رسائل السنبلاوين إلى الله
«مافيش كسبان فى حرب»
مى الوزير
أهم مهام الثقافة الجماهيرية وأعظم أدوارها رعايتها ودعمها لهذا الكم من الإبداع الذى يخرج من الأقاليم والمحافظات لنشاهد شبابًا يبدعون بأحلام وموهبة كبيرين وبأقل الإمكانيات.
تقدم الثقافة الجماهيرية جواهر، وإحدى هذه الدُرر عرض «مرسل إلى،،،،،» إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة.
(مرسل إلى... ربنا) هى الجملة التي تختم هذا العرض المسرحي، تحملها من رجاء وتوسل ورسالة توجهها إحدى بطلات العرض «مرسل إلى» تضاف إلى رسائلها العديدة إلى والدها أثناء مشاركته فى الحرب.
فى ختام رسائلها ترسل إلى الله، حيث يلقى العرض الضوء على ويلات الحروب، وأن الخاسر الوحيد فيها هم البشر والبسطاء وأنه لا فائز أيًا كانت ألعاب السياسة وشعاراتها وأيًا كانت المبررات.
العرض المسرحى (مرسل إلى...) إخراج محمد فرج قدمته فرقة السنبلاوين المسرحية، وتم تصعيده للمهرجان القومى للمسرح بعد فوزه بجائزة أحسن عرض مناصفة بالمهرجان الختامى لفرق الأقاليم.
وفاز العرض فى المهرجان القومى للمسرح المصرى بجائزة أفضل ديكور مناصفة وتم ترشيحه لجائزة أفضل نص مسرحى، وترشح لأفضل مخرج صاعد.
بطلة العرض التى خسرت والدها، طفلة جراء الحرب العالمية الأولى تتابعها فى تقاطع زمنى أمًا تلهث للحاق بابنها لمنعه من الالتحاق بالحرب العالمية الثانية، وتمنعه كى لا تخسره كما خسرت أباها.
(مرسل إلى...) عرض منضبط الإيقاع، صورة مسرحية خاصة وعناصر متناغمة بداية من الديكور والإضاءة وحركة الممثلين والموسيقى.
وعى كبير واضح من توجيهات المخرج وحركة وجهد كبيرين لكل التفاصيل.
وفى العرض الديكور يمثل أيضًا، هذا ما حدث حرفيًا، أو بسببه شاهدت عرضنا يتحرك فيه الديكور مع الممثلين تعبيرًا عن حالة نفسية فى نقلات المشاهد والأزمنة ببراعة وانسيابية.
الديكور لم يعبر فقط عن المكان والحقبة الزمنية بل شارك بالتمثيل والأداء الحركى فى العرض بسلاسة ودون تشتيت.
التقاطع بين المعسكرين والمشاعر فى الجانبين والحوار والتقاطع الزمنى مع الحرب الأولى ومعاناة أندريا الأب وابنته الير بالتوازى مع صراعات الابن هارفى وحساباته مع نفسه يضيف إلى الأبعاد.
الإيقاع الحركى للممثلين وتناغمه الشديد وكيف أبرز أوجاع الجانبين من ناحية ومن حياة الطفلة مع والدها واستدعائها للذكريات ورسائلها لأبيها بينما على جانب آخر الأم ولهفتها للحاق بابنها وتطوعها فى الجبهة لإنقاذه قبل فوات الأوان، كلها أحداث تتلاحق فى نظام.
العرض تناول الحرب العالمية الأولى والثانية ويرمز للحالة المزرية وفكرة الصراع الدائم بين الحرب والسلام فهو ليس تأريخًا مرسلًَا ويمكن قياسه على أى زمن وأى مرحلة وكما جاءت جملة على لسان إحدى بطلات العرض «مافيش كسبان فى الحرب».