الخميس 28 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لماذا بدأت حروب العظام فى الغرب

قبل 240 مليون سنة!

عظام التيتانوصور
عظام التيتانوصور

قليلة هى المجموعات الحَيَوَانية التى تجذب هذا القدر من الاهتمام والدراسة والفتنة مثل الديناصورات. انتشرت هذه الزواحف فى كل ركن من أركان الأرض خلال العصر الوسيط، الذى بدأ قبل 252 مليون سنة.



ومع ذلك، قبل 66 مليون سنة، انقرضت الغالبية العظمى من الديناصورات فى حدث كارثى غيّر شكل الحياة الحَيَوَانية على هذا الكوكب.

كان البشر يجدون عظام الديناصورات وأحافيرها منذ القرن السابع قبل الميلاد على الأقل.  

فى البداية، لم يكن أحد يعرف بالضبط ما هى.

من الممكن أن بعض الشعوب القديمة أخطأوا فى اعتبارها مخلوقات أسطورية، وحتى فى وقت متأخر من القرن السابع عشر الميلادى اعتقد العلماء أنها بقايا عرق من البشر العمالقة.

بدأت الأمور تتغير فى أوائل القرن التاسع عشر، عندما تم التنقيب عن عدد متزايد من بقايا الديناصورات فى جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية.

لم يكن لهذه المجموعة من الحَيَوَانات اسم حتى اقترح عالم الأحياء الإنجليزى السير ريتشارد أوين اسم الديناصور، والذى يعنى «الزاحف الرهيب»، فى عام 1842.

كان أوين قد شاهد عينات من الديناصورات المكتشفة فى جنوب إنجلترا.

 أدرك أنها كانت مجموعة مميزة خاصة بها لأنها تختلف عن الزواحف المعاصرة، ولا سيما لأنها تحمل أطرافها بشكل عمودى تحت أجسامها بدلاً من امتدادها إلى الجانب.

 

ريشة: هانى حجاج
ريشة: هانى حجاج

 

بدأ تصنيف أوين يُستخدم على نطاق واسع؛ واصل تقديم المشورة للمعرض الكبير عام 1851، وعمل مُرشدًا للعائلة المالكة، وكان له دورٌ محورى فى تأسيس متحف التاريخ الطبيعى.

خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر، برز اهتمامٌ كبيرٌ بدراسات الديناصورات، مما أدى إلى ما يُعرف بـ«حروب العظام»، حيث تنافس الباحثان الأمريكيان أوثنييل تشارلز مارش وإدوارد درينكر كوب على التنقيب عن أنواعٍ جديدة وتحديدها. واكتشفا فى النهاية 142 نوعًا.

يوجد الآن أكثر من ألف نوع معروف من الديناصورات، اكتُشفت فى جميع القارات (بما فى ذلك القارة القطبية الجنوبية).

ويُكتشف حوالى 50 نوعًا جديدًا من الديناصورات سنويًا، ويعود ذلك بشكل رئيسى إلى زيادة عدد الحفريات فى صحارى الأرجنتين ومنغوليا، والأهم من ذلك، الصين.

ومع ذلك، ربما لم يكتشف العلماء سوى نسبة ضئيلة (ما بين 10% و25%) من جميع أنواع الديناصورات الموجودة. لم تكن جميعها تعيش فى الوقت نفسه، إذ كانت أنواع مختلفة تنقرض وتنشأ باستمرار.

 

بدأت الزواحف الأولى، التى تَطَوُّرت من البرمائيات، بالظهور قبل 312 مليون سنة. على عكس البرمائيات، كانت تضع بيضًا ذا قشرة صلبة على اليابسة.

وكان جلدها أكثر صلابة، بالإضافة إلى أرجل أقوى وأدمغة أكبر.

 

 

 

قبل حوالى 240 مليون سنة، ظهر أول الديناصورات. يُرجّح أن أقدم الأنواع المعروفة هو نياساسورس بارينتونى. parringtoni، الذى اكتُشف لأول مرة فى تنزانيا، وكان طوله يزيد على مترين (6.5 قدم). فى هذه المرحلة، كانت الأرض فى العصر الترياسي، وهو العصر الأول من حقبة الدهر الوسيط. كانت جميع القارات فى كتلة أرضية واحدة تُسمى بانجيا. كانت الظروف الصحراوية والمناخ الحار والجاف فى ذلك الوقت مثاليين للزواحف، مما ساعد الديناصورات على أن تصبح المجموعة الحَيَوَانية المهيمنة وتنتشر فى جميع أنحاء بانجيا. 

