الخميس 31 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

البكالوريا.. ولاّ الثانوية؟!

 تضع الحكومة المصرية قضية تطوير التعليم فى مقدمة أولوياتها، من أجل التنوع فى النظم التعليمية ومواكبة النماذج الدولية بما يتماشى مع متطلبات العصر واحتياجات الشباب، ومن أجل تخفيف العبء عن الأسر المصرية.. ويعد نظام البكالوريا الجديد جزءًا من رؤية جديدة فى الطريق لمعالجة سلبيات الثانوية العامة.



يستهدف البكالوريا التخفيف من حدة الضغوطات النفسية التى تقع على الطلاب، كما يهدف إلى تنمية المهارات الفكرية والنقدية لديهم، وبالتالى تحقيق مستقبل أفضل.

 

والبكالوريا نظام اختيارى وليس إجباريًا، مدته ثلاث سنوات بالمجان، فهو نظام تعليمى يركز على التقييم الشامل للطلاب بما فى ذلك الامتحانات والأنشطة الصيفية والمشاريع.

وهو نظام يتيح للطلاب حرية التخصص فى مواد محددة مما يسمح بدراسة الموضوعات التى تهمهم بشكل أوسع، بما يساهم فى تنمية مهارات التفكير ويشجع على تنمية مهارات البحث والتحليل، بدلًا من الحفظ والتلقين.

والبكالوريا بداية حقيقية لنظام يسعى لتحقيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص التعليمية بين الطلبة ومراعاة الفروق الفردية ليشعر الطلبة بالراحة النفسية، بالتغلب على القلق والتوتر الذى يسيطر فى مرحلة الثانوية العامة.

واعتمد نظام البكالوريا على دراسة عدد مقررات أقل من النظام التقليدى للثانوية، وبالتالى لا حاجة للدروس الخصوصية التى ترهق ميزانية الأسرة وتشكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا وخللاً فى إشباع احتياجات الأسرة.

تفاصيل نظام جديد

يضمن نظام البكالوريا مقررات أساسية فى الصف الأول الثانوى، ثم فى الصف الثانى الثانوى يبدأ التخصص، حيث يشمل 4 مسارات علمية تخصصية، هى الطب وعلوم الحياة، والهندسة وعلوم الحاسبات، والأعمال، والآداب والفنون.

ويدرس الطالب (4) مقررات أساسية هى التربية الدينية، اللغة العربية، التاريخ المصرى، اللغة الأجنبية الأولى بالإضافة إلى (3) مقررات تخصصية يختارها حسب مساره.

والبكالوريا 7 مقررات مقسمة على عامين دراسيين، بفرص متزايدة للطالب لإعادة الامتحان وتحسين المجموع برسوم لكل محاولة إضافية.

وللطالب إعادة الامتحان 4 مرات، مع جواز أن يدرس الطالب مواد إضافية فى أى مستوى فى حالة رغبته فى تعدد المسارات بعد انتهاء المسار الأساسى.

وفق تلك التفاصيل يساعد البكالوريا على تعزيز مهارات التفكير الإبداعى والتفكير الناقد، ويدعم شعور الطالب بالمسئولية والالتزام اليومى بالدراسة مع تخفيف عدد المقررات الدراسية، وإتاحة تعليم متعدد التخصصات.

ويدعم البكالوريا قدرة الطالب على التحكم فى مستقبله، وفى استطاعته تحقيق المستوى الذى يضمن له الالتحاق بالكلية التى يريدها، كما يقلل من القلق والتوتر المرتبط بامتحان واحد، حيث يتم توزيع التقييم على مدار العام.

لذلك فإنه من المفترض أن يوفر البكالوريا فرصًا للطلاب الموهوبين لتحدى أنفسهم وتطوير مهاراتهم.

المخاوف والحلول

كل نظام تعليمى له مميزاته وعيوبه، إضافة إلى أن أى مقترح تجد من يؤيد ومن يعارض ولكل منهما مبرراته وقناعاته.

المؤيدون يقولون إن البكالوريا تجربة جاءت فى وقتها لتتماشى مع «رؤية مصر2030»، واعتماد العلم والإبداع كركائز أساسية لبناء مستقبل مشرق، إضافة إلى أنه نظام يواكب الاتجاهات العالمية فى مجال التعليم، لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات والمعارف والقيم.

فى المقابل هناك مجموعة من المخاوف من تأثير النظام الجديد على مستقبل الطلاب، من حيث رغبة تحسين المجموع، لأنه قد يؤدى هذا إلى ارتفاع تنسيق الجامعات وبالتالى عدم استيعاب جميع الطلبة فى الكليات، إضافة إلى المشاكل الناتجة عن عدم استطاعة الطالب دخول كليات حسب المسار الذى اختاره.. مثال لو اختار الطالب مسار الطب وعلوم الحياة ولم يستطع دخول كليات الطب والصيدلة والعلوم، هنا هل يستطيع دخول الكليات الأخرى؟ ماذا سيفعل الطالب؟ هل سيكتفى بالبكالوريا أم سيلجأ للتعليم الخاص؟

هناك مخاوف أخرى من صعوبة بعض مقررات المستوى الرفيع، الأمر الذى قد يؤثر على أداء الطلاب، إضافة إلى أن التقييم الشامل قد يزيد من الضغط النفسى والقلق لدى الطلاب، ناهيك عن التكاليف الإضافية للمواد التعليمية مما قد يشكل عبئًا ماليًا على بعض الأسر وخاصة فى رسوم إعادة الامتحان.

على كلّ علينا الانتظار حتى بدء تجربة البكالوريا على أن نصدر أحكامنا بعد التطبيق العملى، وللطالب حرية الاختيار فى اختيار نظام البكالوريا أو نظام الثانوية العام التقليدى، فكلاهما متاح، وعلى أولياء الأمور مراعاة تفضيلات أبنائهم وقدراتهم وميولهم واهتماماتهم ورغباتهم.