الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

متاهة نتـنـيــاهو!

فى فيديو منتشر على منصة التواصل «تيك توك» كشفت خادمة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الوجه الآخر لهذه الأسرة وأسرارا قد ترسم صورة ما يجرى داخله فى واقعة هزت إسرائيل وأثارت جدلا ولغطًا كبيرًا فى الشارع هناك.



وقالت العاملة لهاشلين: «كنت أعمل فى أكثر بيت مكروه على هذه الأرض، بيت رئيس الوزراء الإسرائيلى. كنت خادمة تعرف كل شىء. ترى كل شىء ويطلب منها أن تصمت دائما».

قالت ضمن تقرير نقلته وسائل إعلام عربية وعبرية، «دخلت هذا البيت أول مرة فى صباح يوم خريفى، والشىء الأول الذى صدمنى لم يكن الحراسة ولا الكاميرات ولا التفتيش، بل كانت نظرة زوجته، نظرة امرأة لا تثق فى أحد. ولا تحب أحدا ولا تحترم أحدا».

وتتابع فى اللحظة التى أغلق بها الباب خلفى فهمت أننى دخلت عالما مغلقا بالكامل. كل شىء فيه له قواعده الخاصة، حتى طريقة تنفس نتنياهو، فهو شخص غريب جدا، لكن الأغرب لم يكن فقط هو بل حياتهم اليومية، يعيشون فى ضغط دائم وكأن الحرب معهم لم تتوقف، حتى وهم يتناولون الإفطار، بحيث أول ما لفتنى لم يكن فخامة المنزل، بل تلك الرهبة التى تملأ المكان، الجميع يمشى على أطراف أصابعه، حتى زوجته، كانت تتحدث وكأنها تحسب عدد أنفاسها، أما هو فكان يعيش فى عالم منفصل مهووس بالسلطة، مشغول بالتحكم وكأنه يعتبر نفسه فى حالة حرب دائمة، حتى داخل بيته كل شىء فى ذلك المنزل يتمحور حول الاجتماعات، فهناك غرفة صغيرة لا يدخلها إلا القلة، لا يسمح لنا بالتنظيف فيها ولا حتى الاقتراب من بابها».

وتضيف «لكننى كنت أسمع الهمسات وأشم رائحة التبغ، وأحيانا أصوات النقاش الحاد، وكنت ألاحظ الضيوف وهم رجال لا تشاهدهم فى الإعلام، رجال بملابس بسيطة، أعينهم لا تبتسم أبدا، يدخلون ويخرجون بصمت كأنهم أشباح، لكن الغريب هو ما يفعله نتنياهو قبل كل اجتماع. تفاصيل قد تبدو تافهة، لكنها تكشف الكثير، فهو يرتدى الساعة ذاتها، يشرب القهوة ذاتها، يطلب أن يعاد كى بدلته مرتين، ويجلس لدقائق وحيدا، فلا أحد يجرؤ على مقاطعته فى البيت!

أكملت: «عرفت أن ما نراه على الشاشات ليست الحقيقة، هناك نسخة أخرى من نتنياهو نسخة حقيقية، مضطربة قلقة دائم التفكير، رجل لا ينام بسهولة ولا يأكل براحة ولا يعيش مثلنا، كأن حياته كلها قاعة اجتماعات لا تنتهى ومسرحية مستمرة لا يطفئ فيها الضوء».

تزيد: ما رأيته هناك لا ينسى بعد السابع من أكتوبر لم يعد ذلك البيت كما كان. كل شىء تغير، الهواء، الجدران الوجوه، حتى الخطوات داخل الممرات، أصبحت أثقل وأبطأ ومليئة بالقلق، أما نتنياهو فلم يعد هو ذاته، شىء ما انفجر فى داخله، لم يكن يظهر الغضب، بل كان يمشى وهو يغلى، وجهه أصبح مشدودا وعيناه تائهتان، كأنه يبحث عن مخرج فى متاهة بناها بنفسه، كان يأتى فى ساعات متأخرة جدا، الثانية فجرا. الثالثة. الرابعة أحيانا، الباب يفتح فجأة يتحرك الحرس بسرعة ويُطلب من الخدم أن يختفوا من الممرات فورا، وعندما يدخل لا يتكلم، يرمى سترته على الأرض، يفتح الثلاجة بيده، يشرب شيئا ما دون أن ينظر لأحد، ثم يجلس وحده، بالساعات، زوجته أصبحت صامتة أمامه، كانت تنتظره واقفة قرب الباب، لا تجرؤ على سؤاله عن وجهته، ولا حتى عن صحته، فقط تقول: هل أطلب لك شيئا بصوت منخفض جدا؟ أحيانا يجيب وأحيانا يلوح بيده فقط.وهى تفهم أن تصمت وتختفى».

وتضيف «رأيته فى إحدى الليالى وهو يدخل إلى الصالة، كان يعرج قليلا، وجهه متعرق، يحمل زجاجة كحول فى يده جلس أمام التلفاز ولم يشغله. فقط جلس ثم فجأة صرخ، صرخة غريبة ومليئة بالغضب والخوف، وبدأ بكسر كل ما أمامه الكؤوس الصحون الهاتف، حتى لوحة معلقة على الجدار، كسرها بيده، نحن كنا نسمع من بعيد. فى إحدى المرات دخلت المطبخ لم يكن من المفترض أن أكون هناك، وجدته واقفا يحدق بقطعة خبز على الطاولة، ثم قال بصوت خافت وهو لا يعلم أنى هناك: كل هذا وانتى هكذا. لم أفهم ماذا يقصد؟ لكنه بدا وكأنه يكلم نفسه أو فى حوار مع شبح لا أراه. وفى كل يوم كان التوتر يزداد». هذا ما فعلته لعنة غزة، فأى حياة هذه!.