الخميس 18 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تجديد دماء أم تغيير جلد؟

قبل الانتهاء  من جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشيوخ التى شارك فى مرحلتها الأولى ما يزيد على  نحو 11 مليونًا و321 ألف ناخب بنسبة بلغت 17.1% وذلك من أعداد المواطنين المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين، بدأت الأحزاب والقوى السياسية معاركها مبكرًا للاستعداد للمنافسة الأقوى فى انتخابات مجلس النواب.



وتشهد الساحة السياسية تحضيرات مكثفة واجتماعات وتربيطات بين القوى المختلفة مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب 2025 التى يترقب المواطنون والمرشحون المنتظرون إعلان التفاصيل النهائية المتعلقة بشروط الترشح والجدول الزمنى للعملية الانتخابية.

 

رئيس مجلس النواب يدلى بصوته فى انتخابات الشيوخ
رئيس مجلس النواب يدلى بصوته فى انتخابات الشيوخ

 

التحضيرات المبكرة لانتخابات مجلس النواب بدأتها اللجنة المركزية المشكلة من قبل الأمانة المركزية لحزب «مستقبل وطن» باجتماع الأسبوع الماضى لدراسة ترشيحات الحزب لانتخابات مجلس النواب 2025، وهى اللجنة التى تضم فى عضويتها عددًا من القيادات والكوادر الحزبية والبرلمانية، وجاء الاجتماع فى سياق استعدادات «مستقبل وطن» والترتيب لخوض انتخابات مجلس النواب ضمن استراتيجية الحزب لتعزيز مكانته المتزايدة فى الشارع ودوره فى الحياة السياسية.

وفى الاجتماع الذى تم خلاله الحديث عن الترتيبات الخاصة بالحزب لخوض الانتخابات، قال النائب أحمد عبدالجواد الأمين العام لحزب مستقبل وطن، إن اختيارات المرشحين تخضع للمعايير الثابتة نفسها التى يتبناها الحزب، وأهمها الثقل الشعبى للمرشح والسمعة الحسنة والقدرة على أداء دوره التشريعى والرقابى داخل البرلمان، كما أشار إلى أنه على مدار الأسبوع الجارى والأيام المقبلة ستكون هناك لقاءات مكثفة بأمناء تنظيم المحافظات للوقوف على آخر الاستعدادات الخاصة بانتخابات مجلس النواب.

ووفقًا لمصادر داخل أكثر من حزب سياسى، فإن هناك اجتماعات تتم بشكل مكثف داخل الأحزاب السياسية التى تسعى حاليًا إلى تجديد الدماء والاستعانة بكوادر جديدة تكون لديها قدرة على التواصل مع المواطنين فى الشارع وحصد أصوات الناخبين فى حالة الدفع بها فى الانتخابات المقبلة.

وأشارت المصادر إلى أن الاجتماعات تتم حاليًا للاستقرار على مرشحى كل حزب فى الانتخابات المقبلة سواء من خلال التنسيق مع الأحزاب المختلفة منها حزب مستقبل أو الجبهة الوطنية أو حماة الوطن، باعتبارها الأحزاب صاحبة النصيب الأكبر من النواب الحاصلين على أعلى الأصوات فى انتخابات مجلس الشيوخ، وطبقًا للمصادر فإن أحزاب الوفد والشعب الجمهورى والتجمع والمؤتمر وغيرها بدأت التحضير للانتخابات المقبلة باجتماعات للتشاور حول المرشحين الذين سيتم اختيارهم، ومن المتوقع الدفع بأكثر من قائمة فى انتخابات مجلس النواب القادمة خاصة مع رغبة التيار المدنى فى المنافسة بقوة على عكس انتخابات الشيوخ التى شهدت وجود قائمة واحدة وهى «القائمة الوطنية من أجل مصر».

 

إقبال كثيف فى انتخابات الشيوخ
إقبال كثيف فى انتخابات الشيوخ

 

وبدأت بعض الأحزاب تشكيل لجان لتلقى طلبات الترشح للانتخابات وهو ما يعد خطوة إجرائية ضرورية تعكس الجدية فى الاستعداد للاستحقاق النيابى، مع التأكيد على أهمية أن يكون هذا الاستحقاق فرصة حقيقية لتجديد الدماء داخل البرلمان وتعزيز دور السلطة التشريعية فى دعم الدولة وخططها التنموية، كما بدأت بعض الأحزاب فى تفعيل لجانها التنظيمية والسياسية لمتابعة ملف انتخابات مجلس النواب.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الهيئة الوطنية للانتخابات خلال الأسبوع الماضى النتيجة الرسمية للجولة الأولى من انتخابات مجلس الشيوخ 2025، وكشفت النتيجة الرسمية عن إجراء جولة الإعادة فى محافظات الأقصر والغربية وبنى سويف والوادى الجديد والإسماعيلية، ومن المقرر إجراء جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشيوخ خارج مصر بمقار البعثات الدبلوماسية المصرية يومى 25، و26 أغسطس الجارى، ويومى 27، و28 من الشهر ذاته بالنسبة لانتخابات الداخل فى الدوائر التى تقرر أن تجرى بها الإعادة.