حققت الديناصورات نجاحًا كبيرًا بفضل مهارتها فى جمع الطعام، سواءً عن طريق أكل النباتات أو الصيد والتنقيب عن الحَيَوَانات الأخرى.

بشرت سلسلة من الزلازل الضخمة بنهاية العصر الثلاثى وبداية العصر الجوراسى منذ حوالى 201 مليون سنة. تمزقت قارة بانجيا، القارة الأم لقارات العالم فى بدايات الكوكب، مما أدى إلى ظهور قارتى لوراسيا وجندوانا العملاقتين.

فى هذا الوقت، انقرضت العديد من أنواع الديناصورات، ولكن الظروف الجغرافية الأكثر تنوعًا أدت فى جانب آخر إلى زيادة فى أعداد أنواع أخرى.

بعدها أدى انخفاض درجات الحرارة وزيادة الأمطار إلى وفرة الحياة النباتية، مما أوجد مصدرًا غذائيًا للصوروبودات، وهى عائلة من الديناصورات الضخمة آكلة النباتات.

هذه العائلة كانت لديها أعناق طويلة تمكنها من التقاط الطعام من الأشجار بأسنان قوية لطحن النباتات الليفية القاسية. تضمنت هذه العائلة مجموعة فرعية تسمى تيتانوصور، كانت أكبر الديناصورات.

 

 

 

وربما كان أكبر تلك النوعية هو الأرجنتينى.

لم يتم العثور على هيكل عظمى كامل، ولكن تحليل العظام المستردة وجد أنه كان طوله أكثر من 36 مترًا ووزنه يصل إلى (100 طن).

وشهد العصر الجوراسى أيضًا تَطَوُّر الثايروفورا، وهى مجموعة من الديناصورات العاشبة التى تتميز بصفائح مدرعة على طول أجسامها؛ وكان أشهرها ستيجوسورس الذى يبلغ طوله 9 أمتار، وكان له ذيل مدبب لإبعاد الحَيَوَانات المفترسة.

والفترة الأخيرة من العصر الطباشيرى التى بدأت منذ 145 مليون سنة، قد شهدت انقسام القارات العظمى بشكل أكبر، مما أدى إلى بداية تكوين قارات الأرض الحالية. وهذا يعنى أن الديناصورات أصبحت أكثر تنوعًا للتكيف مع الظروف المتغيرة.. وشمل ذلك اثنين من أكثر الديناصورات شهرة.

 الأول كان ترايسيراتوبس، الذى يصل وزنه إلى (12 طنًا)، ويتغذى على النباتات بفمه الذى يشبه المنقارمع ثلاثة قرون ورأس كبير عظمى مكشكش، ليدافع عن نفسه ضد آكل اللحوم.

كان التيرانوصور يتحرك على أرجله الخلفية، بفكين قويين مليئين بستين سنًا بطول (حوالى 8 بوصات) وهو أحد أكثر الحَيَوَانات المفترسة رعبًا على وجه الأرض.

قبل حوالى 66 مليون سنة حدث انقراض جماعى لغالبية أنواع الديناصورات، وقتها انقرضت التيروصورات الطائرة والزواحف البحرية الكبيرة مثل الإكثيوصورات والبليزوصورات.

هناك تفسيرات عديدة لهذا الحدث، بما فى ذلك المرض، وموجات الحر، ودرجات الحرارة الباردة الشديدة، والنشاط البركاني، والثدييات التى تأكل بيض الديناصورات وحتى الأشعة السينية التى تضرب الأرض من نجم كبير.

لكن التفسير الأكثر شيوعًا هو أن كويكبًا يزيد قطره على 10 كيلومترات (أكثر من 6 أميال) ضرب الأرض، مما أدى إلى تغير مناخى سريع، وأمواج تسونامى هائلة، وثورات بركانية، وزلازل.

 

 

 

 

وأثبتت هذه النظرية اكتشاف رواسب من الإيريديوم، الشائع فى الكويكبات، ويعود تاريخها إلى هذا الوقت. تقول النظرية إن هذا الكوكب ضرب الأرض بالقرب من تشيكشولوب فى المكسيك، وهو مركز فوهة بركانية يزيد عرضها على 160 كيلومترًا (حوالى 100 ميل). نجت العديد من الأسماك، وخاصةً تلك التى عاشت فى أعماق البحار، وكذلك زواحف أخرى كالتماسيح والثعابين والسحالي، بالإضافة إلى البرمائيات والثدييات، وبعد انتهاء «عصر الدهر الوسيط» لم يبقَ سوى مجموعة واحدة من الديناصورات المجنحة: التى تَطَوّرت لاحقًا إلى طيور.