بالتفاصيل: موسم البحث عن الكوادر
صراعات القوى السياسية لاختيار المرشحين لانتخابات «النواب»

رصد الكواليس: إبراهيم جاب الله
ما بين السعى للدفع بكوادر لها تواجد شعبى وحقيقى على الأرض، وبين محاولة الاستفادة من القدرات التنظيمية التى تمتلكها بعض القوى، بدأت معارك الأحزاب والتكتلات السياسية لاختيار مرشحيها لمجلس النواب المقبل فى انتخابات ستشهد منافسة قوية بين جميع التيارات التى ستدفع بمرشحيها مع توقعات بتواجد قوى للمرشحين المستقلين ممن لهم تواجد شعبى فى الدوائر المختلفة.
ومع رغبة عدد كبير من الكوادر الحزبية خوض تجربة انتخابات مجلس النواب المقبل وطرح برامجهم أمام المواطنين فى الدوائر المتواجدين بها لتأكيد القدرة على تقديم خدمات حقيقية خلال الفترة المقبلة وحقهم فى الدفع بهم كمرشحين، اشتعلت المنافسة والصراعات داخل الأحزاب المختلفة خاصة مع بدء الاجتماعات التنظيمية داخل كل حزب بهدف المنافسة الحقيقية فى هذه الانتخابات التى تختلف بشكل كبير عن مجلس الشيوخ.
وواصلت الأحزاب تحركاتها على الأرض لاختيار الكفاءات والكوادر من خلال التواصل مع أمانات المحافظات وطلب ترشيحاتها فى كل دائرة حتى يمكن الاستقرار على القائمة النهائية التى سيخوض بها كل حزب المعركة الانتخابية سواء على المقاعد الفردية أو فى القوائم التى سيتم تشكيلها فى الانتخابات والمتوقع أن تظهر أكثر من قائمة فى انتخابات النواب.

تحركات مؤثرة
الأحزاب التى تمثل فرس الرهان فى الانتخابات المقبلة ومن بينها حزب الجبهة الوطنية، ومستقبل وطن وحماة الوطن والشعب الجمهورى بدأت تحركاتها لاختيار المرشحين، وعقد حزب الجبهة الوطنية برئاسة الدكتور عاصم الجزار رئيس الحزب وبحضور السيد القصير الأمين العام وعدد من القيادات اجتماعات خلال الأسبوع الماضى بمشاركة أمناء الحزب فى مختلف المحافظات، وشددت قيادات الحزب خلال الاجتماع على أن اختيار المرشحين سيكون على أساس الكفاءة والنزاهة والسمعة الحسنة، وكذلك التواجد الشعبى القوى فى الدائرة التى سيخوض بها المرشح الانتخابات، كما تم تناول خطة تلقى طلبات الراغبين فى الترشح بمختلف المحافظات وشددت قيادات الحزب على أن الفرص متساوية أمام الجميع وأن المعايير الواضحة والشفافة هى ما سيحكم عملية الاختيار.
كما أكد رئيس الحزب أن هناك لجنة للبت فى الترشيحات وهذه اللجنة فى حالة انعقاد دائم للتواصل مع الأمانات ومتابعة الملف بصورة مستمرة بما يضمن أعلى درجات الجاهزية للانتخابات المقبلة، مشددًا على أن المرحلة المقبلة تتطلب التنسيق الفعال بين جميع الأمانات وأن الحزب يعمل بخطوات قوية للإعداد للانتخابات واختيار كوادر مؤثرة.
وشددت قيادات الحزب على أن وحدة الصف الحزبى هى السند الحقيقى للنجاح فى الانتخابات المقبلة، كما تم توجيه الدعوة لأمناء المحافظات إلى تكثيف اللقاءات الجماهيرية والاستماع لمطالب المواطنين باعتبارها أساس البرنامج الانتخابى للحزب.

