علاقات أخوية راسخة
ياسمين خلف
تلبية لدعوة من شقيقه صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولى عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء، زار الرئيس عبدالفتاح السيسى المملكة العربية السعودية.
تأتى الزيارة فى إطار العلاقات التاريخية الراسخة التى تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتجسيدًا لحرص القيادتين على مواصلة تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين، إلى جانب التنسيق والتشاور المستمر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتناولت المباحثات بين الرئيس وسمو ولى العهد، بمدينة نيوم، سبل دعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، وبحث الزعيمان مستجدات الأوضاع فى المنطقة، وفى مقدمتها تطورات الحرب فى قطاع غزة، إلى جانب الملفات المتعلقة بلبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن، فضلاً عن أمن البحر الأحمر.
والتقى الرئيس السيسى بمدينة نيوم بالمملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء، وذلك فى مباحثات موسعة تلاها اجتماع ثنائى ضم الزعيمين.
ورحب صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بزيارة الرئيس إلى السعودية، معربًا عن اعتزاز المملكة بما يجمعها بمصر من علاقات أخوية راسخة، ومؤكدًا حرصها على تعزيز أطر التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، والارتقاء بها نحو آفاق أوسع وأكثر استدامة، بما يُحقق مصالح البلدين ويُلبّى تطلعات شعبيهما فى إطار رؤيتهما المشتركة للمستقبل.
كما ثمّن سمو ولى العهد الدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي، استنادًا إلى ثقلها التاريخى ومكانتها الاستراتيجية.
وعبر الرئيس السيسى لسمو الأمير محمد بن سلمان عن بالغ تقديره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا عمق مشاعر الود والاعتزاز التى تُكنّها مصر، قيادةً وشعبًا، للمملكة العربية السعودية، وللروابط التاريخية الوثيقة التى تجمع البلدين. كما أعرب سيادته عن تطلعه إلى مواصلة البناء على ما تحقق من نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية، بما يُسهم فى تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية، ويواكب تطلعات الشعبين الشقيقين.

وشهد اللقاء مناقشات معمّقة حول عدد من ملفات التعاون الثنائى، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة، والإسراع فى تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى - السعودى، باعتباره إطارًا شاملًا لتطوير العلاقات على كافة المستويات. كما تم الاتفاق على إطلاق المزيد من الشراكات فى مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتطوير العمراني.
وتناول اللقاء مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم استعراض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف.
وأكد الرئيس السيسى دعم مصر للمبادرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مخرجات مؤتمر «حل الدولتين». وفى هذا السياق، شدد الزعيمان على ضرورة الإسراع فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأسرى، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة، وشددا كذلك على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وخلال اللقاء تم التأكيد على عزم البلدين مواصلة التنسيق والتشاور المشترك، خاصة فى ظل التطورات المتسارعة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مع التشديد على أهمية دعم استقرار دول المنطقة، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية.