الثلاثاء 2 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صراع أب وأم!

تتعدد أسباب التحرش الجنسى ضد الأطفال لدرجة يصعب حصرها ولكن إهمال الوالدين فى تربية وتنشئة الأطفال، وغياب دور الأسرة بانشغال الأم والأب عن الأبناء وترك أمر تربيتهم للخادمات والأصدقاء، ثم تأتى ثورة الإعلام وانتشار القنوات التليفزيونية والفضائية التى قربت العرى والفحش إلى الصغار، كذلك ضعف الوازع الدينى لدى المقدمين على مثل هذه الجرائم، بالإضافة إلى التفكك الأسرى ونقص المساندة والدفء بين الوالدين إلى جانب الصراعات الزوجية الخطرة وتعاطى الكحوليات والمخدرات والعزلة الاجتماعية كلها تمثل عوامل مهمة ترتبط بزيادة خطورة التحرش الجنسى على الأطفال.



 ويعد التحرش الجنسى ضد الأطفال إحدى المعضلات النفسية التى يعانى منها الطفل وأسرته، فهى تمس بعمق صحتهم النفسية، ويمثل التحرش الجنسى للأطفال صدمة حقيقية للطفل. وإذا كان الأطفال الذين يبوحون بأمر التحرش، ويجدون دعمًا وتشجيعًا يكون حظهم أفضل، ويبدون كأنهم نجوا من أعراض التحرش وآثارها. ولكن الأطفال الذين تعرضوا للتحرش لفترات أطول زمنيًا فإنهم يتعرضون لنتائج نفسية خطيرة حتى لو وجدوا من يدعمهم. 

وتظهر آثار التحرش الجنسى على حالة الطفل النفسية من اضطرابات سلوكية كالتبول اللاإرادى، قضم الأظافر، واضطرابات نفسية كظهور استجابات الخوف والقلق والاكتئاب والغضب والعدائية، واضطرابات النوم كالأرق والكوابيس الليلية والفزع الليلى، ضعف الشهية، والتأخر الدراسى، الهروب من المنزل.

إن الآثار المستقبلية الضارة التى تحدث للطفل الضحية من اضطرابات سلوكية ونفسية خطيرة تجعله عدوانيًا متمردًا كارهًا للآخرين كذلك تنتابه مشاعر انعدام الأمن والمخاوف الشديدة، وإذا لم تعالج آثار التحرش الجنسى فإنها تتحول إلى قنبلة موقوتة، فقد يتحول الضحية إلى شخص منحرف يمارس التحرش إزاء الآخرين للانتقام، كما أن إهمال علاج الآثار النفسية للتحرش الجنسى يشعر الضحية بالدونية واحتقار النفس.