
توماس جورجسيان
صراع جبابرة وادى سيليكون.. ونيو لوك للبيت الأبيض
فجأة صار هذا الاسم «مات ديتكي» يتردد فى وسائل الإعلام والسوشيال ميديا.وبالطبع أصبح الكل يتساءل من هو هذا الشاب فى الـ24 من عمره والذى عرض عليه الملياردير مارك زوكربيرج العمل مع شركته العملاقة ميتا (فيسبوك وأخواتها) مقابل 250 مليون دولار، وذلك حسب ما قيل من أجل الاستفادة من قدراته الابتكارية وضمان تفوق ميتا فى مجال الذكاء الاصطناعى.
عفوًا ـ ليس هناك أى خطأ مطبعى فى ذكر المبلغ وقدره «مائتان وخمسون مليون دولار».
ويأتى هذا الخبر فى إطار المنافسة بين جبابرة وادى سيليكون فى إنتاج وتطوير الذكاء الاصطناعى ومن أجل ضم أفضل العقول إليها. وسماع هذه الأرقام صار مشابهًا لما اعتدنا أن نراه ونشهده من قبل فى مجال الرياضة واللاعبين المحترفين.
وكان من الطبيعى أن تسلط صحيفة نيويورك تايمز الأضواء على ما يجرى علنًا وفى الخفاء فى هذه المنافسة الشرسة بين جبابرة الذكاء الاصطناعى من أجل أن يكون التطبيق والإنجاز أكثر ذكاءً وأكثر سرعة فى أداء المطلوب منه.
وهذه المنافسة تشارك فيها ميتا ومايكروسوفت وجوجل وOpen AI. حكاية مثيرة أن نعرف أن هذا الشاب تلقى مكالمة هاتفية من زوكربيرج لإقناعه بمبلغ ضخم للغاية فرفضه الشاب فى البداية ثم جاء لقاء بينهما انتهى بالاتفاق على 250 مليون دولار على أربع سنوات. وليس بالأمر الغريب أن شركات أخرى منافسة عرضت وتعرض أرقامًا قريبة من هذا الرقم للحصول على أدمغة وخبرات مميزة تستطيع بجدارة أن تخوض المنافسة القائمة والقادمة فى الشهور والسنوات المقبلة حول ما يوصف بالذكاء الاصطناعي.. لغة العصر الحالي.
نيو لوك .. للبيت الأبيض
بعد أن قام الرئيس ترامب بتغيير ملامح عديدة داخل البيت الأبيض منذ أن تسلم مقاليد الحكم يوم 20 يناير الماضى تم الإعلان مؤخرًا عن خطة بناء صالة حفلات ورقص كبرى تعد إضافة للجناح الغربى الشهير، مساحتها تصل إلى تسعين ألف قدم مربع.

البناء الجديد تم تقدير تكلفته بـ200 مليون دولار. وسوف يتم بناؤه من خلال تبرعات خاصة. ويبدأ العمل فيه فى شهر سبتمبر المقبل.
وقد قيل من قبل أن ترامب على استعداد أن يدفع 100 مليون دولار مساهمة منه فى إضفاء العظمة على البيت الأبيض, وذلك حسب ما قاله المتحدثون باسمه، وفى حين يقول منتقدوه - إنه يقوم بتطوير أو تحديث البيت الأبيض ليبدو كمارا لارجو منتجعه الشهير فى فلوريدا.
وقد لاحظ كل من زاره فى المكتب البيضاوى فى الفترة الأخيرة أن إضافات عديدة قد حدثت فى اللوحات والتماثيل المتواجدة بالمكتب.. وأن اللون الذهبى صارت له الهيمنة الكبرى. وحسب تقديرات سى إن إن فإن عدد اللوحات لشخصيات أمريكية تاريخية فى المكتب البيضاوى تضاعف ثلاث مرات وفى إمكانك أن ترى فى الوقت الحالى على الأقل 15 لوحة. ومن ضمن خطوات التغيير والتبديل فى البيت الأبيض خلال الشهور الماضية تم تبديل بورتريه للرئيس أوباما بصورة شهيرة للرئيس ترامب وهو يلوح بقبضته بعد محاولة اغتياله.
أما فيما يتعلق بحديقة الورد التى يمكن أن تطل عليها من المكتب البيضاوى فسوف يتم إزالة العشب الأخضر من المساحة المجاورة للمكتب الرئاسي. وهى الحديقة الأيقونة التى شهدت الكثير من اللقاءات التاريخية عبر العقود منذ إنشائها عام 1913 - من جانب إيلين لويز زوجة الرئيس وودرو ويلسون. وكانت شجرة عتيقة (عمرها 200 سنة) تسمى ماجنوليا أندرو جاكسون قد تقرر قطعها فى شهر أبريل الماضي.
وبالطبع أنصار الرئيس ترامب يرون فيما يفعله إضافة جمال وعظمة للبيت الأبيض فى إطار حملته الكبرى «جعل أمريكا عظيمة من جديد» فى حين يرى منتقدوه أنه لا يحافظ على ما هو تاريخى ومتميز وما يعد تذكارًا يحتفى بالمجد الذى تحقق فى تاريخ أمريكا. وأن ترامب (فى رأيهم) يضع بصمته وذوقه فى مكان يملكه الشعب الأمريكى وسوف يغادره مع نهاية ولايته.
لسه فاكرين إيلون ماسك؟!
الملياردير الشهير وأغنى أغنياء العالم ماذا حدث له بعد أن التزم الصمت لفترة ما؟ ماسك كان الذراع اليمنى لترامب فى فكفكة مؤسسات الدولة فى الأسابيع الأولى لولايته. وكان قد تبرع بنحو 288 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية فى عام 2024.
ثم جاءت اللحظة المتوقعة سلفًا وتصادم الاثنان علنًا.. وتبادلا الانتقادات وأعلن ماسك عن نيته فى إنشاء حزب سياسى ثالث.. عفوًا كل هذه الشطحات تبخرت فى الأسابيع الماضية ومن ثم ساد الصمت المريب. وبالطبع لم تعد وسائل الإعلام تهتم أو تسأل عما حدث بين ترامب وماسك.
وقد كشفت شبكة إن بى سى نيوز مؤخرًا أن ماسك تبرع يوم 27 يونيو الماضى بـ 10 ملايين دولار للمجموعة المالية الانتخابية المساندة للجمهوريين فى مجلسى الشيوخ والنواب. ليكون أكبر مساهم مالى فرد للمجموعة فى النصف الأول من عام 2025.
كما قام ماسك ـ صاحب تيسلا ــ بالتبرع المالى لمجموعة ماجا المساندة للرئيس ترامب.
المصالح هى المصالح وأصحاب المال فى حاجة إلى أصحاب القرار والنفوذ. والعكس صحيح بالطبع فى المعادلة السياسية الاقتصادية الكبرى. وهكذا تدار الأمور فى واشنطن.