رؤى وأهداف مشتركة

متابعة: ياسمين خلف
بمدينة العلمين، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، د.حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، أعقبتها مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، للتشاور حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الإقليمية والقارية.
وفى مؤتمر صحفى فى ختام الاجتماعات، رحب الرئيس السيسى فى بدايته بأخيه فخامة الرئيس الدكتور «حسن شيخ محمود»، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة قائلا: يسعدنى أن أرحب بكم مجددًا فى بلدكم الثانى، مصر، فى زيارة تجسد عمق الروابط الأخوية التى تجمع بين بلدينا، والقائمة على وحدة التاريخ والدين والثقافة، فضلاً عن رؤى وأهداف مشتركة.. وتأتى هذه الزيارة فى إطار حرصنا المتبادل على الارتقاء المستمر بشراكتنا الاستراتيجية، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويسهم فى دعم جهود التنمية وترسيخ الاستقرار فى الصومال ومنطقة القرن الأفريقى.
أضاف الرئيس: شهدت مباحثاتى مع فخامة الرئيس حسن شيخ محمود نقاشًا معمقًا حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام، وفى مقدمتها الأوضاع الأمنية والسياسية فى القرن الأفريقى، وأمن البحر الأحمر. وتوافقنا على استمرار تكثيف التعاون لضمان استقرار هذه المنطقة الحيوية، لما لها من تأثير مباشر على الاستقرار والأمن الإقليمى والدولى.
وتابع: تناولنا أيضًا خلال المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى ضوء الإعلان السياسى المشترك، الموقع فى يناير الماضى، والهادف إلى ترفيع العلاقات بين بلدينا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. واتفقنا على أهمية البناء على الزخم الراهن، واتخاذ خطوات ملموسة لتعميق التعاون فى مجالات محددة تحظى باهتمام مشترك، لا سيما فى الجوانب السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، مع التأكيد على مواصلة التشاور والتنسيق فى مختلف الملفات ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالتعاون فى المجالين العسكرى والأمنى، أكد الرئيس التزام الجانبين بمواصلة التنسيق فى إطار بروتوكول التعاون العسكرى الموقّع بين بلدينا فى أغسطس 2024، من أجل دعم قدرات الكوادر الصومالية، وتعزيز دور المؤسسات الوطنية فى حفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وتمكين الدولة الصومالية من بسط سيادتها وسيطرتها على كامل التراب الوطنى.
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى مشاركة مصر العسكرية والشرطية فى بعثة الاتحاد الأفريقى الجديدة للدعم والاستقرار فى الصومال، التى تهدف إلى دعم الجهود الوطنية لإرساء الأمن، حيث تم الاتفاق فى هذا الصدد على أهمية التنسيق مع الشركاء الدوليين، فى إطار تحمل المجتمع الدولى لمسؤولياته فى حفظ السلم والأمن الدوليين، لضمان توفير تمويل كافٍ، ومستدام، وقابل للتنبؤ لتلك البعثة، بما يمكّنها من تنفيذ ولايتها على نحو فعال.
وأشاد الرئيس السيسى بجهود أخيه فخامة الرئيس «حسن شيخ محمود» فى تحقيق اصطفاف وطنى بين مكونات المجتمع الصومالى، إزاء القضايا المُلحة التى تواجه بلاده مثل مكافحة الإرهاب، والحفاظ على وحدة الدولة، وبناء مؤسساتها. مؤكدا دعم مصر الكامل لكافة المساعى الرامية إلى تحقيق توافق وطنى بشأن الملفات السياسية فى الصومال، بما يُعزز الأمن ويرسّخ أسس الاستقرار والتنمية المستدامة فى الصومال.
وأضاف لقد قطعنا معًا خلال الأشهر الماضية خطوات جادة وواضحة نحو ترسيخ العلاقات الثنائية وتعميق التنسيق فى مختلف المسارات، وعلينا اليوم مواصلة هذا النهج، وتعزيز وتوسيع دائرة التعاون بما يرتقى لطموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين.
واختتم الرئيس كلمته، قائلا: أرحب بكم مجددًا أخى فخامة الرئيس، وبالوفد الكريم المرافق، ضيوفًا أعزاء فى مصر. وأتطلع إلى استمرار التنسيق الوثيق بيننا فى مختلف القضايا ذات الأولوية، والعمل معًا من أجل أمن واستقرار الصومال، والقرن الأفريقى، ومنطقة البحر الأحمر.