الخميس 7 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

التاريخ فى حكايات شعبية

ناس وسط البلد أسرار من قلب مصر

«الحكي»، فن يتطلب استعدادًا فطريًا، يتم تطويره بجلسات وملتقيات «الحكي»، ويمكن اعتباره التطور الطبيعى لجلسات «السمر» الليلية مع الأجداد والجدات فى بيوتنا زمان.



وفى «متحف ناس وسط البلد»، البطل هو «الحكاية»، لأنه ليس متحفًا بالمعنى الحرفى، بل مكان يتجمع فيه رواد فى لقاءات شهرية أو نصف شهرية، ومعهم بعض «الحكاءون الجدد»، لاسترجاع الذكريات عن الأماكن التاريخية يتشارك الحضور فيها.

 

«صباح الخير» شاركت الأسبوع الماضى فى «متحف ناس وسط البلد»، فى القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية حيث بدأت فعاليات اليوم الأول بجلسة للحكاءين «محمد كمال» والدكتورة «آلاء خيري»، وانتهت بتعقيب الدكتور مصطفى جاد - خبير اليونسكو وعميد سابق لمعهد الفنون الشعبية - فى ندوة تفاعلية عبر تطبيق «زووم»، تحدث خلالها عن تراث المقاهى وأثرها الثقافى، وذكرياته الشخصية فى شوارع وسط البلد.

 وفى اليوم الثانى كانت جلسة حكى مباشر قدمها كل من الدكتورة «آلاء خيري» و«محمد كامل»، وفى الجزء الأخير من الفعالية شارك الحضور فى رسم « الخريطة الشفهية» بحكايات عن ذكريات فى منطقة وسط البلد، حيث أعلنت «الدكتورة ريهام عرام» أنه سيتم تجميع حكايات المشاركين وذكرياتهم فى كتاب يصدر بأسمائهم ليكون أرشيفًا يحفظ الذاكرة الشفاهية.

 

 

 

خريطة الذكريات 

 قالت الدكتورة ريهام عرام- رئيس مؤسسة «أى كلتشر»: منذ نحو عام، أطلقت المؤسسة مبادرة شعبية تحت مسمى «متحف ناس وسط البلد»، حيث يقدم «الحكاءون» حكاياتهم وذكرياتهم عن تلك المنطقة والبحث عن تاريخها.

وأضافت «الهدف كما قلنا توثيق التراث الشفاهى من خلال «فن الحكي» لمنطقة وسط البلد، حيث لا توجد مبادرات كافية فى مجتمعنا تحفظ الذاكرة الجمعية لتلك المنطقة التاريخية.

 واستطردت «عرام»: يمكن للمهتمين من مُحبّى ورواد منطقة وسط البلد الانضمام إلى «ناس وسط البلد»، حيث يتم الإعلان عن أماكن اللقاءات تباعًا.

رقمنة الثقافة

من جانبها قالت الدكتورة هبة السعيد - الشريك المؤسس لأى كلتشر ومتحف ناس وسط البلد: «استقبال الجامعة الأمريكية للفعالية يعزز الإيمان بفكرة المبادرة وأهدافها، فالجامعة الأمريكية مساهم رئيسى وفاعل فى منطقة وسط البلد، وتعد منبرًا للثقافة والعلم والتراث فى قلب القاهرة، فهى تقع فى مبنى تراثى شهد أحداثًا تاريخية كثيرة، ونتمنى استمرار التعاون المستقبلى معها».

 والتقت «صباح الخير» «الدكتورة آلاء خيري» التى قالت: أنا باحثة فى مجال التراث والمتاحف، لدىَّ أكثر من 7 سنوات من الخبرة فى التعليم المتحفي، وبتحديد أكبر فى استخدام «الحكى» كأداة تربوية ومعرفية للأطفال والعائلات، شغفى هو تحويل التاريخ والتراث إلى قصص تُلهم الخيال وتبنى جسورًا بين الماضى والحاضر».

وعن اشتراكها فى «متحف ناس وسط البلد» أوضحت : الفكرة نفسها ملهمة جدًا، فهى تحتفى بالناس العاديين كجزء أصيل من نسيج القاهرة وهُويتها.

 

 

 

وأضافت: من أهم الحكايات التى أقدمها هى قصة «جروبّي»، مش بس كمكان، لكن كرمز لعصر كامل من الأناقة والحداثة، والمزيج العجيب ما بين الطابع الأوروبى والروح المصرية، من خلال القصة دى بحاول أرجّع للمكان صوته، وأدعو الناس إنها تتأمل تاريخها الشخصى من خلال الأماكن.

التقت «صباح الخير» بالمحامى «محمد كامل» من مدينة «إسنا»، قال: «ابتدت رحلتى مع الفن الحكى من 3 سنين».

 

 

 

وأضاف:«شدنى اسم المبادرة وحضرت أول لقاء فى صيف 2024، وعجبنى الاهتمام بسرديات البشر من مختلف الأعمار والثقافات عن تاريخ منطقة مهمة زى وسط البلد، واستمريت معاهم، وكانت بيئة خصبة وملهمة جدًا»... وتابع: «كانت حكايتى عن «قصر البستان.. كان وأصبح»، وفى العموم بميل أكثر للحكى والبحث فى التراث والتاريخ المصرى، واشتركت عشان وسط البلد دى مش مجرد شوارع، دى دفتر مفتوح لحكايات مصر».