما يراه هو وما يريده هو.  البعض لم يتردد بعد أن وجد مئات من القوات الأمريكية فى شوارع العاصمة أن يصف ما حدث بـ«عسكرة» واشنطن وبالطبع «تسييس» آليات إدارتها المستقلة لإرضاء ترامب وخياراته. ووسائل الإعلام والصحف الكبرى لم تتردد منذ اليوم الأول فى متابعة تفاصيل ما حدث وردود الأفعال، وأيضًا تحاول أن ترصد المشهد بكل تفاصيله.. ما له وما عليه خاصة أنها عاصمة البلاد وما تشهده غريب لكل من عرف واشنطن أو زارها.   الرئيس ترامب قام بما فرضه كأمر واقع بحجة تنفيذ القانون وتحقيق الأمان وإنقاذ واشنطن، وقد أمر وزارة العدل الأمريكية أن تتولى قيادة قوات الشرطة فى العاصمة وطالب بإرسال قوات الحرس الوطنى من ولايات عدة للتوجه إلى عاصمة البلاد وأن تتولى زمامها الأمنى. وكل هذا تم ويتم أيضًا من أجل جعل واشنطن «عظيمة من جديد» وخالية من الجريمة بتطهيرها من المجرمين والخارجين عن القانون والمهاجرين غير الشرعيين.. والمشردين أيضًا. (حسب ما قال ترامب ومعاونوه). كما طالب ترامب بتخصيص مليارين من الدولارات من أجل تطوير وتنظيف واشنطن. ولا شك أن هناك نوايا لدى ترامب أن تمتد سلطته هذه فى فرض سيطرته على واشنطن لأكثر من 30 يومًا وأن ينتقل النموذج ذاته إلى مدن أخرى مثل شيكاجو ونيويورك وبالتيمور وديترويت فيما بعد. وكلها مدن وولايات يحكمها ديمقراطيون. وبعد مرور أسبوعين من بدء تطبيق هذا الواقع الجديد ذكرت تقارير صحفية  أن البنتاجون (وزارة الدفاع) أعطت أوامر أو سمحت بأن يحمل قوات الحرس الوطنى الأسلحة النارية.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

بعد أسبوع من فرض الوصاية أو السيطرة الفيدرالية على العاصمة ذكر اتحاد شرطة واشنطن العاصمة أن الجريمة انخفضت خلال هذا الأسبوع بنسبة 8 فى المائة كما أن جرائم العنف انخفضت بنسبة 22 فى المائة. وحسب ما ذكره البيت الأبيض خلال الأسبوع الأول ذاته وصلت حالات الاعتقال إلى 450 حالة، وقد تم إخلاء 45 من أماكن خيام المشردين.

واشنطن لم تعد كما كانت من قبل. عبارة أصبحت تتكرر على لسان أهلها والزائرين لها. قوات بالزى العسكرى منتشرة بعرباتها المصفحة فى أغلب الأماكن خاصة القريبة من معالم واشنطن.نقاط تفتيش أمنى فى شوارع العاصمة انتشرت بشكل ملحوظ فى ساعات الليل. وأشار المتابعون لحركة السياحة والزوار أن هناك انخفاضًا ملحوظًا فى حجم بيزنس مطاعم واشنطن. فالوصول إليها لم يعد بالأمر اليسير .. كما أن بعض العاملين فيها وهم غالبًا من المهاجرين  توخوا الحذر ومن ثم امتنعوا عن الذهاب خوفًا من تعرضهم لمضايقات واعتقالات لسبب وآخر.

ويبقى السؤال الأهم - إلى متى ستكون واشنطن رهينة هذا الوضع الغريب عليها؟! 

الدجاج المقرمش له الهيمنة!

المراقبون لشأن الوجبات السريعة خاصة الوجبات الأشهى طعمًا والأكثر انتشارًا ومبيعًا لا يترددون فى القول إن الدجاج خاصة المقرمش منه (Crispy) يتربع على عرش الاختيار والاستمتاع به لدى مستهلكى الفاسد فوود ـ الوجبات السريعة فى أمريكا فى الوقت الحالي.

ويبدو من دراسات السوق والمستهلكين أن الدجاج المقرمش المقلى هو المطلوب والرائج حسب مذاق الناس هذا الصيف. وأن أغلب سلاسل الوجبات السريعة تبنت هذه الوجبة بكافة أشكالها لكى تكون من ضمن قائمة الطعام لديها. ومن هنا جاء التفنن فى تقديم الدجاج المقرمش. سواء فى طريقة التحضير أو فى طبيعة الصوص المضاف إليه.

ولم يقتصر هذا الاختيار على المطاعم التى عرفت تقليديًا بتقديم وجبة الدجاج مثل تشيك فيليه وبابايا.. إذ وجدنا أن سلسلة مطاعم تاكو بيل مثلا تبنتها وسط وجباتها الشهيرة من التاكو وبوريتو. كما أن مطاعم  وينديز (معروفة بالبيرجر) ذكرت أنها تنوى تقديم وجبة جديدة للدجاج المقرمش مع نهاية هذا العام. ولم تتأخر ماكدونالدز الشهيرة بوجبات البيرجر دائمًا فى دخولها لهذا السباق، إذ قدمت نسختها الجديدة من الدجاج المقرمش فى مايو الماضي. ومع شهر يوليو أعادت إلى قائمتها وجبة خفيفة من الدجاج فى لفافة.

وجدير بالذكر أن فى بيزنس الوجبة السريعة فإن الدجاج صار أكثر إقبالًا ومبيعًا فى العام الماضى، فقد زادت المبيعات فى مطاعم الدجاج بنسبة 8.9 فى المائة مقارنة بالعام الذى سبقه ـ فى حين مبيعات البيرجر زادت بنسبة 1.4 فى المائة. وبالطبع أسعار الوجبات ونوعيتها كانت عنصرًا مهمًا فى تفضيل الوجبة الدجاجية!!

وحسب ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال فإن المبيعات السنوية لمطاعم الدجاج كوجبة سريعة ـ كانت أكثر من 53 مليار دولار.

ويحدث هذا بينما المعروض والمتوافر من اللحم البقرى فى تناقص مستمر. كما أن زيادة أسعار اللحوم وصلت إلى مستويات عالية جدًا جعلت من تقديم وجبات الدجاج أكثر ربحًا بالنسبة للمطاعم وبالنسبة لموردى اللحوم على السواء.