انتصار: «لولا» شبهى .. وقهوة المحطة حلم

حوار: مى الوزير
هى ملكة التفاصيل، فتلك التفاصيل التى تضيفها للشخوص التى تقدمها تجعل لها روحًا تعيش مع الجمهور وتجعل من مشهد واحد تقدمه دورًا كبيرًا بتفاصيلها التى لا يشبهها فيها أحد.
فنانة ذكية ولديها من الخبرات ما أهّلها لتكون فى مكانة مهمة تستحقها بجدارة وإن تأخرت.
ذاكرت باجتهاد وعملت بكدّ وقدمت هذا العام أكثر من عمل لا يشبه أحدها الآخر، مدام «لولا» صاحبة الصالون النسائى الكادحة التى لا تكل ولا تتوقف عن مساعدة وحل مشاكل كل من حولها، وفى «إش إش» وجه آخر لامرأة مقهورة آثرت سلامة بناتها على الانتقام.
وأخيرا دورها فى «قهوة المحطة» ولمحات عن عالم الصعيد بريشة «عبدالرحيم كمال» و«إسلام خيرى » عن هذه الأعمال، وكيف تقيم نفسها وكيف ترى الأجيال الجديدة وعن خططها المقبلة.. وعن خططها المقبلة كان هذا الحوار.
لك رأى عن حالة الوهج الفنى التى صاحبتك الأعوام الماضية وإن هذا تراكم للخبرات أدى لهذه النتيجة هل يعنى هذا أنك لم تشعرى بالظلم أو بتأخر التقدير؟
- لكل مجتهد نصيب وأنا ما زلت عند كلامى لك من قبل إن كل شيء له ميعاد وكل إنسان له ميعاد يتألق فيه لأنه من الممكن أن يتألق فى بداية حياته لكنه يكون عديم الخبرة فنجاحه يؤذيه.
ينجح وينور لكن قلة خبرته تؤذيه، لا يستطيع التعامل أو يقود مسيرته بشكل خاطئ، عندما يتأخر النجاح هناك من يهتز وتقل ثقته فى الترتيبات الربانية، لكن عندما يأتى النجاح فى مرحلة النضج يأتى مع خبرات يستطيع الفنان الحفاظ بها على النجاح.
نجاح مرحلة النضج مجهود شخصى وليس نتيجة مجاملات أو نتيجة أن أحدهم قرر أن يصنع منه نجمًا.
تكمل: وأحيانا يكون النجاح فى البداية نقمة، وطالما تعملين سوف تصلين وعندما كان يقول لى أحدهم متى البطولة؟ كنت أرد: أنا بطلة فى مكانى لا أهتم اسم من قبلى واسم من بعدي.
ولم أكن أقلق إطلاقا ولدى ثقة ويقين ولم ألتفت أبداً لما أسميه مشتتات النجاح.
ومن الشخص الذى أضاف لانتصار؟
- أمى بكل تأكيد وعلى المستوى المهنى قابلت عددًا من الأشخاص الذين دعمونى رغم أن هناك حالة ظلم واقع من السوشيال ميديا على مهنة الفنان.
بهدوء وبدون ضجيج ولا رسائل مقحمة أعمال مثل «أعلى نسبة مشاهدة» و«80 باكو» وقضايا اجتماعية مهمة يتم تسليط الضوء عليها، هل يلمس المواطن دور الدراما فى هذه القضايا؟

