الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الشرق الأوسط.. بعد ما حدث وما جرى

الشرق الأوسط.. بعد ما حدث وما جرى

بعد أن استهدفت أمريكا مواقع نووية إيرانية كان من الطبيعى أن تطرح تساؤلات عديدة حول ما جرى؟ وما تم تدميره؟ وماذا يعنى هذا التدخل الأمريكى فى الحرب أو المواجهة الإيرانية الإسرائيلية؟ وهل ما حدث بداية مواجهات أكثر حدة وشدة قد تؤدى إلى توسيع نطاق الحرب ليشمل المنطقة برمتها؟ أو ضربة عسكرية كان المراد منها تغيير توازنات القوى فى المنطقة فى ظل صفقات يطرحها أو يلوح بها الرئيس ترامب مع كل طلعة شمس؟



وماذا عن مصير البرنامج النووى الإيرانى وأيضًا مستقبل نظام الحكم فى إيران؟ وبالطبع كيف سيتعامل ترامب الرئيس الأمريكى مع مستجدات تصعيد الموقف واشتداد المواجهة؟ وهل هناك تصور ما لما بعد هذه الأيام الحرجة بكل تداعياتها المرتقبة والمفاجئة أيضًا؟!

ومن المنطقى أن الأسئلة فى مثل هذه المواقف الحرجة وأمام مثل هذه التحديات الشاقة تكون كثيرة جدًا وغالبًا من الصعب إيجاد إجابة لها. هذا إذا كان المراقب للمشهد أمينًا مع نفسه ومع من يخاطبه. ولكن.. عفوًا لقد أظهرت الأيام والأسابيع الماضية كمًّا هائلًا من المحللين بتحليلاتهم الاستراتيجية، وهم لا يترددون فى القفز إلى استنتاجات ووضع سيناريوهات مستقبلية بناءً على ما لديهم من بعض الحقائق وبعض التكهنات وكل التمنيات معًا. مجرد ملاحظة من المهم الالتفاتة إليها لأن لها دورًا أساسيًا ومهمًا فى إرباك الناس وزيادة حيرتهم.. بجانب ما تبثه السوشيال ميديا.

وكل هذا له دور أساسى فى فهمنا أو عدم فهمنا لما يحدث حولنا بشكل عام.

الحديث عما تم استهدافه من البرنامج النووى الإيرانى لم يتوقف ولن يتوقف. وكل من إسرائيل وأمريكا تطرحان تصورهما لما يجب أن يكون. المنطقة برمتها فى حالة انتظار وترقب تجاه ما قد يحدث لإيران وفى إيران، لأن ما قد تأتى به واشنطن من صفقات وتصورات له تداعياته على الخريطة الجيو سياسية للمنطقة. البعض يتكهن بأن مع نهاية هذا العام قد نرى خريطة جديدة لمناطق النفوذ للمنطقة ومن ثم يتساءل البعض: أين وكيف سنجد منطقة أو مناطق نفوذ كل من أمريكا وإسرائيل وتركيا فى المرحلة المقبلة؟

 

 

 

ولم تتردد صحيفة واشنطن بوست وصحف غيرها فى أن تسلط الأضواء على دول الشرق الأوسط وخوفها وقلقها من تداعيات وتبعات ما حدث وما قد يحدث من خلال المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأمريكية. خاصة أن ترامب بتصريحاته الطائشة والمنقلبة يزيد من حيرة وارتباك دول المنطقة. وبالطبع احتمال السعى لتغيير النظام فى إيران قد ينذر بفوضى ما فى المنطقة لا يعرف مداها أحد.

قراءة المشهد فى الشرق الأوسط لم تعد بالأمر المعتاد المتكرر. كيف تقرأ المشهد هذا هو التحدى الأكبر. وهل تقرأ ما تراه كاملًا أو مجرد أجزاء منه.. أو مجرد ما تريد أن تقرأه. المشهد لا يسر عدوًا ولا حبيبًا. ومن ثم على المراقب للمشهد أن يقرأ ما لا يسره أيضًا.

مجلة فورين أفيرز للشئون الدولية ترى أو تريد أن ترى دورًا أكبر لأوروبا فى منطقة الشرق الأوسط. وتطالب بألا تقف أوروبا على هامش المنطقة.. وأن تقدم تصورًا واقعيًا أو خطة شاملة محكمة (إذا جاز هذا التعبير) لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى. 

وتساءلت أيضًا المجلة فى عددها الأخير هل نجحت الهجمات ضد إيران؟ أم أن إسرائيل وأمريكا قامتا بكسب الوقت وتأخير المواجهة التى قد تأتى فيما بعد بأشكال أخرى؟

إيران وسوريا وغزة ملفات ساخنة لها الأولوية فى التعامل الدولى الإقليمى فى الوقت الحالى. أو هكذا يبدو. ولذا ما تأتى به واشنطن أو يأتى به ترامب فى الأيام المقبلة (من خلال مبعوثيه ستيف ويتكوف وتوم باراك) يجب أن يكون موضع اهتمام ومتابعة لعل وعسى يتم التوصل من خلالهما لصفقات جديدة وتوافقات سياسية اقتصادية تنجح فى احتواء الأزمات وحالات عدم الاستقرار فى المنطقة.

ومن الأمور الأخرى التى تشغل بال مراقبي المشهد الواشنطنى علاقة ترامب مع الأجهزة الاستخباراتية وأيضًا مع القيادات العسكرية وذلك من خلال ما تم وتحقق فى المواجهة مع إيران. وماذا كانت طبيعة هذه العلاقة؟ وكيف أن هذه العلاقة تشكلت وتشعبت فى الشهور الماضية منذ بداية عهد ترامب؟ والكل يعرف كيف أن هذه العلاقة مع أجهزة الاستخبارات والقيادات العسكرية كانت متوترة فى ولاية ترامب الأولى.

وماذا عن علاقة ترامب بنتنياهو.. وهو الذى دفعه للتدخل العسكرى فى إيران؟ كيف ستتشكل هذه العلاقة فى الأيام المقبلة.. ومن خلالهما علاقة أمريكا بإسرائيل فى فترة حرجة ومقلقة تعيشها إسرائيل وبالطبع المنطقة منذ أكتوبر 2023؟!

رئيس الوزراء الإسرائيلى كان له دور رئيسى فى تفكيك ما كان عليه الشرق الأوسط. إلا أن هذا لا يعنى غالبًا أنه سوف يلعب دورًا أساسيًا فى تشكيل الشرق الأوسط الجديد، هكذا يتمنى الكثيرون.. 

كما أن تعامل ترامب مع الأزمات العالمية.. وكيف يطرح الصفقات أو يقوم بإغراء الأطراف للتوصل إلى توافق ما، كلها أمور يراقبها المهتمون بالشئون الدولية لأنها كلها تدار من جانب ترامب والبيت الأبيض والمبعوثين الخاصين للرئيس..وهل إصراره على هذه الطريقة كافيًا لتحقيق ما يريد تحقيقه؟

صيف ساخن بلا شك فى انتظارنا!!