 

الأحزاب بدأت الاستعدادات لمعركة النواب باجتماعات مستمرة
الأحزاب بدأت الاستعدادات لمعركة النواب باجتماعات مستمرة

 

ولكن مع اقتراب انتخابات مجلس النواب وانتظار الجدول الزمنى من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، وبحسب الدستور فإن موعد انتخابات مجلس النواب القادم يجب أن يكون خلال الستين يومًا السابقة على انتهاء مدة المجلس الحالى التى تنتهى رسميًا فى يناير، وبالتالى يتوجب إجراء الانتخابات فى نوفمبر 2025 كحد أقصى؛ حيث سيتم إعلان الجدول الزمنى التفصيلى ومواعيد فتح باب الترشح وغيرهما من الإجراءات، وينظم الدستور والقوانين ذات الصلة هذه الإجراءات بدقة؛ حيث تم تحديد مدة عضوية مجلس النواب خمس سنوات ميلادية، تبدأ من تاريخ أول اجتماع له، ويجرى انتخاب المجلس الجديد خلال الستين يومًا السابقة على انتهاء مدته.

تغييرات فى الأحزاب

وقال الدكتور أيمن محسب، مساعد رئيس حزب الوفد وعضو مجلس النواب فى تصريحات خاصة  لـ«صباح الخير»: بالتأكيد انتخابات مجلس النواب المقبلة ستكون أكثر سخونة من انتخابات الشيوخ، نظرًا لاتساع الدوائر وعدد المقاعد وتنوع شرائح الناخبين، وهو ما يدفع الأحزاب لإعادة النظر فى خططها وبرامجها، بعض الأحزاب الكبيرة بدأت بالفعل فى تحديث برامجها الانتخابية لتكون أكثر قربًا من قضايا المواطنين اليومية، مع التركيز على ملفات الخدمات، التنمية المحلية، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، كما يتجه عدد من الأحزاب لتجديد دمائها من خلال الدفع بوجوه شابة وتدريب كوادر جديدة.

 

القائمة الوطنية نجحت فى الشيوخ وتنتظر  النواب
القائمة الوطنية نجحت فى الشيوخ وتنتظر النواب

 

وحول شكل التحالفات الانتخابية المقبلة، وتوقعات البعض بتواجد أكثر من قائمة مع ضم قوى سياسية جديدة، أوضح أن السيناريو الأكثر ترجيحًا أن تشهد الانتخابات المقبلة أكثر من قائمة انتخابية، لكن يبقى تحالف «القائمة الوطنية من أجل مصر» هو اللاعب الرئيسى فى المشهد، هناك مؤشرات على أن التحالف قد يوسع من قاعدة أعضائه لاستقطاب أحزاب وقوى سياسية جديدة، سواء من التيار المدنى أو من القوى الحزبية ذات الحضور المحلى القوى، بهدف ضمان تغطية أوسع للدوائر وتحقيق أعلى نسبة حسم للمقاعد بالقائمة المغلقة، فى المقابل قد نشهد تحالفات أصغر أو قوائم مستقلة فى بعض المناطق، خاصة من الأحزاب التى تفضل خوض التجربة خارج الإطار الكبير لضمان مساحة أكبر من التواجد البرلمانى.

وتابع: هناك بالفعل أحزاب بدأت التحرك مبكرًا، سواء عبر اجتماعات داخلية لوضع خطط توزيع المرشحين على الدوائر، أو عبر جلسات تنسيق غير معلنة مع قوى سياسية أخرى لتفادى تضارب الترشيحات، بينما بعض هذه الاجتماعات لا يزال فى مرحلة «جس النبض» ولم يصل لاتفاقات نهائية، لكن المؤكد أن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد تسارعًا فى وتيرة التنسيق، خاصة مع اقتراب الإعلان الرسمى عن الجدول الزمنى للانتخابات.