- من زمان هذا دور الدراما، تقدم أعمالا من بطولات نؤرخ من خلالها لبطولات وقضايا مهمة.
الفن غير قوانين وأسهم فى معالجة قضايا اجتماعية. هذا هو دور الفن الإيجابى لا نستورد قضايا من الخارج بل نطرح قضايانا المحلية ونضع أيدينا على المشكلات لأنه الأسرع وصولا وتأثيرا فمن خلال مسلسل 15 حلقة تشاهد الدنيا كلها رسالتك سواء قوانين المرأة وحقوقها أو الأطفال واستغلالهم، مسلسل واحد 15 حلقة كافٍ لأن يقلب كافة الموازين نحو مزيد من حقوق المرأة والطفل وفى القضايا الاجتماعية بشكل عام.
تضيف: جملة «الجمهور عايز كده» كانت موضة فى وقت من الأوقات، ولكن الجمهور عايز الصح والمفيد، هذه الجملة روجت لأعمال رديئة لكن الجمهور لديه وعى كافٍ ويفرز جيدا.
وما شكل العمل الفنى الذى توافقين عليه، ما هى معادلتك فى الاختيار؟
- الدور الذى يجذبنى حتى لو كان صغيراً والدور الجيد يظهر من أول قراءة الورق على سبيل المثال أم صابرين كانت مشاهدها قليلة ضمن حلقات المسلسل ولكن فكرة العمل كانت شيقة بالنسبة لي. أنا أحكم على العمل من ورقه.
«لولا» كلمينى عنها وعن هذا المخزون الإنسانى لدى امرأة تعمل فى عالم الصالونات وما وراء هذه الأبواب؟
- لولا صاحبة محل ولديها مخزون إنسانى كبير وتدير مكانا فى وسط البلد، شخصية ثرية وتلتقى نماذج مختلفة من البشر يوميا وهى نموذج للمرأة العاملة الكادحة التى يطلق عليها لقب بـ100 راجل، المرأة تضطرها الظروف لمعاناة وعدم استقرار فى حياتها الأسرية. من هنا تتحول شخصيتها وتكون كما ظهرت على الشاشة.
شاهدت هذا النموذج من النساء اللاتى بسبب ظروف معيشتهن تحولن للشراسة من أجل البقاء.
ومثل هذه الشخصيات لديهن ملكات تكونت بحكم الظروف يستطعن بها أن يفهمن الشخصيات حولهن من النظرة الأولى لكنها تظل فى النهاية امرأة ترتدى ثوب القوة.
صحيح «لولا» تشبه انتصار بشكل كبير؟
- فعلا هى تشبهنى أنا طول الوقت مهتمة بمن حولى ومهتمة بسعادتهم وراحتهم وأنا أحب أن أقوم بهذا فى العموم.
هدى المفتى وأحمد غزى وسلمى أبوضيف وجيل الشباب الذى عملتِ معهم مؤخرًا كيف تنظرين لهذا الجيل؟
- جيل عارف هو عايز إيه متعلم بشكل جيد فاهمين لا يشتكون وليسوا متعجلين النجومية.
جيل يعرف أن هناك تعبا واجتهادا وحمولين ولديهم قدرة على العمل دون تأفف وهذا دليل على أنهم يعرفون جيدا أن النجومية لا تأتى اعتباطا وأكثر ما يعجبنى فى هذا الجيل أن لديهم طاقة العمل لذلك أقدرهم جيدا وأشعر بهم، بالإضافة إلى أنهم فى مرحلة التعلم لم يكن لديهم غضاضة من تطوير أنفسهم.
ماذا عن «إخلاص كابوريا»؟
إخلاص كابوريا نجحت بشكل كبير ضمن مسلسل «إش إش» شخصية حملت معاناة كبيرة وعجبنى اسمها وأعجبنى أنها آثرت السلامة لتنجو ببناتها واختارت الطريق الأصعب لتحمى بناتتها بدلاً من أن تنتقم، والشخصية كانت مكتوبة بشكل جيد وأحببت تفاصيلها.
إسلام خيرى وعبدالرحيم كمال وتجربة جديدة فى «قهوة المحطة».. كلمينى عنها.
- «قهوة المحطة» مسلسل شبه الحلم وعبدالرحيم كمال من المتميزين والمسلسل نوع من الدراما قلما نجده بكثرة رغم أن الجمهور يحبه.
هل هناك دور تصفه انتصار بأنه استثمار لخبرات عمرها؟
- لن أصنف دورًا واحدًا هكذا، بل سأتكلم عن نقلات ومراحل مختلفة من عمرى ومسيرتي.
أحب فيلم «واحد صفر» مثلا ودورى فيه، وحصل هذا الدور على عدد كبير من الجوائز وأحب مسلسل «ذات» ودورى فيه ولا أغفل أيضا دورى فى «سهر الليالي» الذى حصلت فيه على عدد كبير من الجوائز وأيضا كان كوميديًّا، إضافة إلى «أعلى نسبة مشاهدة» و«80 باكو». هذه الأدوار وغيرها من أعمال فى مراحل مختلفة.

وما جديد «انتصار»؟
- أستكمل تصوير فيلم «صقر وكناريا» إخراج حسين الميناوى بطولة «محمد عادل إمام» و«شيكو» و«بروفة فرح» بطولة «نيللى كريم» و«شريف سلامة» و«لبلبة» وتأليف «دينا ماهر» و«أميرة دياب».