فيما يسعى حزب مستقبل وطن إلى تعزيز تواجده الشعبى مستندًا إلى خبراته التراكمية خلال السنوات الماضية سواء فى مجلسى النواب والشيوخ أو الفعاليات الجماهيرية التى ينظمها بشكل مستمر، وقال النائب أحمد عبدالجواد نائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن اللجنة المركزية المكلفة بدراسة ترشيحات الحزب لخوض الانتخابات تعمل بصفة مستمرة من أجل إعداد قوائم مرشحى الحزب للانتخابات المقبلة وذلك وفق معايير دقيقة تشمل الثقل الشعبى والكفاءة التشريعية وممارسة العمل النيابى، كما أن هناك لقاءات موسعة مع أمناء الحزب فى المحافظات بهدف التنسيق الميدانى والوصول إلى تنظيم فعال يدعم الحزب فى الانتخابات المقبلة.
أما حزب حماة الوطن فبدأ الإعداد لانتخابات مجلس النواب من خلال التواصل مع المرشحين وعقد اجتماعات مع أمانات المحافظات لاختيار من سيخوض المعركة الانتخابية المقبلة بناء على معايير صارمة من بينها الكفاءة والنزاهة والخبرة؛ حيث يسعى الحزب إلى تحقيق نتائج قوية وحصوله على نصيب الأسد من المقاعد فى مجلس النواب المقبل.
فى الوقت ذاته بدأت أحزاب ما يسمى بـ«الحركة المدنية» من بينها حزب الدستور والمحافظين والمصرى الديمقراطى وغيرها اجتماعاتها لاختيار المرشحين مع التركيز على الدفع بكوادر على المقاعد الفردية فى ظل الفرص القوية لقائمة من أجل مصر، كما تسعى الأحزاب إلى التنسيق بشأن المقاعد الفردية فى كل دائرة وطلبت الأحزاب معرفة موقف كل حزب على حدة فى التيار المدنى الديمقراطى لخوض المعركة الانتخابية وسط دعوات لإنشاء صندوق لتمويل خطط الدعاية للمرشحين تساهم فيه جميع الأحزاب التى تعمل ضمن الحركة المدنية.
كما يسعى حزب العدل لأن يكون بمثابة صوت قوى فى البرلمان من خلال تشريعات قادرة على تحسين الوضع المعيشى للمواطن والتركيز على قضايا العدالة الاجتماعية وفرص العمل وتمكين المرأة وضمان حقوق المواطن فى التعليم والرعاية الصحية وغيرها، والقضايا التى سيركز عليها الحزب فى برامجه الانتخابية والدعاية خلال فترة الانتخابات لكسب أصوات الناخبين.

ثقل شعبي
من جانبه قال عصام هلال الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن وعضو مجلس الشيوخ فى تصريحات خاصة لـ«صباح الخير» إن الحزب يسعى لعمل توازن ما بين اختيار مرشحين لديهم قواعد شعبية وقدرة على الأداء القوى تحت القبة، وهذا رأيناه فى تجارب نيابية سابقة، وهناك نواب قدمهم الحزب فى البرلمان السابق وحتى فى انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة ورغم أن البعض يرى أن التواجد الشعبى قد لا يكون مناسبًا فى بعض الأحيان لقيام النائب بدوره البرلمانى ونحتاج لقيادات لديها قدرة على العمل السياسى، ولذلك نحن فى حزب مستقبل وطن كان قطار العمل مستمرًا طول العام من خلال المشاركة فى العديد من الفعاليات على الأرض، مضيفًا: هذا العمل المستمر خلق لدينا كوادر ذات ثقل شعبى وسياسى ونجحنا فى عمل التوازن بين نائب له صلة بالمواطن وفى الوقت نفسه كوادر مدربة على ممارسة دورها البرلمانى، وأن هذه القواعد تم تطبيقها على كل المرشحين الذين سيتم اختيارهم سواء كان وجهًا جديدًا أو نائبًا حاليًا ويتم ذلك عن طريق المؤسسات واللجان والأمانات الفنية التى تحاول دائمًا أن تصقل خبرات النائب حتى يتمكن من أداء دور البرلمانى على أكمل وجه.
وأشار إلى أنه بعد هذه التجارب والفعاليات المستمرة للحزب على مدار العام، وكذلك التجارب الانتخابية والبرلمانية نستطيع الاختيار بين مرشح وآخر يتمتع بمعايير تم التأكيد عليها داخل الحزب وهى حسن السير والسلوك والثقل الشعبى وفى الوقت نفسه القدرة على أداء الدور البرلمانى.
وأكد أن حزب مستقبل وطن يمتلك الجاهزية الكاملة لانتخابات مجلس النواب ونخوض بروح التشاركية، مشددًا على امتلاك الحزب خبرات تنظيمية اكتسبها على مدار السنوات الماضية وسيخوض انتخابات النواب بهدف تغليب المصلحة الوطنية، كما أوضح أن الحزب لديه غرفة عمليات مركزية لمتابعة كافة تفاصيل العملية الانتخابية بشكل دقيق وعلى مدار الساعة وتعمل أيضًا على متابعة استعدادات كل المحافظات وتنسيق جولات المرشحين وتوفير جميع وسائل الدعم اللازمة لهم خلال فترة الانتخابات التى تشهد منافسة قوية.
وحول استمرار الحزب فى العمل على اختيار المرشحين تحت شعار «مشاركة لا مغالبة» وما هو طموح الحزب من مجلس النواب المقبل؟ أوضح أن الشعار الذى رفعه الحزب يصب فى صالح الدولة وأن لدينا يقينًا من خلال التجربة الحزبية أن الدولة المصرية تحتاج لكل الكوادر فى مختلف التوجهات لأننا نقدر جيدًا حجم التحديات التى تمر بها الدولة فى ظل الظروف الإقليمية الصعبة وهذه التحديات تستلزم منا تواجد كل التوجهات والآراء تحت القبة لأن الاختلافات فى الرؤى أمر صحى يساعد فى مواجهة أى تحديات، كما أن تواجد التيارات السياسية باختلاف توجهاتها داخل القائمة الوطنية من أجل مصر وكذلك من خلال المقاعد الفردية هى كلها تصب فى صالح الدولة وتثرى التجربة داخل البرلمان المقبل.