
جميل كراس
من بين السطور
عندما تخونك مشاعرك
كلمة صديق أو صداقة فضفاضة فى معناها أو مفهومها، وقد لا يدركها البعض جيدًا أو بتفسيرها، فقد يكون ذلك من خلال العشرة المستمرة أو المواقف المختلفة. فالصديق المخلص أو الوفى أصبح كالعملة النادرة فى وقتنا الراهن فنحن نحيا أو نعيش فى الكون كمجتمع أكثر ترابطًا وليس فى عزلة تامة أو انطواء، ولكن قد يبدو العكس صحيحًا أحيانًا.
فالصديق هو الذى تجده أو تراه وقت الشدة أو الضيق أو كذلك فى الظروف الاجتماعية ما بين المشاركة الوجدانية فى الأفراح أو الليالى الملاح، وأيضا المشاطرة فى الأحزان.
غير أن الصداقة الحقيقية تتجلى بوضوح من خلال العشرة الوطيدة أو المواقف، فالصداقة المتميزة تكون من عصارة العشرة الجيدة والتى قد تنتهى فى أى وقت أو زمن، وهناك الصداقة القائمة على المصالح والتى تنتهى ما بين يوم أو ليلة مع العلم بأن هناك فارقا شاسعا بين العشرة أو الصداقة القائمة، فكلاهما يختلف عن الآخر فى الكثير من الأحيان، فالمواقف تكون أكثر تأثيرًا فى بناء الثقة المفقودة بين طرف أو آخر وتظهر المعدن الأصيل فى الشخصية الإنسانية المراد الاقتران بها.
وقد يفاجأ شخص ما بأنه لا يجد من يواسيه أو يعضده وقت الشدة والأزمات، وفى حالات الحزن أو الألم والمواقف تكون مختلفة فى جميع صورها أو أشكالها.
وهنا يجب أن نستوعب دروسًا من منهج الحياة أو دهاليزها أو الواقع الذى نعيش فيه ومن خلاله نعلم أولادنا المعنی أو المفهوم الحقيقى للصداقة القائمة على المنطق أو العقلانية أو المصالح المشتركة أو كيف نقوم باختيار الأصدقاء.
فالصديق المخلص أو الوفى هو الذى يبدى النصيحة بشفافية دون تزويق أو مجاملة أو غرض ما فى نفسه.
والصديق الوفى هو الذى يؤازرك ويقف بجوارك فى كل المواقف ولا يتخلى عنك أبدًا مهما كان الثمن أو فاتورة ذلك، والإنسان بطبيعته البشرية لا يمكنه العيش منفردًا أو بعيدًا عن الناس أو المجتمع بصفة عامة، فالصداقة رمز أصيل للتواصل الاجتماعى الحقيقى وليس الزيف والمجاملات المصطنعة أو كذلك خزعبلات وسائل الميديا الحديثة أو الفيس بوك وغيره.
كما أن الصداقة لا تصير أو تبقى مع كل الناس، وإنما من خلال الأشخاص الذين تثق بهم وتستريح معهم وتجد عندهم المعنى الأكبر للصداقة المنشودة وليس صداقات الرغبات الخاصة أو القائمة على المصالح الذاتية البحتة، فالبعض يبحث عن مبتغاه أو ضالته المنشودة بعيدا عن الصداقة الحقيقية.
وبكل صراحة الصداقة فى وقتنا الحاضر باتت تغلب عليها لغة المصالح الخاصة، ولكن الصداقة تكون أكثر قوة أو ثراءً عندما تخلص النوايا وتتصافى النفوس ويغلب عليها الضمير اليقظ لاسيما بين أفراد الأسرة أو العائلة أو حتى بين الزوج وزوجته أو الأخ وأخيه والأخت مع أختها، أو كذلك بين الأخ وشقيقته والأب والأم مع أولادهما وهى أسمى معنى للصداقة.
وعلى النقيض من ذلك الصديق الوهمى أو المزيف وهى تلك النوعية من الصداقات الهشة المرفوضة التى أساسها الغش أو التدليس والبحث عن الأنانية أو الذات والمصالح الخاصة التى ترتبط بالأنا بعيدا عن المعنى الحقيقى للصداقة أو المصالح المشتركة، وأختم كلامى بأن الصديق الوفى أصبح كالعملة النادرة فى وقتنا الحالى فهل نتغير لنصل إلى الأحسن أوما نعرفه بصداقة أيام زمان.