
فريدة الشوباشى
تجربة مريرة لا تُنسَى
يتصور أهل الشر، أى جماعة الإخوان المسلمين، أن ذاكرتنا أضعف من ذاكرة السمك، وهو ما يفسر فى اعتقادى محاولاتهم الخبيثة ضد مصر بترويج الأكاذيب ونشر الشائعات التى تستهدف تفتيت الوطن وفق مختلف محاولاتهم، أو بالأحرى محاولات أعدائه الذين يستخدمونهم.. لقد مررنا بتجربة وصول الإخوان إلى السلطة فى مصر عام 2012 وبعد نحو عام حالك السواد طردهم الشعب شر طرد.
ومعروف أن فكرة تشكيل جماعة الإخوان كانت فكرة بريطانيا إبان الاحتلال الكريه لتفتيت مصر، وكان شعارها الأثير هو «فرق تسد».. وهو المعنى الذى طبقه الإخوان بدقة شديدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، اعتبار ارتداء أزياء معينة فريضة إسلامية، فبات ترك اللحية لدى الرجال وتغطية الشعر لدى النساء علامة ساطعة للانتماء إلى الإسلام، وفى الوقت ذاته لم تتوقف دعواتهم لقتل المختلفين، ليس فى العقيدة الدينية فحسب، بل فى عدم الطاعة المطلقة لجميع مطالبهم.
وقد كشفت ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة عن الوجه الحقيقى لهم؛ حيث توالت التصريحات المجنونة المحرضة على القتل والتدمير، لدرجة أننا شعرنا جميعًا بعدم الأمان وبأننا مهددون بالقتل بمجرد الخروج من منازلنا.. وقد استخدمت هذه الجماعة الدين فى بث شعارات سياسية خادعة للبسطاء مثل شعار «ع القدس رايحين شهداء بالملايين»!. وطبعا لم يتوجه إخوانى واحد إلى الأرض المحتلة.. بل كانت تصريحات الرئيس الإخوانى محمد مرسى عن إسرائيل ودية وخاطب وزير خارجية إسرائيل شيمون بيريز فى رسالة علنية بـ «صديقى العظيم»! وكتبت آنذاك مقالًا بعنوان «بيريز يا راجل؟».

لقد أكدت السنة الحالكة السواد التى حكم الإخوان فيها مصر، أنهم كشفوا عن نياتهم، بل كشفوا عن مخططاتهم بتفتيت المحروسة وكان حرصهم شديدًا لتنفيذ المؤامرة التى أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكى، الصهيونى، هنرى كيسنجر باسم، الشرق الأوسط الكبير والذى يعنى تفتيت الوطن العربى إلى دويلات عرقية وطائفية، ولهذا الهدف الخبيث حرض الإخوان، ليس ضد المصريين المسيحيين فحسب، بل ضد المسلمين من المذهب الشيعى.. وباندلاع ثورة يونيو المجيدة التى احتشد خلالها ما بين 35 مليونًا و40 مليون مصرى، فى أكبر تجمع بشرى فى تاريخ الإنسانية، طاش صوابهم ومنعت عنهم التمويلات الخارجية وشاورت قلوب الملايين على قائد لم يكن معروفًا، ولكنه حاز على الثقة بالقلوب، وأضاء سماء مصر باسمه، عبدالفتاح السيسى، الذى حمل رأسه على كفيه وقاد أكبر ثورة فى التاريخ دون أن يرمش له جفن، ضاربًا عرض الحائط بتهديدات جماعة الشر، فتحولوا إلى حرب الشائعات والأكاذيب ضد القائد، الذى أفسد أشد المخططات إيذاء وانحطاطًا، وهو المشروع الأمريكى الصهيونى، بتصفية القضية الفلسطينية، رافضًا بحسم بالغ تهجير أشقائنا فى قطاع غزة.. إن أعداء مصر وأدواتهم الخسيسة ومنها جماعة الشر التى لا تنتمى إلى تراب هذا الوطن، ما زالوا يتوهمون أنهم قادرون على وقف الصعود المصرى الذى يواصله السيسى منذ أكثر من عشرة أعوام ويزداد عمقًا يومًا بعد يوم، وهو ما يستدعى أيضًا حملات توعية مستمرة وكشف زيف المتاجرين بالإسلام الحنيف والتنبيه إلى زيف ادعاءاتهم، التى يخترعونها لهز ثقة البسطاء فى دولة يونيو وقائدها عبدالفتاح السيسى.